الوقت- منذ ظهور تكفيريي داعش في سوريا والعراق والهجوم علي الموصل، أجريت العديد من النقاشات حول كيفية هذا الحدث وطبيعة القوى التي تسمي نفسها الدولة الإسلامية، ولكنها ليست سوي مجاميع إرهابية.
لقد كان مشروع تدمير إيران وسوريا باعتبارهما عناصر "محور الشر"، حسب وصف الرئيس الأمريكي السابق "جورج بوش"، أو تفكيك ما يتم تكوينه في جوار العراق وما أطلق عليه ملك الأردن "عبد الله الثاني" تسمية "الهلال الشيعي"، الهدف الاستراتيجي لأميركا – والكيان الإسرائيلي وحلفائهما في الشرق الأوسط، إلا إذا نجحوا أولاً في تغيير النظام في طهران أو دمشق!
وقد سبق لهذا المحور أي أميركا والكيان الإسرائيلي وحلفائهما أن أعلن أن الهدف النهائي لتسيير الجيوش وتغيير النظام في الشرق الأوسط، هو تدمير تحالف إيران وسوريا.
وبعد فشلهم الواضح في برنامجهم الأول، أي القضاء على ما ادعوه أنفسهم والمتمثل في تدمير محور المقاومة ضد الكيان الإسرائيلي وأمريكا (إيران – سوريا) ، من خلال تغيير النظام في دمشق بقوة السلاح؛ أمرت امريكا مؤخراً حلفاءها الإقليميين أن يستعدوا للانتقال إلي البرنامج الثاني، أي تفكيك علاقات الدول المجاورة للعراق والمتجسدة في محور المقاومة.
وهذا الأمر سيشوه على الأقل نصف المستقبل المنظور لجميع المشاريع والاتفاقات الثلاثية أو الثنائية لشبكة الأنابيب بين إيران والعراق وسوريا، لنقل النفط والغاز من إيران والعراق إلى الساحل السوري في البحر الأبيض المتوسط.
ثم يأتي الحديث عن الهلال السلفي ضد إيران، والدور الذي يمكن أن يلعبه أمام محور المقاومة، حيث تنبأ مساعد شؤون الأبحاث في مركز "بيجن – السادات" للدراسات الاستراتيجية والمساعد السابق لمجلس الأمن القومي للكيان الإسرائيلي العقيد الإسرائيلي "شال شي" في 21 من يناير الماضي، بحدوث ظاهرة تحت عنوان "الهلال السلفي" الذي بدأ ينشأ بشكل خطير لتحدي "الهلال الشيعي".
وقال: إن الصراع المتنامي للسلفية الجهادية السنية في العراق (2003)، بين المتمردين السوريين (من 2011) وفي لبنان، قد أوجد هلالاً سلفياً من ديالى (شرق العراق) إلى بيروت. طبعاً استنتج "شيئا" بأن الناتج الإيجابي للهلال السلفي سيكون الحد من النفوذ الإيراني في المنطقة.
وبعيداً عن نظريات المؤامرة، فإن النتيجة النهائية هي إنشاء قوة عسكرية طائفية متعصبة في صفوف أهل السنة، وفرع سياسي أمام مثلث إيران والعراق وسوريا الجيوسياسي. وستمتد هذه القوة من الشمال إلى تركيا، ومن الشرق إلى إيران، ومن الغرب إلى الأردن ومن الجنوب إلي السعودية، وستتوسع من شمال شرق سوريا إلي محافظة ديالى في العراق بالقرب من الحدود الإيرانية.
وحسب موقع "جلوبال ريسيرش" البحثي فإن كردستان العراق حالياً هي دولة مستقلة عن الحكومة المركزية في بغداد، وتفصل إيران وسوريا عن بعضهما البعض جيداً، ويتم دعمها من قبل تحالف امريكا ضد داعش أيضاً.
وفي وسط أنواع المعلومات الكاذبة والمضللة، فإن الحقيقة هي أن تهديد داعش الارهابي كان ستاراً ضبابياً لتمويه الحقائق . لأن هذا التنظيم التكفيري قدنشأ وترعرع في أحضان امريكا وهو في الحقيقة الولد غير الشرعي لها.
وقد قال مدير المعهد العربي الأمريكي جيمس زغبي في صحيفة جوردان تايمز: إن داعش الارهابي هذا الكيان الفظيع وغير الشرعي، هو إرث الغزو الأمريكي الخاطئ للعراق في عام 2003 . كما نقلت مجلة الناتو الإلكترونية في يونيو الماضي عن السناتور الأمريكي جون ماكين قوله : إنني أشكر الله والسعودية والأمير بندر واصدقاءنا القطريين لخلق هذا الوحش (داعش).