الوقت- في السلم كما في الحرب، مرّة أخرى تثبت الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة، وقوفها إلى جانب الشعب العراقي وكافّة الشعوب الإسلامية. آخر هذه المحطّات كانت زيارة الأبعين حيث يتوجّه حوالي الـ20 مليون زائر إلى مرقدي الإمامين علي والحسين عليهما السلام.
ولكن لزيارة الأبعين في إيران نكهة أخرى، حيث يأبى الإيرانيون، شعباً وحكومةً، إلا أن يؤازروا ويشاطروا الشعب العراقي في خدمته للزوار عبر تقديم العديد من الخدمات، لاسيّما في ظل ارتفاع أعدادهم خلال السنوات الأخيرة، وحاجة العراق إلى المؤازرة الخدماتيّة لرفع مستوى التقديمات التي يتلقّها زوّار الأربعين.
فيما يلي جردة سريعة حول بعض من الخدمات التي يقدّمها الإيرانيون إلى زوّار الأربعين.
اكبر مشروع لاسكان الزوار في النجف الاشرف
تعدّ مدينة النجف الأشرف المحطّة الأولى للزوار حيث يبدؤون السير، بعد زيارة الإمام علي (ع)، نحو مدينة كربلاء التي تبعد 83 كلم"مشّاية"، تعمد بلدية مشهد إلى تدشين اكبر مشروع لاسكان الزوار في النجف الاشرف بحضور الامين العام للعتبة العلوية المقدسة بعد غد الجمعة، وفق ما أعلن رئيس اللجنة الدائمة لزيارة الاربعين في بلدية مشهد.
وقال سيد وحيد موسويان في تصريح صحفي: ان المشروع العظيم لاسكان الزوار في النجف الاشرف تبلغ مساحته 12 الف مترمربع ويقع قرب مرقد الامام علي (ع) وتم تشييده من قبل بلدية مشهد.
واشار الى ان 120 عامل بناء تطوع لتشييد مشروع اسكان الزوار في غضون 40 يوما وهو يعد عملا جهاديا وموضع تقدير.
واوضح انه بالامكان اسكان 500 الف شخص في هذا المكان بشكل مجاني ، وهو ايضا مكان مناسب لاسكان عمال بلدية مشهد الذين يتشرفون بزيارة مرقد الامام علي عليه السلام.
ولفت موسويان انه سيتم ارسال قافلة من 1200 شخص تضم عمال نظافة وسواق حافلات واطباء وممرضين مع معدات طبية وادوية لخدمة زوار الامام ابي عبدالله الحسين عليه السلام ، مشيرا الى ان 650 من عمال النظام سيتواجدون في النجف الاشرف والكاظمية.
واوضح رئيس اللجنة الدائمة لزيارة الاربعين، ان قافلة خدام الحسين (ع) من مدينة مشهد تضم 350 سائقا مع 200 حافلة لتسهيل نقل 200 الف زائر.
واضاف موسويان : كما يوجد 400 شخص تطوعوا للخدمة في موكب الامام الرضا (ع) ، و139 امرأة لخدمة الزائرات ، و250 مبلغ ديني ، و120 طبيبا وممرضا.
ولفت موسويان الى ارسال اكثر من 70 شاحنة من مشهد تحمل المساعدات الشعبية والمستلزمات التي تستخدم في المواكب.
واشار موسويان الى ان مواكب الامام الرضا (ع) في النجف الاشرف وكربلاء والكاظمية لديها القابلية على اسكان ما بين 20 الى 30 الف زائر كل ليلة.
تعقيم مياه الشرب في كربلاء والنجف
للماء زمزّيته الخاصّة عند زوّار الإمام الحسين(ع)، الأمر الذي دفع بوزراة الصحة الإيرانية للقيام بمشروع تعقيم مياه الشرب في مدينتي كربلاء والنجف، وفق ما أعلن رئيس شؤون الصحة والعلاج في اللجنة المنظمة لزيارة الاربعين.
مستشار وزير الصحة الايراني "بيرحسين كوليوند" الذي قام بجولة تفقدية للمواكب المنتشرة على الطريق الواصل بين مدينتي كربلا والنجف قال: استنادا الى المعلومات التي حصلنا عليها فان مياه الشرب في كربلاء والنجف تفتقد الى التعقيم بمادة الكلور من الساعة 12 بعد منتصف الليل وحى الساعة التاسعة صباحا، لذا تقرر ارسال مادة "بركلورين" الى كربلاء والنجف للحيلولة دون الاصابة بالامراض.
واضاف: ان ضمان سلامة الزوار يعد احد الاهداف الهامة بالنسبة لنا اثناء اقامة مراسم زيارة الاربعين، وسنبذل قصارى جهدنا من اجل المحافظة على سلامة الزوار.
وأكّد رئيس لجنة الصحة على ضرورة اهتمام الزوار بالتوصيات والتعليمات الصحية المنشورة في وسائل الاعلام العراقية.
خدمة الانترنت مجانا للـ"مشاية" في طريق "ياحسين"
وبين كربلاء والنجف، لم تغب رفاهيّة الزوّار عن بال العاملين على انجاح هذه المسيرة، فقد أعلنت مجموعة من الشركات الايرانية الخاصّة توزيع خدمة الانترنت مجانا على الزائرين في طريق ياحسين الممتد من النجف الاشرف الى كربلاء المقدسة.
و" تحت شعار (كن خادما لامامك الحسين (ع) عبر الانترنت وانشر عظمة وروحانية زيارة الأربعين)، تقوم مجموعة من الشركات الإيرانية وبمساعدة عراقية بتنفيذ مشروع تقديم خدمة انترنت مجانية لجميع زوار ابي عبدالله الحسين(ع) في طريق يا حسين الممتد من النجف الى كربلاء".
وأوضح مصدر إيراني ان" هناك 100 كابينة تقديم خدمة WiFi يتم تركيبها حاليا بشكل منظم بفاصلة 1 كيلومتر عن بعضها على طول طريق الزائرين من النجف الى كربلاء، بالإضافة الى كابينات تم تركيبها داخل بعض المواكب التي تبرعت باستضافتهن".
واشار الى انه" تم إضافة خدمة شحن بطارية الهاتف كخدمة جانبية في الـ"كابينات" ويستطيع الزائر شحن هاتفه النقال طوال فترة توقفه عند أي من الـ"كابينات" الموجودة في الطريق".
وزاد ان" المدير العام للمشروع تمنى في ان يستخدم الزائرون هذه الخدمة في نشر روحانية وعظمة هذه الزيارة الى العالم اجمع، كما تمنى ان تسهم الخدمة في التقليل من مشاكل التواصل و التنسيق بين الزوار و تساعد في إيجاد المفقودين او أي خدمة أخرى تحتاج الى تواصل".
ولفت الى"رفض القائمون على المشروع ذكر اسمهم او اسم الشركات التي ساهمت في تنفيذ المشروع، كون المشروع يهدف الى تحصيل الاجر والثواب فقط بعيدا عن أي أهداف دعائية او تجارية كما ويلاحظ ان الـ"كابينات" تخلو من أي لوكو او اسم لمقدمي هذه الخدمة".
آلاف الايرانيين يتطوعون لجمع النفايات في كربلاء والنجف
وفي حين الوصول إلى مدينة كربلاء، وقبلها في النجف، التي تفتقد للبنى التحتية القادرة على استقبال ملايين الزوّرا دفعة واحدة، تبرز حاجة تقديم الخدمات للزوار، لاسيّما تلك التي تتعلّق بالنظافة. وفي هذا السياق، سجل 7 آلاف عامل نظافة ايراني (في طهران فقط) اسمائهم للتطوع في جمع النفايات خلال مراسم زيارة الاربعين في كربلاء والنجف، حيث سيتم انتخاب الفين منهم لارسالهم الى العراق.
وأوضح رئيس لجنة مراسم زيارة الاربعين ببلدية طهران "مجتبى عبداللهي" قال : ان كوادر بلدية طهران وبالتعاون مع بلدية كربلاء ستقوم بجميع 8 آلاف طن من النفايات يوميا.
واشار الى ان قسما كوادر بلدية طهران سيقومون بمساعدة بلدية النجف في مجال تنظيف الشوارع والاماكن العامة من النفايات، اضافة الى ارسال شاحنات صغيرة لجمع القمامة ونقلها الى المكبات خارج المدينة.
كما اعلن نائب مدير مؤسسة ادارة النفايات ببلدية طهران "رضا عبدلي" الى انه سيتم ارسال عمال النظافة الى كربلاء والنجف، موضحا انه تم اختيار الفي عامل من بين سبعة آلاف عامل تطوعوا من جميع المناطق البلدية الـ 22 بالعاصمة طهران.
البلديات الإيرانية تتكفّل بزوّارها
وبخلاف العديد من البلدان، تعمد كافّة المحافظات في الجمهورية الإسلامية الإيرانيّة إلى ارسال كافّة الإمكانات مع زوّار هذه المحافظات، فعلى سبيل المثال عمدت بلدية أصفهان إلى إرسال العديد من عمّال النظافة مع حملة " الإمام الرضا(ع)" المتوجّهة إلى كربلاء والنجف، وفق التلفزيون الإيراني.
كذلك أرسلت بلدية أصفهان، كما كافّة بلديات المحافظات الإيرانيّة، العديد من المكابخ والمرافق الصحيّة، ووسائل الإضائة في حالات الطوارئ، إضافةً إلى سيارتي إطفاء و15 من رجال الاطفاء.