الوقت - طالب رؤساء العشائر العراقية الجمهورية الإسلامية في إيران بمواصلة دعمها للشعب والحكومة العراقية، مؤكدين في الوقت نفسه إستعدادهم لبذل الغالي والنفيس من أجل حفظ وحدة العراق أرضاً وشعباً.
جاء ذلك خلال مراسم ضيافة رمضانية خاصة أقامتها سفارة الجمهورية الإسلامية في بغداد وحضرها أكثر من 100 رئيس عشيرة عراقية من السنّة والشيعة من مختلف أنحاء البلاد ومن كافة أطياف الشعب العراقي الأخرى الدينية والقومية.
ودعا رؤساء العراق في كلمات ألقوها خلال هذه المراسم الجمهورية الإسلامية في إيران لمواصلة دعمها للشعب والحكومة العراقية في هذه المرحلة الحسّاسة والمهمة من تاريخ بلادهم، مؤكدين في الوقت ذاته إستعدادهم للذود عن البلاد أرضاً وشعباً وصيانة الوحدة الوطنية.
وتحدث الشیخ "فریق مبدر الغریري" رئيس قبيلة "الغرير" العربية الكبيرة التي تضم 37 عشيرة من مختلف أنحاء العراق، معرباً عن إرتياحه لإقامة هذه المراسم في سفارة الجمهورية الإسلامية في إيران، مشدداً على أن هذا اللقاء قد أكد مرة أخرى بأن العراق لايزال بخير بفضل الإستعداد التام الذي تبديه عشائره لحفظ التماسك الداخلي وصيانة وحدته الوطنية.
ودعا رئيس قبيلة "الغرير" في كلمته إلى تعزيز العلاقات بين العراق والدول الإسلامية لاسيّما الجمهورية الإسلامية في إيران بإعتبارها دولة جارة وصديقة للشعب العراقي. وأشار إلى أن العراق يواجه في الوقت الحاضر هجمة شرسة تستهدف وحدته وإنسجامه، داعياً الجميع إلى توخي اليقظة والحذر إزاء المؤامرات التي تحاك ضد المسلمين، وضرورة تعزيز التلاحم بين كافة المذاهب في العالم الإسلامي وحفظ الوحدة الوطنية والإجتماعية في البلدان الإسلامية.
ثم تحدث الشيخ "کامل طه" أحد شيوخ العشائر السنيّة المعروفة في العراق، مؤكداً أن العراق يعيش حالياً فترة خطرة وحسّاسة من تاريخه مطالباً الجمهورية الإسلامية في إيران بمواصلة دعمها للعراق.
وأشار الشيخ "كامل طه" إلى أن إحتلال العراق من قبل القوات الأمريكية في عام 2003 جاء في إطار إستراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تمزيق وحدة الشعب العراقي، لكن تم إفشال هذه المؤامرة بفضل تلاحم كافة شرائح المجتمع وتمسكهم بتوجيهات المرجعية الدينية في النجف الأشرف.
عشيرة "بني تميم"
بدوره أشار الشيخ "علي حسین التمیمي" رئيس عشيرة "بني تميم" التي تعد من أكبر العشائر في العراق وعموم المنطقة إلى أهمية العلاقات التاريخية والدينية والإجتماعية والثقافية بين العراق وإيران، مشدداً على أن الدعم الذي قدمته وتقدمه الجمهورية الإسلامية في إيران للعراق قد حفظ البلاد من شرِّ الجماعات الإرهابية والتكفيرية ولولا هذا الدعم لكانت بغداد الآن بيد هذه الجماعات.
وأعرب الشيخ التميمي عن شكره وتقديره الخاص لقائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله السيد علي الخامنئي لما يقدمه من دعم وافر للشعب العراقي، خصوصاً بعد توغل الجماعات الإرهابية لاسيّما تنظيم "داعش" في داخل الأراضي العراقية عام 2014، مشيداً بالفتوى الجهادية التي أصدرها المرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني والتي مهدت الأرضية لتشكيل الحشد الشعبي الذي تمكن من تحقيق إنتصارات باهرة بمساندة قوات الجيش العراقي والشرطة الإتحادية وباقي القوات الأمنية.
قبیلة الزبیدات
من جانبه طالب الشيخ "عبد الحمزة الزبیدي" رئيس قبيلة "الزبيدات" الجمهورية الإسلامية في العراق بمواصلة دعمها للعراق، معرباً عن إعتقاده بأن ما تقدمه إيران من دعم للشعب العراقي واضح للعيان وهو ليس أمراً مستغرباً؛ بل ينسجم تماماً مع توجهاتها ونواياها الخيّرة تجاه العراق.
ودعا الشيخ الزبيدي إيران أيضاً لمساعدة بلاده في حل أزمة النازحين وتمكينهم من العودة إلى مناطقهم ومدنهم التي تم تحريرها من قبل الجيش العراقي والحشد الشعبي من العناصر الإرهابية.
وأشار الشيخ الزبيدي في كلمته إلى أن إيران هي البلد الوحيد في المنطقة الذي وقف إلى جانب العراق في محنته وفي كافة المجالات.
عشائر صلاح الدین
من جهته أكد الشيخ "جاسم حسین الجبارة" أحد شيوخ العشائر المعروفة في محافظة صلاح الدين شمال العاصمة بغداد أن موقف إيران الداعم للعراق ومساندتها له في التصدي للهجمة الشرسة التي تشنها الجماعات الإرهابية لاسيّما "داعش" يبعث على الفخر والإعتزاز، واصفاً هذا الدعم بأنه متوقع جداً من إيران بإعتبارها بلداً جاراً للعراق.
وأشاد الشيخ الجبارة بالفتوى التاريخية التي أصدرتها المرجعية الدينية في النجف الأشرف المتمثلة بآية الله السيد علي السيستاني والتي مهّدت الأرضية لتشكيل الحشد الشعبي، مشيراً إلى أن عشائر صلاح الدين تقف جنباً إلى جنب العشائر العراقية الأخرى لمساندة الحشد الشعبي وقوات الجيش من أجل الدفاع عن أرض ووحدة العراق.
عشائر المثنی
من جانبه أكد الشيخ "حاتم أبو الجون" رئيس إحدى العشائر العراقية المعروفة في محافظة المثنى (270 كلم جنوب بغداد) على أهمية التلاحم بين جميع العشائر لضمان وحدة وسلامة العراق، مشدداً على أن هذا التلاحم نابع من العقيدة الدينية التي تتحلى بها العشائر وتمسكها بالسير وفق توجيهات المرجعية الدينية في النجف الأشرف على مرِّ التاريخ، كما حصل في ثورة العشرين أثناء التصدي للغزو البريطاني للعراق في عام 1920 والذي تكرر قبل سنتين عندما أصدرت المرجعية الفتوى الجهادية بضرورة محاربة التنظيمات الإرهابية لاسيّما "داعش".
كما شدد الشيخ "حاتم أبو الجون" على أن العشائر العراقية ترفض تقسيم العراق وتؤكد على ضرورة وحدة أراضيه من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، وتشدد على وحدة شعبه بكافة أطيافه الدينية والقومية والإجتماعية.
عشیرة الجنابیین
بدوره أشاد الشيخ "رزاق حسن الجنابي" أحد زعماء عشيرة الجنابيين وهي من العشائر السنيّة المعروفة في العراق بدور إيران المؤثر في الدعم المتواصل للعراق، داعياً الجمهورية الإسلامية لبذل مزيد من الجهود لمساعدة العراق في حل أزمة النازحين وتهيئة الأرضية لإعادتهم إلى مناطقهم ومدنهم المحررة من قبل الجيش والحشد الشعبي من العناصر الإرهابية.
كما تحدث عدد آخر من شيوخ العشائر العراقية في هذه المراسم، مشيدين بالدعم التسليحي الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية في إيران للعراق وإرسالها للمستشارين العسكريين من أجل القضاء على العصابات الإرهابية التي تهدد أمن وإستقرار البلاد لاسيّما تنظيم "داعش"، معربين عن إعتقادهم بأن هذا الدعم من شأنه أن يعزز العلاقات بين البلدين ويشد الأواصر بين الشعبين العراقي والإيراني.
وخلال هذه المراسم ألقى السفير الإيراني في بغداد "حسن دانائي فر" كلمة أكد فيها على أهمية الدور الذي يلعبه الشعبان العراقي والإيراني في تعزيز الأواصر الأخوية والإسلامية بين البلدين، مشدداً على ضرورة توثيق هذه العلاقات من خلال زيارة العتبات المقدسة في البلدين.
وأشاد "دانائي فر" بدور العشائر العراقية في الدفاع عن حياض بلدهم وإستقلاله وحريّته وكرامته على مرّ العصور وتصديهم للجماعات الإرهابية والوقوف إلى جانب الحكومة العراقية في مواجهة الأزمات الحالية التي يمرّ بها البلد، مؤكداً في الوقت ذاته وقوف الجمهورية الإسلامية في إيران حكومة وشعباً إلى جانب العراق في حربه ضد الإرهاب وفي كافة المجالات.
كما أشار السفير الإيراني إلى أن الجمهورية الإسلامية تنظر إلى جميع العراقيين كشعب واحد ومنسجم إجتماعياً بغض النظر عن إنتماءاتهم المذهبية والقومية. وتعتقد كذلك بضرورة تعزيز العلاقات الأخوية والإسلامية مع كافة شرائح المجتمع العراقي.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المراسم تضمنت إلقاء العديد من القصائد الشعرية والهوسات الشعبية الحماسية التي عبر من خلالها الحاضرون عن إستعدادهم للدفاع عن بلدهم ومقدساتهم، وطالبوا كذلك بتعزيز العلاقات مع الجمهورية الإسلامية في إيران في شتى المجالات.
وعكست هذه المراسم الإرتباط العميق بين مختلف العشائر العراقية من جهة، وبينها وبين المرجعية الدينية في النجف الأشرف من جهة أخرى، حيث أكد رؤساء هذه العشائر بأنهم سيبقون جنوداً مخلصين للوطن وأوفياء للمرجعية من أجل حماية البلد وحفظ وحدته وصيانة مستقبل أبنائه.