الوقت- حاز المصور السلوفيني "ملتيك زورمان" البالغ من العمر 29 عاما على جائزة التصوير الصحفي العالمية، عن صورة لطفلة سورية لاجئة في صربيا ما تزال بطلتها مجهولة حتى الآن.
وكانت هذه الطفلة واحدة من بين آلاف اللاجئين الذين ينتظرون بصبر في بريسيفو في صربيا قرب الحدود المقدونية، في 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2015، حينما تمكن زورمان من التقاط صورة لها وهي ممسكة بقوة بالسياج الأمني البارد فيما كانت عائلتها تقف خلفها.
وبدت اللاجئة الصغيرة من وراء السياج أكثر حرصا وإصرارا من معظم الذين كانوا حاضرين معها، لاستئناف رحلتها إلى أوروبا لدرجة أنها لم تأبه لوقوع معطف شفاف واق من المطر على وجهها في تلك اللحظة.
وذكرت صحيفة بريطانية نقلا عن زورمان أنه لم يكن يريد تعطيلها حتى أنه لم يتحدث معها و لم يتبين المعطف الواقي من المطر الذي سقط عليها وغطى وجهها في اللحظة التي ضغط فيها على زر الكاميرا، وإنما واصل المشي إلى مدخل مركز التسجيل ليحصل على صورة أوسع للمنطقة.
و بعد مرور وقت، لاحظ المصور أن الاختناق كان باديا عليها وأن الصورة هي رمز للنضال الذي يواجه الكثير من اللاجئين.
وكان المصور قد بدأ تغطية أزمة اللاجئين منذ عام 2014، لكن صورة هذه الفتاة تحديدا كانت تطارده على الدوام، فقد قال إنه دائماً ما يعود إلى السؤال الرئيسي "ما اسمها وأين هي؟".
ويناشد المصور السلطات والمنظمات غير الحكومية الصربية، التي كانت تعمل على الحدود في ذاك اليوم، لمساعدته في بحثه عن الطفلة، ووفقا لوجهة نظره فإن رغم أن عائلتها ربما لا تكون راضية بهذا الظهور ولكن من الخطأ ترك الصورة، باعتبارها وثيقة معبرة عن أزمة اللاجئين، من دون تحديد هوية صاحبتها.
فقد أكد المصور السلوفيني :"إن الجائزة العالمية للتصوير الصحفي غيرت حياتي، ولكن بصراحة، ماذا عن تلك الفتاة؟ أين هي الآن؟ أريد أن أجعل الاهتمام الذي حظيت به الصورة فرصة لإعطاء تلك الفتاة صوتا قد يكون أعلى من الصورة".
وحتى الآن لم تجدي مساعيه نفعا في العثور على الفتاة أو معرفة هويتها، لكنه أكد أنه سيواصل البحث قائلا :"إن نهاية كل قصة تعتمد على أين نتوقّف .. ما آمل أن أفعله هو جعل وضعها الحالي قصة إيجابية، بعد كل الذي مرّت به".