الوقت - فتحت مراكز الإقتراع في جميع أرجاء المملكة المتحدة أبوابها أمام الناخبين البريطانيين للتصويت في هذا الإستفتاء على بقاء أو خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، هذا الإستفتاء الذي وصفته كافة الصحف الأجنبية بالتاريخي فأمام 46.5 مليون ناخب بريطاني سجلوا أسمائهم للمشاركة في الإستفتاء مهلة حتى الساعة التاسعة مساء بتوقيت غرينتش للإجابة على السؤال التالي "هل على المملكة المتحدة البقاء عضواً في الاتحاد الأوروبي أو مغادرة الإتحاد الاوروبي؟ وبعد إغلاق مراكز التصويت، سيتم جمع صناديق الإقتراع المختومة ونقلها إلى موقع الفرز في مناطق العد المحلية التي يبلغ عددها 382 مركزا، وتمثل تلك المراكز 382 منطقة في انكلترا واسكتلندا وويلز، بالإضافة إلى ايرلندا الشمالية وجبل طارق.
وفيما يلي أبرز ما تم تداوله في الصحافة الأجنبية اليوم حول هذا الاستفتاء:
فايننشال تايمز:
تعددت المقالات في هذه الصحيفة البريطانية حول مسألة الإنسحاب من الإتحاد الأوروبي حيث جاء في مقال بعنوان "الانسحاب من الإتحاد الأوروبي نحو لحظة تحديد المصير لبريطانيا وأوروبا" حيث كتب صاحب المقال "أنه اليوم المنتظر، اليوم الموعود سيقوم اليوم الخميس المواطنون البريطانيون والذي يبلغ عددهم 46 مليون بريطاني بتحديد مصيرهم ومصير بلادهم لا بل وتحديد مصير أوروبا بأسرها إن اليوم وإثر هذا الاستفتاء تتجه أعين جميع سكان العالم نحو بريطانيا ليروا ماذا سوف يحل بالمملكة بعد هذا الاستفتاء."
وأضاف المقال "لقد تعددت الاصوات في الفترة الاخيرة بين مؤيد للخروج من هذا الإتحاد ومعارض له ولكن ينبغي علينا قبل أي شيء اخر أن نحث جميع البريطانيين على المشاركة في هذا اليوم والإدلاء برأيهم في صندوق الاقتراع."
وتساءل صاحب المقال هل سوف يكون لمستوى المشاركة تاثير على النتائج؟
فرد بالقول: في حال كانت مستويات المشاركة في الإنتخابات منخفضة فهذا سوف يكون لصالح المعسكر الذي يدعو للخروج من الإتحاد الاوروبي أما إن كانت النسب مرتفعة فهذا سوف تحدده النتائج بين من يريد البقاء بالفعل ومن يريد الإنسحاب.
وأضاف كاتب المقال أنه "في هذا اليوم سوف يثبت جميع أبناء بريطانيا أنهم أبناء بلد لديه سيادة ويتمتع بالديمقراظية المثلى".
وإختتم صاحب المقال بالقول "لا يمكن لصحيفة فايننشال تايمز إلا وان تدعو المقترعين هذا اليوم إلى التصويت لعدم الخروج لأن الخروج سيكون له عواقب وخيمة على بريطانيا وأوروبا والغرب بأسره وهذا القرار لا يمكن التراجع عنه" بحسب وصف الصحيفة.
وجاء في مقال اخر لنفس الصحيفة بعنوان "ليلة التصويت متى ستعرف النتيجة" قال كاتب المقال: اليوم يتابع العالم بأسره وعن كثب نتيجة هذا الإستفتاء في بريطانيا حول عضوية الإتحاد الأوروبي، اليوم سيكون طويلا وشاقاً".
وأضاف المقال: سيتم اليوم إنهاء استطلاعات الرأي التي تعطينا نتائج مسبقة عبثية ففي الساعة العاشرة وعندما تعرض قناة "بي بي سي" النتائج سيتم تحديد ما إذا كان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على حق أم لا وسيتم تحديد مصير حزب العمال البريطاني وإدارته المطلقة للبلاد سيكون لنتائج التصويت في هذا اليوم نتائج في جميع المجالات على بريطانيا داخلياً وخارجياً.
الغارديان
بينما تناولت صحيفة الغارديان البريطانية الاستفتاء بمقال تحت عنوان "ديفيد كاميرون في محاولة أخيرة لبقاء بريطانيا في الإتحاد الأوروبي" للكتاب "هيذر ستوارت وراجيف سيال ورونيا ماسون" حيث جاء في المقال "قام كامرون بجولة في بريطانيا في محاولة أخيرة لتحذير البريطانيين من مغبة خروجهم من الإتحاد الأوروبي في هذا الاستفتاء التاريخي الذي سيترجم أيضا على أنه استفتاء على سيادة كامرون".
وأضافت الصحيفة أن "حملة ديفيد كاميرون في جامعة برمنغهام تأتي على أعقاب ما سببته حملة الإستفتاء من تشرذم وانقسام في صفوف الحزب المحافظ والتي أظهرت بشكل جلي الصدوعات حول أثر الهجرة من بلاد الإتحاد الأوروبي إلى بريطانيا".
حيث أضاف المقال "إن كامرون يواجه نداءات من متبرعين للحزب المحافظ وأعضاء برلمان لتنحيه جانباً بخصوص الإستفتاء وعدم التدخل بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء".
وبينت الغارديان "أن كامرون قام بإنتقاد تصريحات وزير العدل وهو من الحزب المحافظ حيث كانت تصريحاته قد شبهت مؤيدي البقاء في الإتحاد الأوروبي بالنازيين، الأمر الذي أظهر مدى التصدعات في الحزب المحافظ بشکل اكثر".
وأردفت المقالة أن "بوريس جونسن وهو من الأصدقاء المقربين لكامرون وعمدة لندن السابق قام بحملة أيضا في أنحاء بريطانيا مطالباً العامة للتصويت على الخروج مؤكداً أن "الديمقراطية شي جيد، يجب أن نطرد من يتسبب بالمشاكل وهؤلاء الذين يرتكبون الاخطاء، اذا ما صوتنا للخروج فسنستعيد زمام الامور والسيطرة على ديمقراطيتنا وسياسة الهجرة خاصتنا".
فورين بوليسي
جاء في مقال لصحيفة ال"فورين بوليسي" الامريكية بعنوان" بريطانيا يوم الخسارة او الربح" حيث قال صاحب المقال إن الهدف الرئيسي من قيام كاميرون من إتخاذ قرار التصويت هو إعتقاده بأن هذا من شأنه أن يوفر مناخاً ملائماً لتسوية النزاع داخل حزب المحافظين الذي يجيش على مدى عقود والذي قام في بعض الاحيان بالدعوة للخروج الى حرب مفتوحة".
وأضاف الكاتب "إنه وعلى الرغم من ان غالبية البريطانيين يفضلون الإنسحاب من الإتحاد الأوروبي إلا أن نسبة كبيرة منهم يقدرون المزايا المادية التي يوفرها هذا الاتحاد من حرية السفر الى إمكانية إمضاء سنوات التقاعد في الأماكن التي تشرق بها الشمس" بحسب كاتب المقال.
وأردف كاتب المقال "ها قد حان اليوم موعد الإقتراع والنتيجة تبدو متوازنة توازناً دقيقاً، مع العديد من إستطلاعات الرأي التي تظهر أغلبية صغيرة ولكنها مهمة لصالح مغادرة بريطانيا الإتحاد الأوروبي، وبهذا سوف نرى بعد الاقتراع ماذا سوف يحل بمصير خطة كاميرون؟".
ويرى كاتب المقال "ان السبب الرئيسي للدعوة الى الخروج من الاتحاد الاوروبي هو الهجرة، حيث تزايدت أعداد اللاجئين إلى المملكة المتحدة في الآونة الأخيرة بشكل كبير الأمر الذي قام حزب كاميرون بتجاهله".
التايمز
قام الكاتب "توم مونتيغيري" بكتابة زاوية له في الصحيفة حيث شبه مسألة الاستفتاء التي تشهدها بريطانيا اليوم "بمسالة الطفل الصغير الذي يريد التبول على نفسه حيث يشهد الطفل في اللحظات الاولى دفئ وراحة لكن سرعان ما يدرك الذي إقترفه" حيث أن بريطانيا أصبحت الآن مثل هذا الطفل" بحسب وصف الكاتب.
وأضاف الكاتب أن الأربع والعشرين ساعة المقبلة التي ستشهدها بريطانيا ستحدد مصير طبقة فقيرة جداً موجودة في بريطانيا وكيف سيتم حماية هذه الطبقة من آثار العولمة.
بينما تناول مقال اخر للصحيفة بعنوان "الاقتراع في بريطانيا" أكد فيه كاتب المقال أن الآراء في الشارع البريطاني متفاوتة للغاية حيث أنه وبرأي الداعين للإنفصال فإن الإتحاد الأوروبي قد اثقل کاهل بريطانيا من الناحية الاقتصادية ومن ناحية الهجرة حيث أكدت الصحيفة أنها أجرت إستطلاعاً للرأي فلم يكن الفارق بين الطرفين سوى نحو ثلاث نقاط لصالح الداعين للبقاء في الاتحاد الاوروبي.