الوقت- كشف موقع "ديبكا فايل" الاسرائيلي عن حصول مباحثات سريّة بين كل من تل أبيب ودمشق وعمّان بشأن تقرير مصير الحدود الجنوبية لسوريا، لاسيما مرتفعات الجولان المحتلة.
وفي وقت سابق ادّعى الموقع الإستخباراتي الصهيوني عن إجراء كل من اسرائيل وسوريا والأردن اتصالات سريّة، بهدف تأمين الحدود الجنوبية السوريّة.
وأضاف "ديبكا فايل" العبري في هذا التقرير مشيرا الى ماقالته مصادر روسيّة وأمريكية، أن الاتصالات السرية بين تل أبيب ودمشق وعمّان خلّصت الى الإتفاق على بحث الأوضاع الأمنية للحدود الجنوبية لسوريا المحاذية للحدود الأردنية، بالإضافة الى الأراضي المحتلة ومن ضمنها مرتفعات الجولان بهدف إعادتها الى وضعها السابق أي قبل بدء الأزمة السورية في 15 مارس عام 2011.
وأكد الموقع العبري بأنه انضم الى المباحثات علاوة على الطرف السوري والأردني والاسرائيلي، هيئات تمثل كل روسيا وأمريكا والإمارات العربية المتحدة أيضا.
وتابع هذ الموقع الإستخباراتي الاسرائيلي مزاعمه قائلا: في حال تم التوصل الى اتفاق نهائي فإن فرقة مشتركة من قوات الأمم المتحدة ستستقرّ في منطقة "فض الاشتباك" المعروفة بـ "آندوف" من أجل درء وقوع اشتباكات محتملة على الحدود بين الدول الثلاث، وكان رد دمشق أن وافقت على هذا الإتفاق لتتمركز هذه القوة الدولية المشتركة في مواقعها القديمة بمعسكر الفوار شرق مدينة القنيطرة.
ويعيد للأذهان موقع "ديبكا": هذه القوات المشتركة يصل عددها إلى أكثر من 1000 جندي ونحو 70 مراقبًا من الإمم المتحدة، والتي تم الإتفاق على تشكيلها في العام 1974 ووضعها على الحدود الجنوبية لسوريا بعد أن تم الإتفاق على إيجاد منطقة عازلة بين سوريا واسرائيل.
وأوضح هذا الموقع الصهيوني في قسم آخر من تقريره: وبحسب الإتفاق تم إيجاد منطقة عازلة من السلاح على طول 80 كيلومتر ومن منطقة "جبل الشيخ" حتى الحدود الأردنية السورية المشترك.
وتطرق موقع "ديبكا فايل" الى المشاركين في هذه المباحثات حول خلق منطقة عازلة من السلاح: كان ملزما كل من الجيشين السوري والاسرائيلي بالإتفاق فيما مضى، حيث قاما بسحب قواتهما من منطقة الجولان على طول 25 كيلومتر وعمق 500 متر وعرض 10 أمتار، على شرط بقاء محدود لجيشهما في هذه المنطقة مع تحديد نوع الأسلحة التي يمكن لهما استخدامها، ووافقت كل من سوريا واسرائيل مرّة أخرى على إحياء هذا الإتفاق القديم بينهما.
وبناءا على ما أورده "ديبكا": إن الدولة السورية تتحمل مسؤولية الإدارة المدنية في المنطقة العازلة للسلاح، بشرط أن يكون معبر "القنيطرة" الحدودي تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة وبمراقبة كل من الجيشين السوري والاسرائيلي.
مباحثات حول حلاقة عسكرية لرأس الحدود
وأضاف هذا الموقع الاسرائيلي في تقريره: تضمّنت المباحثات التي أجرتها الأطراف المشاركة موضوع تعديل وإصلاح بعض البنود الأمنية وحلاقة عسكرية لرأس الحدود المشتركة في المنطقة المتنازع عليها، والعودة الى أوضاع ماقبل الأزمة السورية وذلك لوجود مصاعب وتهديدات لكلا الطرفين على تلك الحدود.
وأشار الموقع الاسرائيلي الى أهم التهديدات التحديات المتمثلة في المجموعات الإرهابية التكفيرية النشطة على الحدود الجنوبية لسوريا، ومن ضمنها أخطر المجموعات الارهابية التي تدعى "جيش خالد بن الوليد" الذي بايع تنظيم داعش الارهابي وخليفته ابو بكر البغدادي منذ مدّة وجيزة.
ويعتقد هذا الموقع الاسرائيلي أنه ضمن هذه الأوضاع، لايوجد لدى المجموعات الارهابية في هذه المنطقة سوى خيارين لا ثالث لهما، وسيُرغمون على اختيار إحداهما لا محالة، فإما أن يضعوا أسلحتهم على الأرض ويسلموا أنفسهم للجيش السوري وإما أن يحاربوا القوات السورية الى أخر رمق.
وأوصى موقع "ديبكا" كبار المسؤولين الاسرائيليين حول تشكيل منطقة خالية من السلاح على الحدود المشتركة بين الأردن وسوريا والأراضي المحتلة، بأن لايضيّعوا هذه الفرصة الذهبية المهمة لأمن بلادهم، مع وجود أكبر تهديدين لإسرائيل والمتمثلين في حزب الله ودمشق جنوب سوريا.
أحلام ذهبت مع الريح
ونشر موقع "ديبكا" في هذا التقرير السرّي، أن الحقيقة المهمة في هذا الموضوع هي خسارة اسرائيل لأحلامها في المنطقة، لاسيما وأنها كانت تطمع بالسيطرة على جنوب سوريا المكان الاستراتيجي الهام لها، من خلال دعمها وتوسلها لكل من جبهة النصرة وداعش الإرهابيين لترك جنوب سوريا لها.