الوقت- ذُكر اسم الجنرال المتقاعد "جيمس ماتيس" صاحب لقب "الكلب المجنون" كثيرا من الأحيان خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لهذا العام، ومنذ يومين عيّنه ترامب وزيرا للدفاع.
وكان بعض أنصار دونالد ترامب يأملون بأن يتم تعيين ماتيس نائبا للرئيس، في حين كان يدعو آخرون منهم أن يشغل ماتيس كمرشح طرف ثالث في الإنتخابات.
وقبل أن يعيّن ترامب الكلب المجنون "ماتيس" الأسبوع المقبل وزيرا للدفاع بشكل رسمي، بحسب ماذكره في ولاية أوهايو الأمريكية، لابد لنا من ذكر أهم الحقائق التي منحت هذا الجنرال لقبا يجمع فيه الكلب والجنون معا، فمن هو ماتيس وما السبب بأنه لم يكن اسمه ذائعا حتى هذا العام؟
ماهو سبب تلقيبه بـ "الكلب المجنون"؟
نال الجنرال المتقاعد "ماتيس" (66 عاماً) لقب "الكلب المجنون" بسبب مشيته الشبيهة بمشية كلب مسعور، ولغته الخشنة المعروف فيها عناصر المارينز، وحصل على اللقب بشكل علني بعد قيادته لعدّة معارك أظهر فيها نوعا من الجنون في المعارك التي يخوضها وتمتعه في قتل أعدائه، بالأحرى جاء هذا اللقب بعد معركة الفلوجة خلال الحملة الأمريكية على العراق في العام 2004، حيث قاد القوات البريطانية والأمريكية للإطاحة بالرئيس المقبور "صدام حسين"، وبعد قيادته أيضا لكتيبة قوات مشاة البحرية (مارينز) في حرب الخليج في عام 1991، وفي أفغانستان أيضا.
الكلب المجنون في إحدى أقواله.. "من الممتع إطلاق النار على الناس"
ووافق ماتيس على هذا اللقب بكل سرور حيث أكد في تصريحات قوية في العام 2005 في حلقة نقاش حول حركة طالبان قائلا: من الممتع إطلاق النار على الناس. وقال أيضا في إحدى كلماته المجنونة: كن مؤدباً، كن مهنياً، ولكن لتكن لديك خطة لتقتل جميع من تقابلهم.
وسبّبت تصريحات "الكلب المسعور" المجنونة خلال نقاش في سان دييغو في 2005 له العديد من المشاكل لاسيما بعد أن صرّح: تتوجه إلى أفغانستان، وتجد رجالاً يصفعون النساء على وجوههن منذ خمس سنوات لأنهن لا يرتدين الحجاب. تعلمون، أشخاص مثل هؤلاء لم تعد لديهم أي رجولة. ولذلك فإنه من الممتع جداً إطلاق النار عليهم. واعتذر لاحقاً على تصريحاته.
عازب ومثقف عسكري فذّ!
وعلى الرغم من حيوانيته المسعورة في ميدان المعركة، إلا أن ماتيس يتمتع بجانب آخر ثقافي. إذ أصدر قائمة بالكتب التي يجب أن يقرأها عناصر مشاة البحرية، وقال لهم: إن أهم منطقة في المعركة هي المنطقة "التي تقع بين أذنيكم". وتحتوي مكتبته الشخصية على أكثر من سبعة آلاف مجلد بحسب ماذكره بعض الإعلاميين. وهو لم يتزوج في حياته ما أكسبه لقب "الراهب المحارب".
ماتيس من أكبر الحاقدين على ايران
أما عن موقف "الكلب المجنون" من ايران، فإنه يزعم بأن طهران هي التهديد الرئيسي لاستقرار الشرق الاوسط قبل تنظيم القاعدة وداعش. وقال في هذا الشأن: أنا أعتبر داعش ليس أكثر من ذريعة لاستمرار ايران في تدخلها بالمنطقة، لاسيما وأن لديها الكثير من المكاسب من هذه الإضطرابات.
كما يعد ماتيس من أكبر المخالفين للاتفاق النووي مع إيران، قائلا: نحن فقط سنكون قد اعترفنا بأن لدينا اتفاق ناقص للحد من التسلح العسكري لايران، وثانيا إن ما حققناه هو وقفة للنووي، وليس وقف النووي.
كما تذّرع الكلب المجنون بأن عمليات التفتيش على المنشآت النووية الايرانية قد تفشل، ولكنه قال زاعما: على الأقل سيكون لدينا بيانات استهداف أفضل لمواقعها (ايران) في حال تطور الأمر الى حرب في المستقبل.
الكلب المجنون من المؤيدين لدعم المسلحين في سوريا
هذا ويشدّد على حاجة الولايات المتحدة لتعزيز علاقاتها مع وكالات الاستخبارات الحليفة لها، لا سيما وكالات الاستخبارات في الأردن ومصر والسعودية. وفي عام 2012، دعا ماتيس الى مدّ الإرهابيين في سوريا بالأسلحة، باعتبارها وسيلة للرد على إيران في ذلك البلد.
موقف ماتيس من بوتين
أما عن موقف "الكلب المجنون" من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فهو موقف صريح وقلق، حيث صرّح "ماتيس" في مؤتمر ترعاه مؤسسة التراث في واشنطن في عام 2015 أن نيّة بوتين هي كسر حلف شمال الاطلسي (الناتو) وتقسيم أعضائه على حدة. وحذّر أيضا من ما يزعمه بأنه نوايا روسيا في التوسع، مستلهما السبب في ذلك من ما زعم بأنه سياسات روسيا العدوانية في سوريا وأوكرانيا ودول البلطيق. ويعتبر بأن تصريحات دونالد ترامب التصالحية تجاه روسيا خاطئة وغير واعية.