الوقت- بدأ كل من الجيش الروسي والسوري عملية إنسانية على نطاق كبير في محافظة حلب لمساعدة السكان الذين أجبرهم المسلحون على البقاء في مناطقهم، وذلك منذ بداية الحرب في سورية منذ حوالي خمس سنوات.
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، قد صرح يوم الخميس الماضي: إن جيشي روسيا وسورية سيفتحان ثلاثة ممرات لخروج المدنيين الراغبين في مغادرة المدينة الى مناطق آمنة ضمن سوريا.
ثلاث ممرات للمدنيين وممر رابع للمسلحين
وقال وزير الدفاع إنهما سيفتحان ممراً رابعاً للمسلحين في شمال حلب وقرب طريق الكاستيللو. مؤكداً أن الأمر لا يتعلق سوى «بضمان امن سكان حلب».
ودعت روسيا مرات عدة المجموعات المسلحة المغرر بها من قبل جهات خارجية إلى وقف إطلاق النار لكن هذه المجموعات انتهكت الهدنة في كل مرة وقصفت مناطق مأهولة وهاجمت مواقع القوات السورية.
وقد نشر المركز الروسي لتنسيق المصالحة في نهاية هذه الممرات مراكز لتقديم الطعام الساخن للخارجين من المدينة، وكذلك نقاطا طبية لتقديم الخدمات والإسعافات الطبية اللازمة لمن يحتاج إليها منهم.
وجاءت هذه الخطوة الروسية بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين، في مبادرة من قبل الحليف الروسي للبدء في إنهاء الحرب التي عانت منها الدولة السورية على مدى خمسة أعوام.
إتهامات وشكوك أمريكية
وعلى خلفية إعلان روسيا بفتح الممرات الانسانية في حلب، أبدت امريكا تشكيكا كبيرا في "الممرات الإنسانية" التي أعلنت كل من روسيا وسوريا بفتحها في مدينة حلب ووصل الأمر بوزير خارجيتها جون كيري إلى حد التخوف من أن تكون هناك "خدعة" روسية وراءها.
وقد وجه كيري، إتهامات ظالمة بحق نوايا روسيا في حلب، وقال: إن بلاده تسعى للتحقق من مدى صدق خطة أعلنتها روسيا لبدء عملية إنسانية في سوريا مشيرا إلى أنه إذا اتضح أنها "خدعة" فقد تعصف بالتعاون بين موسكو وواشنطن.
وفي حلب ربع مليون شخص محاصرين منذ أسابيع داخل مناطق سيطرة المسلحين الذين أجبروهم على البقاء في مناطقهم ليحتموا بهم، ولتحميل القوات السورية والروسية عاقبة أي خطأ ينتج عن المعارك الدائرة في تلك المناطق.
خروج آمن للعائلات من أحياء حلب الشرقية
وقد أظهر فيديوهات نشرتها قناة "روسيا اليوم"، خروج عشرات العائلات من أحياء حلب الشرقية يوم السبت، في حين سلم عدد من المسلحين أنفسهم وأسلحتهم للقوات السورية بعد تحريرها للمناطق الخاضعة للمسلحين.
وقال الوكالة السورية للأبناء أن عشرات العائلات خرجت صباح السبت، عبر الممرات التي حددتها محافظة حلب لخروج الأهالي المحاصرين من قبل المجموعات المسلحة في الأحياء الشرقية ووصلت إلى حي صلاح الدين حيث قام عناصر الجيش باستقبالهم ونقلهم بالتعاون مع الجهات المعنية عبر حافلات نقل إلى مراكز الإقامة المؤقتة.
وأنجز المسؤولون عن تأمين الممرات للسكان، جميع الترتيبات والإجراءات لاستقبال الأهالي الذين يخرجون من أحياء حلب الشرقية حيث قامت بتجهيز عدد من مراكز الإقامة المؤقتة المجهزة بجميع الخدمات وتوفير المواد الغذائية والإغاثية فيها.
ووصلت عدد من النساء ممن تزيد أعمارهن على 40 عاما من أحياء حلب الشرقية إلى حى صلاح الدين، وتم نقلهن إلى مراكز إقامة مؤقتة جهزتها محافظة حلب.
قرار العفو الرئاسي
وكان قد أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوماً تشريعياً يقضي بمنح عفو «لكل من حمل السلاح» وبادر الى تسليم نفسه. ونص المرسوم على أن «كل من حمل السلاح أو حازه لأي سبب من الأسباب، وكان فاراً من وجه العدالة، أو متوارياً عن الأنظار، يُعفى من كامل العقوبة متى بادر إلى تسليم نفسه وسلاحه للسلطات القضائية المختصة» خلال مدة ثلاثة اشهر.
وسلم 69 مسلحا أنفسهم، بعد يومين من إصدار الرئيس السوري المرسوم بالعفو.
وسيطرت القوات السورية بدعم من روسيا والمقاومة الثلاثاء الماضي، على حي الليرمون في شمال غرب المدينة بعد اشتباكات عنيفة مع المسلحين الذين كانوا يسيطرون عليها، لتقطع بذلك طرق الإمدادات التي تعتمد عليها فصائل المسلحين عن الأحياء الشرقية.
المسلحون يواصلون انتهاكاتهم ویمنعون المدنیین من الإستفادة من ممرات إنسانیة
هذا وداهمت عناصر مسلحة تابعة لجماعة نورالدين الزنكي، يوم الأحد 31/7/2016، منازل المدنيين في أحياء حلب الشرقية وألقت القبض على 30 طفلا دون سن الـ 18، وقمت بسياقهم الى السجن، علما بأن عوائل الأطفال كانوا ينوون العبور الى الأحياء الغربية الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية.
ومن جهة أخری منعت المجموعات المسلحة في حلب المدنيين من الاستفادة من الممرات الانسانية التي فتحتها كل من روسيا وسوريا خلال اليومين السابقين، بعد تحرير القسم الشرقي من مدينة حلب على يد القوات السورية والمقاومة.
ويقف مسلحوا جبهة النصرة بوجه القرارات التي طرحتها كل من سوريا وروسيا بشأن حل الصراع في حلب، والتي من شأنها أن تفشل مخططاتهم بزرع الفتن والنعرات الطائفية في ثاني أكبر المدن السورية بعد العاصمة دمشق، حيث منع عناصر من تنظيم جبهة النصرة خلال اليومين السابقين خروج المدنيين من القسم الغربي لمدينة حلب، ليتوجهوا الى القسم الشرقي من المدينة، وأجبرهم عناصر التنظيم على البقاء في بيوتهم ليظلوا بمثابة درع لهم في مواجهة قوات الجيش السوري والمقاومة وقوات روسيا الحليفة لهم.
ويأتي السبب الأساسي لمنع المسلحين من خروج المدنيين الى القسم الشرقي من مدينة حلب، لأن خروج المدنيين كافة سيشكل أرضية خصبة للمعارك واجتياح الجيش تلك الاحياء لذلك فإن المدنيين سيكونون دروعا بشرية أمام الجيش السوري .
هذا ويمثل خروج المدنيين من تلك الأحياء أن المسلحين خسروا المعركة معنويّا وقبلها ماديّا . كما وسيفقد خروج المدنيين من الاحياء الفصائل المسلحة شعبيتها الموهومة بعد تخلّي الدول الداعمة لها وهذا سيهز صورة "شرعيتها" أمام تلك الدول لأنها لم يعد لها أي حاضنة شعبية ويثبت حديث الدولة السورية منذ بداية الأزمة ؟!
وذكر بعض المحللين أن احدى أهم الاسباب التي جعلت المسلحين يتحولون لجدار فصل بين شرق حلب وغربها، هو التعويل على هجوم يقوم به الارهابي السعودي المحيسني لفك الطوق عن حلب والذي يروّج منذ بداية قطع الجيش السوري طريق الكاستیلو وترطيب أحلام المسلحين بأن الأمر لن يدوم.