الوقت- خلال الأسابيع الماضية وتحديداً بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، لفتت أطروحات عديدة حول مصير الأسلحة النووية الأمريكية المتواجدة في تركيا، واحتمال وقوعها بأيدي المجموعات الإرهابية، إلى أن تواردت أنباء الأسبوع الماضي عن بدء أمريكا بنقل أسلحتها النووية من تركيا. إلا أن الأنباء تضاربت حول هذا الخبر، فوكالات الإعلام أكدت الخبر، فيما نفت جهات حكومية رومانية هذه الأنباء. وسنتطرق إلى تصريحات كل منهما (الإعلام والحكومة الرومانية) لكشف حقيقة ما يجري.
فقد نقل موقع "یورواکتیو" الأوروبي، معلومات حول تفاصيل هذا الموضوع، حيث ذكر بأن أمريكا بدأت بنقل أسلحتها النووية من تركيا إلى رومانيا، تحسبا من وصولها لأيدي الإرهابيين ولعدم توفر حماية مضمونة لهذه الأسلحة المدمرة، وبالأحرى بعد تفشي العديد من التحذيرات والتحليلات التي تنبأت بإمكانية وصول الأسلحة النووية إلى أيدي الإرهابيين على غرار داعش.
وفي تقرير نشره الموقع الأوروبي كشف فيه عن جزئيات وأبعاد هذا الإجراء، كتب فيه: ذكر مصدرين موثوق بهما أن الولايات المتحدة بدأت بنقل أسلحتها النووية من تركيا إلى رومانيا، وهو الأمر الذي يكشف عن وجود توتر في العلاقات بين واشنطن وأنقرة.
وأوضح أحد المصادر أن عملية نقل الأسلحة معقدة جدا من الناحيتين السياسية والتقنية، بينما أشار مصدر آخر إلى أن العلاقات الأمريكية التركية تدهورت بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ووصلت إلى مستوى عدم ثقة واشنطن بأنقرة في مجال الحفاظ على الأسلحة النووية.
وأضاف الموقع أن واشنطن تنقل أسلحتها النووية إلى قاعدة "ديفيسيلو" في رومانيا والتي نشرت فيها عناصر من الدرع الصاروخية الأمريكية التي أثارت استياء روسيا.
من جانبه، أشار مركز سيمسون مؤخرا إلى أن حوالي 50 وحدة من الأسلحة النووية التكتيكية الأمريكية كانت منتشرة في قاعدة "إنجيرليك" الجوية في تركيا على مسافة 100 كم من الحدود السورية.
هذا وطالب الموقع الاوروبي من وزارات خارجية كل من أمريكا وتركيا ورومانيا، أن يدلوا بتصريحاتهم حول هذا الموضوع. كما تعهدت كل من تركيا وأمريكا بتوضيح كل مايجري حول نقل الأسلحة، ولكن سرعان ماتبدلت أقوالهم، ليصرّحوا بأن هذا الأمر يجب أن توضّحه وزارة الدفاع الأمريكية، إلا أن وزارة الدفاع الأمريكية حافظت على سكوتها رغم حساسية الموضوع.
والملفت في الأمر أن الناتو رحّب بهذه الأنباء، مؤكدا أن نقل السلاح النووي الأمريكي من تركيا إلى رومانيا، سيضمن أمن المنطقة، وعبّر المسؤولين في الحلف عن فرحهم لوقوع الأسلحة النووية في أيد أمينة.
رومانيا تنفي نقل الأسلحة إلى أراضيها
من جهتها نفت وزارة الخارجية الرومانية بشكل قاطع ما تناقله الموقع الاوروبي حول قيام الولايات المتحدة بنقل أسلحتها النووية من تركيا إلى رومانيا على خلفية تدهور العلاقات الأمريكية التركية.
ولم تذكر وزارة الخارجية الرومانية أي تفاصيل حول الموضوع، إلا أنه من المتوقع أن يكون استنكارها لنقل أسلحة أمريكا النووية إلى أراضيها، جاء ضمن إجراءات أمنية، وربما تحسبا من تورطها في التوتر المستعر بين أمريكا وروسيا، في حال أعلنت أنها ستحتضن صواريخ أمريكا النووية على أراضيها.
يذكر أن قائد قاعدة انجرليك الجوية التركية التي تجثم طائرات تابعة لسلاح الجو الأمريكي في مطارها اعتقِل بتهمة دعم المحاولة الانقلابية.
وكانت السلطات التركية قد حظرت أثناء الانقلاب الفاشل في تركيا الشهر الماضي تحليقات الطائرات الأمريكية من وإلى قاعدة "إنجيرليك"، مما أثار تساؤلات حول مدى قدرة واشنطن على الحفاظ على هذه الأسلحة في حال إطالة النزاع الداخلي في تركيا.
وتعد قاعدة انجيرليك من أكبر المواقع العسكرية في تركيا، وتقع في محافظة أضنة التركية.
وفي القاعدة، مدرجان لهبوط الطائرات وإقلاعها، ويبلغ طول الأول 10 آلاف قدم، بينما يبلغ الثاني 9 آلاف قدم، وفق موقع" غلوبل سكيورتي".
وتضم أنجرليك إلى جانب المنشآت العسكرية، مدينة متكاملة للعاملين فيها وعائلتهم.
وبدأت علمية بناء القاعدة تحت إشراف أميركي عام 1951 وانتهت بعد 4 سنوات، وشكلت نقطة انطلاق للعديد من الحملات العسكرية في الشرق الأوسط والعالم طوال عقود، فضلا عن استخدامها أميركيا كمركز تخزين إقليمي.
وعام 1954، وقع الأتراك والأميركيون اتفاقا من أجل الاستخدام المشترك للقاعدة، التي أطلق عليها في البداية اسم " قاعدة أضنة الجوية"، ليتغير لاحقا إلى الاسم الحالي الذي يعني شجرة التين بالتركية.