الوقت- الرقصة التي أداها حكام البحرين مع أعضاء الوفد الصهيوني من حركة "حباد" المتطرفة التي لو أردنا تشبيهها من الناحية الايديولوجيّة ستبدو أقرب الى الفكر الوهابي المتطرف، أثارت غضب غالبية المسلمين في جميع أنحاء العالم لاسيما العربي منه.
وأسوأ مافي الأمر أن زيارة الحاخامات اليهود إلى المنامة جاءت بناءاً على دعوة من ملك الرفاه "حمد بن عيسى آل خليفة" نفسه، متجاهلا الدعم الأعمى من قبل هذه الحركة للفكر الصهيوني في احتلال الأراضي الفلسطينية، ومتقصّدا جرح مشاعر الشعب الفلسطيني الذي اعتبر هذا الموقف خيانة بحقه من قبل مايزعمه حكام الخليج بشأن دفاعهم عن الشعب الفلسطيني المظلوم.
فاليوم الذي زار فيه وفد حركة "حباد" التي يقع مقرّها الأم في تل أبيب بالكيان الصهيوني والتي تعدّ أكبر منظمة يهودية في العالم لم يكن يوما اعتياديا بل كان يوما مقدسا بالنسبة للصهاينة، والرقصة التي أدوها بمشاركة حكام البحرين وعلى رأسهم الملك هي رقصة تبعث برسائل عديدة للفلسطينيين خاصة والمسلمين عامة.
فعندما شاهد جميع المسلمين حكام البحرين في فيديو تداولته وسائل الإعلام ممسكين فرحين بأيدي أعضاء الوفد الصهيوني الذي أسسه الحاخام شنيور ملادي عام "1788"، أيقنوا أن مايدّعيه ملوك الخليج من دفاع عن حقوق الفلسطينيين بوجه الكيان الاسرائيلي "محض كذب" لا أكثر.
ورقصة "الحانوكة" التي أدّاها حكام البحرين باحترافية بينما يقومون بقمع شعبهم، هي رقصة خاصة بعيد الحانوكة (وتعني بالعبرية "تدشين") أو عيد الأنوار، يؤديها الاسرائيليون إحياءً لذكرى تدشين الهيكل الثاني في أورشليم القدس سنة 164 قبل الميلاد بعد أن كان تحت حكم الملك أنطيوخس الرابع.
والشمعدان الذي حمله حكام البحرين مع أعضاء الوفد الصهيوني عندما كانوا منهكين بتأدية الرقصة المقدسة لاسرائيل، هو "الشمعة الرئيسية" (الشمعة التي تضيء جميع الشمعات) والذي يشكل رمزا للأيام الثمانية التي استطاع فيها إناء الزيت أن يضيء شمعدان الهيكل المقدس لليهود.
وكانت قد أقامت مملكة البحرين احتفالا للجالية اليهودية لديها بمناسبة عيد الحانوكا اليهودي، وأوضحت أن بعض رجال الأعمال شاركوا في الحفل، ورقصوا مع الحاخامات اليهود المنتمين لطائفة الحسيديم.
والمخزي في الموقف أن قنوات التلفزة الصهيونية عرضت فيديو يظهر فيه بحرينيون وهم يرقصون إلى جانب الحاخامات في الحفل الذي أقيم في مدينة "المنامة"، وكان الرقص على إيقاع أغنية بعنوان "عام يسرائيل حاي"، أي "شعب إسرائيل حي".
علاوة على ماذكرناه.. تعدّ حركة "حباد" من أكثر الحركات الدينية اليهودية تطرفا وتحاملا على العرب. حيث أصدر الحاخام إسحاق شابيرا، المنتسب لهذه الحركة مصنفا فقهيا عام 2009 ضمّنه مسوغات فقهية تبيح لليهود قتل الرضع العرب. ويلعب حاخامات الحركة دورا رئيسا في الحثّ على تدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل على أنقاضه أيضا.