الوقت- تواصل قوات اللجان الثورية والجيش اليمني سيرها نحو مدينة عدن، حيث لاقت هذه القوات حفاوة كبيرة من أبناء الجنوب اليمني الأمر الذي ساهم في تقدمها، وتهاوي دفاعات الرئيس المستقيل والفار إلى عدن عبد ربه منصور هادي، وتتوارد الأنباء حالياً عن فراره إلى جهة مجهولة.
وافادت مصادر اعلامية الاربعاء، ان قوات اللجان الثورية والجيش اليمني دخلا مدينة عدن جنوبي اليمن، فيما أكدت وكالة فرانس برس نقلاً عن مصدر أمني في "الرئاسة اليمنية" أن الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي غادر عدن إلى خارج البلاد، وقد أعلن التلفزيون اليمني عن جائزة بقيمة عشرين مليون ريال يمني أي ما يعادل 100 ألف دولار امريكي، لمن يلقي القبض على هادي.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤولين يمنيين قولهم: ان هادي غادر منزله في عدن جنوبي اليمن، في حين قالت مصادر اخرى نقلاً عن مسؤول امني هروب هادي الى جيبوتي.
كما افادت مصادر يمنية ان قوات الجيش واللجان الثورية دخلت مدينة مكيراس التابعة لمحافظة ابين واتجهت نحو مدينة لودر، فيما قالت رويترز ان دعوة العاملين في القطاع العام بمدينة عدن وجهت لهم للعودة الى منازلهم.
وأفاد مصدر ميداني في اللجنة الثورية ان اللجان والجيش اليمني دخلوا منطقة خليج عدن من جهة شبوة واعتقلوا وزير الدفاع المقال اللواء محمود الصبيحي وشقيق هادي المدعو ناصر، اضافة الى العميد ثابت جواس.
في السياق نفسه تمكنت قوات تتبع اللواء 33 مدرع مسنودة بعناصر اللجان الثورية من السيطرة على مدينتي الحبيلين والملاح في ردفان بين محافظتي لحج والضالع، وذلك بعد أن تمكنت من بسط سيطرتها بالكامل على مدينة الضالع والطرق الرئيسية.
من جهته، اكد موقع "يمن برس" ان اللجان الثورية والجيش اليمني ألقوا القبض على العميد فيصل رجب قائد اللواء 119 الموالي للرئيس المستقيل هادي على مشارف مدينة الحوطة مركز محافظة لحج.
هذا وكانت قوات اللجان الثورية المدعومة من الجيش اليمني دخلت في ساعة مبكرة من صباح اليوم قاعدة العند الجوية في لحج بالقرب من مدينة عدن، وقبل فترة وجيزة تمكنوا من دخول مدينة الحوطة مركز محافظة لحج بعد انهيار مفاجىء في صفوف المسلحين الموالين للرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي، كذلك تسيطر القوات اليمنية واللجان الثورية على ميناء المخا الاستراتيجي على البحر الاحمر التابع لمحافظة تعز ادارياً.
وتشير التقارير إلى انشقاق عدد كبير في صفوف القيادات العسكرية، وأيضا من الميليشيات الموالية، بل إن بعضها كما تؤكد التقارير ذاتها قد غادر المدينة فعلا، كما انسحب البعض الاخر من مواقع عسكرية.
ووفقاً للانباء الواردة من جنوب اليمن، تبدو مدينة عدن الجنوبية على وشك السقوط، فمن عدة محاور تطوقها قوات الجيش اليمني مدعومة باللجان الثورية، كما أخلت السعودية والامارات والكويت ومصر بعثاتها الدبلوماسية وغادرت عدن.
هادي يستنجد ويهرب
في المقابل دعا الرئيس اليمني المستقيل الثلاثاء الماضي، مجلس الامن الدولي الى تبني قرار ملزم من اجل وقف تقدم الجيش اليمني المدعوم بقوات اللجان الثورية الى مدينة عدن، لكنه ما لبث أن فرّ صباح الأمس إلى جهة مجهولة.
واشار هادي الى انه تشاور ايضا مع دول مجلس التعاون من اجل تدخل عسكري ضد ما اسماها الميليشيات الحوثية.
وفي هذا الاطار نقلت مصادر اعلامية عن مسؤولين امريكيين قولهم وفقاً لوكالة رويترز: إن الحشود العسكرية السعودية في تزايد مستمر على الحدود مع اليمن، مشيرين الى انه من المحتمل استخدام المدرعات والمدفعية في أغراض هجومية أو دفاعية ولا ريب أن القبائل اليمنية في الشمال تدرك خطورة التدخل الأجنبي.
ورداً على التحركات السعودية، احتشدت أعداد ضخمة من أبناء القبائل في محافظة صعدة اليمنية بكامل جهوزيتها القتالية، ونفذت عرضاً عسكرياً وذلك تلبية للدعوة التي أطلقها قائد حركة انصار الله السيد عبد الملك الحوثي.
كما جرت مناورة عسكرية مشتركة بين ابناء محافظتي الجوف ومأرب، فيما حذرت القبائل القوى الإقليمية من مغبة أي تدخل، مؤكدة أنها ستتلقى ضربات لا تتوقعها.
وفي ذات السياق عقدت اجتماعات قبلية موسعة بعدد من المديريات والمحافظات اليمنية لتأييد قرار التعبئة العامة وإبداء استعدادهم لمواجهة كل الخيارات.
الجنوب يدعم الجيش في مواجهة هادي
إلى ذلك أكد المتحدث باسم حركة انصار الله محمد عبد السلام أن أبناء الجنوب وقفوا الى جانب القوات المسلحة اليمنية في مواجهة القاعدة، مبينا أن هذه القوات تواصل تقدمها تجاه عدن، وأضاف: عدن قد حسمت لصالح القوات المسلحة والامن، لصالح العدالة، لصالح ابناء الجنوب اولا في مواجهة عناصر أجرمت بحقهم وقتلت المئات منهم، ونحن نعتقد أن المعركة ستظل مستمرة في مواجهة هذه العناصر المجرمة، والتواصل مستمر مع ابناء الجنوب لحماية مناطقهم من أي تهديد أو نهب أو إثارة فوضى.
وصرح: اعتقد بأن الحوار السياسي باتت الآن حظوظه اكبر، وسيكون هناك حوار حقيقي وجاد إذا تخلت القوى السياسية عن الارتهان للخارج وتنفيذ ما يريده الخارج، باعتبار أن عبد ربه منصور هادي هو من كان يعرقل الحوار السياسي.
وحول التحشيد السعودي على الحدود مع اليمن، قال عبد السلام: اي حشد عسكري على الحدود السعودية او داخل الحدود هو امر لا يعنينا ولهم ان يفعلوا ما شاؤوا، ولكن اي تهديد او محاولة لافتعال مشكلة تحت اي عنوان ليس مشروعا ولا مقبولا، والشعب اليمني قد عبر اكثر من مرة عن رفضه لمثل هذه التهديدات والنوايا وسيقف امامها بحسم كما اعلن ذلك بمسيرات وفي ساحات التعبئة العامة في مختلف محافظات الجمهورية.