الوقت- قال موقع كاونتر بونش الأمريكي اليوم أن معظم الأمريكيين يكرهون الشرطة في بلادهم في إشارة إلى الهجوم المسلح الأخير الذي وقع في دالاس، حيث يساهم أداء ضباط الشرطة الأمريكيين بحسب الموقع برسم الخطوط العريضة للتمييز العنصري ضد السود في هذا البلد.
وجاء في التقرير الذي أعده هذا الموقع "إن العنصرية هي قضية معقدة للغاية والعديد من المفكرين البارزين يرون أنه لا يمكن تفسير طبيعة هذه الظاهرة، فعلى سبيل المثال، الكاتب والمفكر مايكل اريك دايسون، يقول في مقاله الذي نشر بتاريخ 7 يوليو حول هذا الموضوع بعنوان "الموت بين أصحاب البشرة البيضاء والسوداء" فحتى القراء أيضا يقعون في مشاكل عندما يفكرون حول هذا الموضوع " فيقول الموقع إن الكاتب يخاطب قرائه ويقصد بأمريكا البيضاء صاحبة هيكل السلطة المهيمنة والطاغوت وليس من خلقوا على بشرة بيضاء أو سوداء فأمريكا البيضاء هي إختصار للعنصرية في جوهرها حسب الموقع.
وأضاف الموقع أنه وبعد أسابيع من الجحيم التي عاشته أمريكا ومقتل "ألتون استرلينيغ" و "كاستيل فيلاندف"فإن كلا الرجلين من أصحاب البشرة السوداء وناهيك عن أنه لا يوجد أي أسباب منطقية من قبل رجال الشرطة لإطلاق النار وأرداء الرجلين قتيلان.
وقال الموقع أنه لم يتم فهم حتى الأن الأسباب الكامنة وراء إستهداف أصحاب البشرة السوداء في أمريكا، فالذي قتل رجال الشرطة الأمريكيين هو قناص مخضرم كان قد شارك في حرب الأمركية على أفغانستان.
وتابع الموقع "لا يهم كم مرة سمعنا هذه العبارة من السلطات الوطنية -إن ضباط الشرطة هم موجودون لحمايتنا وهم فقط لخدمتننا- الشيء الوحيد المهم هو أن هذا البيان كاذب وغير صحيح، حيث بين إستطلاع أخير للرأي أنه ومن بين كل أربعة أمريكيين سود، يوجد ثلاثة منهم يؤكدون أن الشرطة الأمريكية لا تقوم بتصرفاتها بمسؤولية، وبين نفس التقرير بحسب الموقع أن 40 في المئة من البيض لديهم نفس الرأي.
لقد سمعنا في الأشهر الأخيرة الكثير من الأخبار حول العنصرية التي تضرب بالبلاد، وكيف أن السود أكثر من البيض تم قتلهم من قبل ضباط الشرطة، كيف أن السود أكثر من أي وقت اخر عاشته البلاد يتم الإعتداء عليهم جسدياً ونفسياً.
وأردف الموقع بأن الوقت لنقاش مثل هكذا قضايا بات متأخراً للغاية، فعلى الرغم من أن التركيز على حياة الزنجي ليس شيئاً سيئاً، فيجب أن يتم تداول هذا حتى نتمكن من الحد منه، لأن مثل هكذا قضايا مهمة جداً لكن لم يتم تتبعها بشكل صحيح في وسائل الإعلام أو ضمن السياسات الإنتخابية للمرشحين، لا بد من القول أن هذا الشعار إن ورد بالحملات الإنتخابية هو أيضاً شعار عنصري.
وتابع الموقع "حتى إن أول رئيس أسود للبلاد كانت لديه إستجابة جداً ضعيفة حول التمييز العنصري الذي تمارسه الشرطة بدلاً من أن يدعو إلى تغييرات كبيرة في السياسة الداخلية الأمريكية، إن حياة السود مهمة للغاية كما هي حياة البيض، وهذا هو ما تحدثنا عنه لفترة طويلة".
ويقول الموقع "إن قضية إطلاق النار في دالاس كانت مروعة مثلها مثل هجمات 11 سبتمبر /ايلول/ ولكن ينبغي القول أنه وللأسف لم تكن مفاجأة فهي أتت كردة فعل متوقعة.
ويتابع الموقع مستهزئاً " قال باراك أوباما بعد هجمات دالاس: "لا يوجد أي مبرر لهذا النوع من الهجوم ضد القانون" لا مبرر؟ هناك العديد من المخاوف في هذا الصدد، يوجد شعور بالقلق من أن الطبيعة الحقيقية لجذور العنف من قبل رجال الشرطة والحراس المسلحين هي متأثرة عموماً بالانقسامات العرقية الحاكمة في المجتمع الأمريكي منذ القدم، فالعنصرية هي قضية معقدة وتعتبر حرب طبقية.
ويختتم الموقع نقلاً عن الكاتب الأمريكي مايكل اريك دايسون "لقد واجهت هذا في عام 2001 من قبل ضابط شرطة في لوس انجلس، ففي ذلك الوقت، زعم أنه يكبل يداي بناء على ما ينص عليه القانون، لم أكن أعرف في ذلك الوقت ما إذا كان قد اعتقلني لأني كنت أسود، وهو أبيض، أو كان هناك سبب آخر لإعتقالي، لم يقل لي أي شيء حيال ذلك، كل المواطنين السود والبيض، لديهم سبب كافي للخوف من رجال الشرطة هؤلاء فهذا هو طبيعة النظام في أمريكا، وأحد الأسباب في تفاقم هذا الوضع هو إستمرار هذا النظام".