الوقت - في مواجهة الإجراءات التعسفية والعبثية التي تقوم بها حكومة الکيان الإسرائيلي بحق الفلسطينيين ككل والأسرى على وجه الخصوص بات العشرات منهم يعاني العديد من المشاكل الصحية والنفسية فضلاً عن الضغوط الكبيرة بسبب الإحتجاز التعسفي الذي يغطيه الإحتلال بعناوين ومسميات واهية كالإعتقال الإداري وما إلى ذلك من قوانين موضوعة لا حدود أو ترسيم واضح لها.
الأسير كايد في حالة متدهورة
في بيان لوزارة الصحة الفلسطينية أفادت بأن الحالة الصحية للأسير المضرب عن الطعام "بلال كايد" تزداد سوءاً مع مرور كل ساعة، والأسير كايد مضرب عن الطعام منذ ما يقارب الخمسين يوما رفضا لتحويله للاعتقال الاداري، في اليوم الذي كان مقررا الافراج عنه منتصف حزيران يونيو الماضي.
وفي الإطار نفسه اعتبر رئيس وفد وزارة الصحة الفلسطينية الدكتور "كمال الشخرة" الذي زار الأسير كايد في مستشفى برزلاي بعسقلان، صباح الثلاثاء، أن الأطباء المسؤولين عن علاج الأسير حذروا من تعرضه لموت مفاجئ، وأن الأسير "كايد" بات يعاني هزال وضعف عام، حيث فقد 33 كيلوغراما من وزنه منذ بداية الإضراب، إضافة إلى معاناته من مشاكل في الرؤية، ومن التهاب في الرئة يزداد حدة يوماً بعد آخر، ويعاني من مشاكل في القلب، وأشار إلى أن الأسير يتغذى على الماء والملح والفيتامينات، لافتاً إلى أن الأسير يعالج وهو مكبل في سرير.
وأكد الأسير كايد في رسالة له أنه سيقوم بتصعيد خطواته الرافضة لاعتقاله التعسفي، وأنه سيرفض كل أنواع الفحوصات الطبية، وسيمتنع عن العلاج، وهو يطالب بنقله الفوري للسجن في ظل التضييقات الشديدة المفروضة عليه في المستشفى.
وبيّن كايد أن الاحتلال يقوم بتكبيله بالسرير بيده اليمنى ورجله اليسرى طوال الوقت، بالإضافة لوجود ثلاثة حراس حول سريره، وتقييد زيارات المحامين بنصف ساعة فقط، ومنع الزيارة، وغيرها من التضييقات الصهيونية.
هذا وقامت شبكة المنظمات الاهلية بالتحذير من تدهور الوضع الصحي للأسير كايد اذ بات لا يقوى على الحركة او الوقوف.
حملة تضامن من الأسرى الفلسطينيين
قام عدد من الاسرى بحملة تضامن مع الأسير كايد ويعاني المضربون تضامنا معه ومنهم الاخوان احمد ومحمود البلبول اوضاعا مأساوية بعد رفض سلطات الاحتلال الاستجابة لمطالبهم العادلة واطلاق سراحهم، وهو ما يستدعي تدخلا فوريا من قبل المؤسسات الحقوقية والانسانية لانقاذ حياتهم وتأمين الافراج عنهم وان تتحمل مسؤوليتها في الضغط على سلطات الاحتلال والزامها بالخضوع للقانون الدولي.
هذا وقام "أحمد السعدات" بالإنضمام لحملة الإضراب المتضامنة مع كايد ويعتبر سعدات من القيادات الكبرى لحركات المقاومة الفلسطينية فهو الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومحكوم عليه بالسجن لـ 30 عاماً في سجون الإحتلال.
وكان الأسير بلال كايد من بلدة عصيرة الشمالية شمالي مدينة نابلس شمال القدس المحتلة، قد بدأ إضرابا مفتوحا عن الطعام بتاريخ 15 حزيران، تنديدًا بقرار سلطات الاحتلال تحويله للاعتقال الإداري، عقب انتهاء مدة محكوميته الطويلة والتي بلغت نحو 15 عامًا.
يذكر أن الأسير بلال كايد، اعتقل في شهر تشرين ثاني 2001، على خلفية تنفيذه مجموعة من العمليات ضد الاحتلال، ويعدّ من أبرز قيادات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين داخل سجون الاحتلال، وقد تنقل بين عدة سجون، وعزل أكثر من مرة، آخرها لأكثر من عام على خلفية نشاطه القيادي في المعتقل.
هذا والجدير بالذكر أن اضراب كايد ورفاقه عن الطعام يسلط الضوء على واقع من المعاناة المستمرة يعيشها اكثر من 7000 الاف اسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية، منهم حوالي 774 معتقلا اداريا، يتم احتجازهم في ظروف اعتقالية غير لائقة ودون ان توجه اليهم اية تهمة، ويتم تمديد الاعتقال لهم لفترات متواصلة دون ان يتمكنوا من معرفة لائحة الاتهام او حتى عرضهم على المحكمة احيانا، وهي مخالفات جسيمة تتطلب موقفا رسميا واضحا وتوسيع الحراك الشعبي المساند لهم.