الوقت- شارك مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي ﺍﻷﺳﺒﻖ جيمي كارتر "زبيغنيو بريجنسكي" مع محلل مؤسسة ويلسون للأبحاث روبن رايت، في برنامج " مورنينغ جو" في قناة MSNBC الأمريكية الخميس الماضي، وأجاب على أسئلة متنوعة حول مستقبل السياسة الخارجية لامريكا. وفي ختام البرنامج واجه سؤالاً هاماً يدور هذه الأيام كثيراً في المناخ السياسي الأمريكي، حول دعوة رئيس الكونغرس المنتمي إلى الجمهوريين رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي لإلقاء محاضرة في الكونغرس، وكانت إجابته تشير إلى معارضته للجمهوريين، وكذلك كيسنجر أحد الشخصيات البارزة في السياسة الخارجية الأمريكية في العقود الأخيرة.
والإعلامية الأمريكية ميكا بريجنسكي التي كانت من مقدمي البرنامج، سألت أباها عن رأيه حول دعوة نتنياهو لإلقاء كلمة في الكونغرس الأمريكي، فأجاب بريجنسكي: في البداية يجب أن نسأل لماذا دعي؟ أعتقد بأنهم قاموا بدعوة نتنياهو إلى الكونغرس لتعزيز موقفه في المفاوضات مع رئيسنا. لقد بذل أوباما كل جهوده لحل قضايا غامضة جداً. أنا أعتبر هذا الأمر مخزٍ ومشين، ومازلت آمل أن يعاد النظر في ذلك. معظم الإسرائيليين أصدقاء حقيقيون لأمريكا، ولكن نتنياهو يريد منا أن نذهب إلى حرب مع إيران. أنا لا أعتقد أن هذا هو أفضل سياسة بالنسبة لنا. نحن ورئيسنا، ينبغي أن نقرر في هذا الأمر، ولا يجوز ممارسة ضغوط علينا بهذا الشأن. هذا الأمر ليس جيداً بالنسبة للرئيس أبداً، ولكن نتنياهو مصمم على إضعاف أوباما في هذا الوقت العصيب جداً.
وقد بدأ البرنامج بالإشارة إلى التصريحات الأخيرة لجيب بوش وهيلاري كلينتون المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية التي ستجري في ۲۰۱۶، وكذلك مواجهة امريكا لتنظيم داعش الإرهابي. وكانت تصريحات الأربعاء الماضي حول المحادثات النووية مع إيران هي تكرار لمواقف كيسنجر حول هذا الموضوع إلى حد كبير.
وكان هنري كيسنجر قد قال مؤخراً في اجتماع لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، إنه يعتقد أن المفاوضات النووية مع إيران قد انحرفت عن مسارها الصحيح، وبينما يبدو أن المفاوضات تتواصل بشكل متعدد الأطراف، ولكنها تحولت إلى "مفاوضات ثنائية" بين إيران وأمريكا، وذلك حول "مستوى القدرات النووية لهذا البلد وليس تفكيكها".
وأما جيب بوش ففي كلمته في شيكاغو، رحب بخطاب نتنياهو في الكونغرس ودعم فرض عقوبات جديدة على إيران، زاعماً أن هدف أميركا في المواجهة مع إيران يجب أن يكون تدمير طموحات إيران النووية، وليس إدارتها.
وجهة نظر بريجنسكي في الموضوع الآخر الذي تطرق إليه البرنامج، أي مستقبل الشرق الأوسط كانت لافتة أيضاً. روبن رايت الخبير الآخر في البرنامج ، دعا أميركا إلى الامتناع عن ممارسة نهج أحادي البعد حيال قضايا المنطقة، معتبراً أن حروب المنطقة هي متعددة الأبعاد. من جهة أخرى، كان رد بريجنسكي حول هذا الأمر متماشياً إلى حد كبير مع السلوك الحالي لامريكا في المنطقة.
وفي هذه الأثناء كانت ملفتة تلك الإشارات المتكررة لبريجنسكي البالغ من العمر ۸۷ عاماً، إلى معارضة شعوب المنطقة لمفاهيم مثل الاستعمار والإمبريالية. ورداً على أسئلة مقدمي البرنامج، قال: إن قضايا منطقة الشرق الأوسط ومستقبلها، ترتبط بحكومات المنطقة وليس نحن.
وتابع قائلاً: تشهد المنطقة حدوث اضطرابات سياسية هائلة ضد القوى الاستعمارية السابقة، وضد أمريكا بسبب العراق. ولهذا السبب، يمكن لأمريكا أن تتحول بسهولة إلى العدو رقم واحد في المنطقة ، وهذا ليس لمصلحة أمريكا.
وتأتي تصريحات بريجنسكي التي قال فيها إنه يجب على امريكا أن لا تجعل الأمر أكثر تفاقماً، ولا يجب أن تلجأ إلى خيار التدخل العسكري إلا في حالات ضرورية جداً مثل مقتل مواطنيها، لتعارض إلى حد كبير مواقف الجمهوريين الذين يدعون إلى زيادة التورط العسكري الأميركي في المنطقة.