الوقت- بعد سنوات طوال من تنظيم السعودية و إدارتها لأمور الحج و تكرار الحوادث و سقوط ضحايا كثر على مرّ السنين تخطت اعدادهم الآلاف صعّد الإيرانيون من موقفهم بسبب هذا التقصير المستمر و عدم قيام السعودية بالإعتذار أو التبرير أقلّه لأهالي الضحايا، هذه الامور وأخرى متعلقة بأمور الحج كانت محور حديثنا مع أمين عام إتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، و الذي جاء في تفاصيله التالي:
الوقت: ما الحق الذي تمتلكه السعودية لمنع الملايين من المسلمين من أداء مناسك الحج في كل من ليبيا و سوريا و اليمن و إيران و غيرها؟
الشيخ حمود: الموضوع ليس موضوع حق و باطل أو حق و سلطة، الموضوع أن العالم الإسلامي كلّه اليوم في وضع إستثنائي، لعلّه لم يحصل في التاريخ الحديث أقلّه، وضع متوتر من حروب و إعتداءات بإسم الإسلام، فمثلاً منع الحجاج من الحج ما حجمه مقابل الحرب على اليمن أو بالنسبة لتدمير سوريا و ما يحصل في ليبيا و ما يحصل للجيش المصري و ما يحصل في لبنان، يعني حجم الجرائم التي ترتكب بإسم الإسلام و بإسم خادم الحرمين و تحت شعار لا إلاه إلا الله محمد رسول الله أكبر بكثير من منع الحجاج من الذهاب إلى الحج، فكيف نستغرب جريمة "صغرى" أمام جرائم كبرى لا تصفح، و لا شك أنه هناك شيء خاص بشخص أو أشخاص الحاكمين، يعني هناك فرق واضح مثلاً بغض النظر عن بعض الأمور بين الملك عبدالله و ما حاول القيام به من تقريب وجهات النظر بين سوريا و سعد الحريري مثلاً و بين الملك سلمان و حاشيته الذين لا أدري لما هم بهذه الدموية و المغامرة و الفجور، وكما قال عبدالله إبن عمر رضي الله عنهما عندما ما مرّ في الكوفة بعد كربلاء، فراح أهل الكوفة يسألونه عن دم البعوضة إذا ما أصاب الثوب إن كان ينجس أم لا، فقال لهم عجباً تسألون عن دم البعوضة و لا تسألون عن دماء الحسين و آل بيت رسول الله، لذا هذا الإنحراف موجود في بعض المراحل التاريخية و مراحل العالم الإسلامي في بعض المناطق، وللأسف الشديد أنا أرى أن منع الحجّاج هو جريمة صغرى أمام الجرائم الكبرى التي ترتكب و هذا واضح في حديث الرسول الأكرم عندما قال: إن حرمة دم المؤمن عند الله أشد من حرمة الكعبة.
الوقت: ما رأيكم بإستعانة السعودية بشركة إسرائيلية في تنظيم أمور الحجاج بسوار الحج، الأمر الذي يعرض بيانات الملايين من المسلمين لخطر الإستيلاء الإسرائيلي؟
الشيخ حمود: نعم هذا أمر مستنكر و نحن سبق و ذكرنا الموضوع في ذكرى تأبين الشهيد غضنفر ركن أبادي وكنا أول من أثار الموضوع في الإعلام و ذكرناه في خطبة الجمعة، بإعتبار أن استخدام هذه الشركة يعتبر جريمة جديدة ضمن جرائم النظام السعودي ضد المسلمين و الحجيج و هو أمر خطير جداً، و يتوافق مع حملة التطبيع التي يقوم بها انور عشقي و تركي الفيصل..
الوقت: السعودية اتهمت إيران بتسيس الحج على لسان ولي عهدها في الوقت الذي تحرم فيه الملايين من الحجاج من الحج بسبب مشاكل سياسية، ما رأيكم بذلك؟
الشيخ حمود: هنا علينا ان نتفق ما معنى تسيس الحج فقد بدأ الموضوع في سنة 87 عندما حصلت مجزرة الحجاج الإيرانين و أنا كنت موجود وقتها، يعني حرق العلم الأمريكي و الإسرائيلي تسيس للحج مثلاً؟ و جمع التبرعات لجهات مشبوهة بتورطها بالإرهاب ليس تسيساً؟ هل إعتبار قيام السعودية أن جيشها يقوم بمهمة جهادية في اليمن ليس تسيساً؟ و الحديث عن حتمية زوال إسرائيل تسيس مثلاً؟، لا بد من تحديد ماذا يعني التسيس، فإذا كانت هناك قضايا مختلف عليها، ممكن أن نقول تسيس كالوقوف بين حكومتين متخاصمتين مثلاً أو أي شيء خاضع للإجتهاد، أم في الحديث عن حتمية زوال إسرائيل و هو حقيقة قرآنية و الموت لإسرائيل و إسرائيل غدة سراطانية فهل يمكن ان نقول أن هذا تسيس؟ طبعاً هذا ليس تسيس و غير هذا الإعتبار يعد خطيراً، بل هذا إعلان لمبادئ إسلامية في الحج، لذا هنا تقع الخطورة عندما نتفق على معنى التسيس عندها نقول من سيّس و من لم يفعل.
الوقت: نرى السعودية و وسائل إعلامها يهاجمون إيران و الدول التي تنتقد تنظيم و إدارة السعودية للحج، ألا تعتقدون بأن هذه الدول تملك كل الحق بسبب مخاوفها على سلامة مواطنيها خصوصاً بعد فاجعة منى؟
الشيخ حمود: أنا لم أرى أي دولة إسلامية تنتقد السعودية أو حريصة على حجاجها، فسألت لم دُفنوا قبل أن يعلموا هم، أو طالبوا بدية مثلاً، لم نسمع أي شيء كهذا، لأن هناك إرادة مسحوبة عند هذه الدول، فالسلطة المعنوية و المالية للسعودية و للأسف تجعلهم يخرسون أمام الحقائق، أما فيما يتعلق بإيران فبأقل تقدير لديها الحق بمسآلة كل من استهان بأرواح مواطنيها من الحجاج مرّات و مرّات.
الوقت: هل تعتقدون انه هناك إمكانية لإقامة إدارة إسلامية دولية مشتركة لتنظيم امور الحج؟
الشيخ حمود: نظرياً نعم، أما الآنو بطرحها من إيران خاصة أو من جهات واضحة الأفق في مواجهة الجو الامريكي فالأمر مستبعد، فلديهم قدرة فائقة في تزوير و تحوير و تسيس الأمور من خلال وسائل إعلامهم، لذا لا أراه أمراً ممكناً، إلا إذا ما جاء من طرف آخر إذا ما استفاق المسلمون في أنحاء العالم وواجهوا السعودية بأنه لا بد من تدويل الجهة المشرفة على الحج او أقلّه الإطلاع على أمور الحج، فما قلناه نحن مثلاً مجزرة الحج التي حدثت السنة الماضية إذا ما اعتبرناها قضاءاً و قدراً لماذا لم يُطلعوا الناس على التحقيق و لماذا أغلقت تلك البوابة التي بسببها احتشد الناس و بدأ التدفع ثم فتحت جزئياً ثم أغلقت، هل لأن أميراً مرّ أو أحداً خالف الأوامر، للأسف مثل قطعان الماشية عاملوا الحجاج، و قالت السعودية انتهى الموضوع فأنهاه الجميع و لم يجرؤا على مواجهتها فالجميع بحاجة اموالها او يهابونها لأمور عدة مثل منع حجاجهم من الحج في السنوات القادمة و هذا هو التسيس بعينه إذا ما عدنا لسؤالكم السابق.
إعداد: محمد حسن قاسم