الوقت- قال موقع غلوبال ريسيرش الكندي اليوم ان الانتخابات الرئاسية ليست سوى خرافات وخداع، حيث أكدت وسائل الإعلام ان 48٪ من الناخبين المؤهلين امتنعوا عن الادلاء باصواتهم في هذه الانتخابات.
وتابع الموقع لكندي بالقول: وبعبارة أخرى، فإن ما يقرب من نصف الناخبين لم يصوتوا لصالح ولا اي من الحزبين، حيث ان هناك العديد من الأسباب وراء هذه الظاهرة التي تضرب بامريكا، بما في ذلك انتشار حالة من الاشمئزاز على نطاق واسع في صفوف الشعب الامريكي تجاه الحزبين والتي تمنعهم عن التصويت فغالبية الاصوات الامريكية تعبر عن احتجاجها على البرامج الاقتصادية تجاه المرشحين والتي تعكس عدم الثقة والإحساس بالعجز على السياسة العامة لدى الحزبين، فقد أعرب الناخبين المؤهلين عموماً عن عدد من التحفظات الامر الذي يظهر وبشكل جلي الفجوة بين الوعود الانتخابية والسياسات التي تطبق على الارض، حيث ان الشرخ يزداد بشكل واضح بين الشعب الامريكي والحزبين.
واستطرد الموقع بالقول: ان قمنا بعرض وعود اوباما النموذجية في امريكا، في الحملات السابقة فقد وعد باراك أوباما بالعمل من أجل السلام والازدهار المحلي والعدالة الاجتماعية وإصلاح ظاهرة الهجرة، ولكن وما ان استلم اوباما دفة الحكم تراجع عن تعهده واستمر في شن الحروب القديمة وأطلق حروباً جديدة فامريكا بعد حكم اوباما لفترتين رئاسيتين تعاني من انفاق مئات الملايين من الدولارات على الاسلحة، في حين ترك أكثر من 3 ملايين في الرهون العقارية، بينما اعتقلت السلطات الامريكية ورحلت مليوني عامل مهاجر، وفي الوقت نفسه شهدت امريكا عدم المساواة بين العمال السود والبيض حيث اتسعت هذه الظاهرة في الواقع بشكل كبير في الفترة الاخيرة، ناهيك عن عنف الشرطة العلني ضد الشباب السود الذي ازداد في الآونة الاخيرة ايضاً، فيمكننا أن نتوقع ان ترامب سيتابع نمط أوباما بالكلام المزدوج وعكس الوعود التي تضمنتها حملته الانتخابية.
واضاف الموقع بالقول: وفي الوقت نفسه، كان ترامب يطلق الكثير من الوعود قبل الانتخابات الامريكية لجذب قادة الحزب الجمهوري التقليدي المحافظ في الكونغرس الذين كانوا يعارضون ترشيحه خلال الانتخابات التمهيدية، حيث أنهم سيعملون مع ترامب في خفض الضرائب لكن وكما هو المعتاد في بلاد العم سام فان السياسات ستظل لفترة طويلة على جدول الأعمال، ومن ناحية أخرى، فان ترامب سيواجه معارضة من جانب الجمهوريين في الكونغرس الذين لهم علاقات مع وول ستريت والمضاربين الماليين، فوعد الورقة الرابحة بإقناع الشركات المتعددة الجنسيات في الولايات المتحدة لإعادة المليارات سوف يعارضه زعماء الكونغرس الجمهوريين بشكل يدمر طموحات ترامب المنشودة.
وقال الموقع: فجميع الوعود التي يتعهد بها القادة الامريكيون تذكرنا بتصريح اوباما حول دعم الحقوق المدنية والعدالة للأمريكيين من أصل أفريقي ولكن حال الامر انتهى فعليا بزيادة قوة الشرطة والإفلات من العقاب، في حين قام اوباما بطرد 2,000,000 من العمال المهاجرين، فان ترامب تعهد ايضاً بترحيل 2,000,000 من اللاتينيين إضافة على أساس باطل وتهم قد تصل الى "الإجرام"، حيث ان أوباما اعتمد على شرطة الحدود الامريكية، كورقة رابحة في تعزيز دوريات الشرطة الحدودية وتلفيق بعض الاتفاقات مع نظيره المكسيكي المحافظ، بينما تعهد اوباما ببناء سور مع المكسيك قد يكون شبيهة بسور الصين العظيم وعلى نفقة المكسيك البلد الفقير.
وأضاف الموقع بالقول: فوعد ترامب الذي قال فيه انه سوف يزيد الأمن الحدودي وسوف يزيد عدد ضباط حرس الحدود ثلاثة أضعاف سوف يكلف امريكا ثمناً باهظاً من الناحية المادية والاجتماعية، ناهيك عن النساء في المراكز الحضرية والدول الساحلية حيث ان المرأة الفقيرة والريفية ستشهد تراجعا كبيراً، من ناحية الحقوق العامة في ظل حكم ترامب.
وواختتم الموقع الكندي انه مع مرور الوقت، سيتم استبدال أنصار ترامب الذين انتخبوه على اساس وعوده بالتغيير الاقتصادي من خلال مجموعة متنافرة من المتضاربين من كل الألوان والأديان، اي انه سيظهر هناك موجة جديدة من العمال والموظفين والمهنيين المحبطين.
يذكر ان السياسة الدولية تعيش مخاضاً ينتظر ولادة سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة، في حين تُطرح العديد من علامات الإستفهام، والتي لن تُجيب عنها إلا الأيام المستقبلية: فكيف سيكون شكل العلاقة بين روسيا وأمريكا في عهد ترامب؟ وهل يمكن أن نشهد واقعاً جديداً على الصعيد الدولي يتمثل بتقاسم للمصالح المشتركة؟ أم يمكن أن تؤول الأمور الى مزيدٍ من التصعيد؟