الوقت- تزامناً مع إنتهاء المفاوضات اليمنية في الكويت دون التوصّل إلى حل سياسي ينهي العدوان السعودي على اليمن، أعلنت صنعاء قبل قليل تشكيلة المجلس السياسي الأعلى وفقاً للاتفاق السياسي المبرم بين أنصار الله والمؤتمر الشعبي وحلفائهما.
وتكونت التشكيلة من 10 أشخاص يشكلون "المجلس الرئاسي" بالتقاسم بين انصار الله وحزب المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤهم من القوى السياسية المناهضة للعدوان السعودي، إعلان يأتي بالتزامن مع انقضاء 500 يوم على العدوان السعودي الذي بدأ في 26 مارس 2015م.
تشكيلة المجلس السياسي الأعلى، التي ضمّت كل من: صالح الصماد، صادق أمين أبو رأس، يوسف الفيشي، خالد سعيد الديني، الدكتور قاسم لبوزة، محمد صالح النعيمي، اللواء الركن مبارك صالح المشن، الشيخ عبدالله جابر الوهباني، سلطان السامعي ناصر عبد الله النصيري، أنهت أياماً من التكهنات وحالة الانتظار في الشارع اليمني والعواصم الإقليمية حول تشكيلة هذا المجلس والمهام المناطة به، وكرّس واقعاً جديد لم يكن في حسبات السعودية وحلفائها.
ويترافق إعلان المجلس السياسي مع اعتزام بعثة الاتحاد الأوروبي إعادة فتح مكتبها في صنعاء بحسب الاتصال الذي تلقاه رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي من منسقة السياسيات الأوربية في الاتحاد الأوروبي "بيتينا موشايت"، الامر الذي يشير إلى اعتراف دولي سيحظى به المجلس السياسي والحكومة التي ستنبثق عن الاتفاق السياسي، ومن المتوقع أن تتبع دول أخرى الاتحاد الأوربي في إعادة فتح ممثلياتها بصنعاء والاعتراف بالشرعية السياسية الجديدة.
المحصّلة السياسية تشير إلى أن الرياض تبدو الخاسر الأكبر مما يجري في ظل التصعيد الميداني على حدودها والخسائر الكبيرة التي يُمنى بها جيشها في مناطق ما وراء الحدود عقب العمليات العسكرية النوعية والكثيفة التي يشنها الجيش واللجان الشعبية، وتطبيع الحياة السياسية في اليمن بمعزل عن حلفاء الرياض.
الصماد: العدوان يسعى لتدمير اليمن ارضاً وإنساناً وكيان ودولة وحضارة
رئيس المجلس السياسي الأعلى للجمهورية، صالح الصماد، وفي أول تصريح له بعد إستلام للمنصب الجديد قال: إن اعلان تشكيل المجلس السياسي الأعلى جاء في لحظة تاريخية والعدوان السعودي لا يزال على أشده بعد عام ونصف من القتل والتدمير تكشفت خلال هذه الفترة اهداف العدوان وسقطت كل ذرائعه وتبين انه يسعى لتدمير اليمن ارضاً وإنساناً وكيان ودولة وحضارة ومعاقبة للشعب اليمني على خياراته الاستقلالية".
واضاف " كان لزاما على القوى السياسية الوطنية الاستجابة لصوت الشعب والمضي في ترتيب وضع البلد وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات وعدم الرهان على الخارج فرهاننا هو على الله تعالى وعدالة قضيتنا وصمود شعبنا".
الوفد الوطني في الكويت يشكر أميرها وشعبها
على صعيد متّصل، إلتقى الوفد الوطني ظهر اليوم السبت بنائب وزير خارجية دولة الكويت الشقيقة خالد الجار الله في مقر اقامة الوفد بقصر البيان.
و أعرب أعضاء الوفد عن شكرهم وتقديرهم لدولة الكويت وعلى رأسها سمو الأمير الشيخ صُباح الأحمد الجابر الصباح وحكومة وشعب الكويت على مساندتهم للشعب اليمني واستضافتهم ورعايتهم لمشاورات السلام وما يبذلونه من جهود في سبيل انهاء معاناة الشعب اليمني.
المشهد الميداني بين جبهات الداخل وجبهة مارواء الحدود
لم يكن المشهد الميداني أقل سخونة عن نظيره السياسي حيث لقي العشرات من مرتزقة العدوان السعودي مصرعهم وجرح آخرون، اليوم السبت، في كسر زحف لهم في أطراف مديرية نهم شمال شرق محافظة صنعاء.
وأفاد مصدر عسكري لقناة المسيرة بأن قوات الجيش واللجان الشعبية كسرت زحفاً كبيراً لمرتزقة العدوان مسنوداً بغطاء جوي مكثف من قبل طيران العدوان باتجاه مواقع الجيش واللجان الشعبية في أطراف مديرية نهم.
وأضاف المصدر أن طيران العدوان شن 12 غارة جوية على مناطق متفرقة بمديرية نهم بالتزامن مع زحف المرتزقة.
وأكد المصدر أنه قتل وجرح عشرات المرتزقة، كما تم تدمير مدرعة تابعة لهم خلال صد محاولة الزحف الفاشلة.
وكانت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية أطلقت في وقت سابق اليوم السبت صاروخاً بالستياً نوع "زلزال-3" محلي الصنع على تجمعات مرتزقة العدوان السعودي أسفل فرضة نهم شمال شرق محافظة صنعاء.
ضربات موجعة في جيزان ونجران
وفي جبهة ما وراء الحدود، لقي عدد من العسكريين السعوديين مصرعهم وجرح عدد آخر اليوم السبت، كما تم احراق مدرعتين وآلية لهم، ودك عدد من المواقع في جيزان ونجران.
كما دكت مدفعية الجيش واللجان الشعبية بعشرات القذائف موقعي الطفعة والشبكة العسكريين في نجران .
إلى ذلك، لقي عسكري سعودي مصرعه بعملية قنص نفذتها وحدة القناصة التابعة للجيش واللجان الشعبية في موقع العبادية العسكري في منطقة الخوبة.
وكان قتل وأصيب عدد كبير من العسكريين السعوديين كما تم تدمير آليتين أمس الجمعة إثر قصف مدفعي للجيش واللجان الشعبية على تجمع لهم في مركز نعشاو بالخوبة في جيزان.