الوقت - أكد القائم بالأعمال الإيراني السابق في الرياض "أحمد دستمالجيان" إن السعودية سعت لإستغلال موضوع الحج لمواجهة إيران.
وقال "دستمالجيان" إن السعودية تعمدت وضع سلسلة من العراقيل لمنع الحجاج الإيرانيين من أداء مناسك الحج في العام الجاري.
وأضاف إن سياسة السعودية المعادية لإيران ليست وليدة اليوم؛ بل هل متواصلة منذ سنوات طويلة لاسيّما فيما يتعلق بموضوع الحج.
وأشار "دستمالجيان" إلى أن السعودية سعت لتوظيف قضية الحج لمواجهة إيران بعد أن فشلت جميع محاولاتها السياسية والإقتصادية والعسكرية والأمنية في هذا المجال.
وأوضح القائم بالأعمال الإيراني السابق في الرياض إن السعودية أخفت في في تحقيق مآربها من خلال تدخلها في شؤون العراق وسوريا واليمن ودعمها للجماعات الإرهابية ضد هذه البلدان، معرباً في الوقت نفسه عن أسفه للجوء السلطات السعودية إلى تسييس قضية الحج للتعويض عن فشل إستراتيجيتها المعادية لإيران في المنطقة.
وشدد "دستمالجيان" على ضرورة حفظ الجوانب المعنوية والعبادية للحج وعدم الإساءة لهذه الفريضة المقدسة من خلال محاولة إستغلالها لتصفية الحسابات السياسية مع إيران.
وأعرب "دستمالجيان" عن إعتقاده بأن السعودية قد وصلت إلى طريق مسدود وفشلت في عزل إيران وإستفزازها لإتخاذ مواقف منفعلة ولهذا لجأت إلى تسييس قضية الحج للتعويض عن هذا الفشل، متوهمة أن بإمكانها أن تمارس ضغوطاً على طهران عن هذا الطريق، في حين يعلم الجميع إن الجمهورية الإسلامية في إيران لا يمكن أن تخضع للإبتزاز نظراً لما تتحلى به من حكمة وصبر وعقلانية في التعاطي مع هذه المسائل.
وأكد "دستمالجيان" على أن السلطات السعودية ليست جديرة بإدارة شؤون الحج، مشيراً في هذا الخصوص إلى فاجعة منى الأليمة العام الماضي التي أدت إلى إستشهاد وجرح عدد كبير من الحجاج بينهم الكثير من الإيرانيين، وكذلك سقوط رافعة بناء على الحجاج في المسجد الحرام بمكة المكرمة، والتي أدت أيضاً إلى إستشهاد وجرح عدد آخر من الحجاج من جنسيات مختلفة بسبب سوء إدارة سلطات الرياض لهذه الأماكن المقدسة.
وأشار القائم بالأعمال الإيراني السابق في الرياض إلى أنه وعلى الرغم من قطع السعودية لعلاقاتها الدبلوماسية مع طهران وافقت الجمهورية الإسلامية الإيرانیة على إرسال وفد رسمي إلى جدّة لبحث ترتيبات سفر الحجاج الإيرانيين لأداء مناسك حج هذا العام، و قد عقد الوفد الإيراني جلسات مطوّلة مع السلطات السعودية إلاّ أن الأخيرة وضعت الكثير من العراقيل لمنع الحجاج الإيرانيين من التوجه إلى الديار المقدسة وتعاملت كذلك مع الوفد الإيراني بطريقة غير لائقة وبعيدة عن الخلق الإسلامي الحميد.
وأشار "دستمالجيان" إلى أن الوفد الإيراني تحمل التعامل غير اللائق للمسؤولين السعوديين من أجل إنجاح المحادثات كي يتمكن الحجاج الإيرانيين من أداء مناسك حج هذا العام، مشدداً على أن أداء هذه الفريضة المقدسة يحظى بإهتمام كبير جداً لدى الشعب الإيراني وكافة المسؤولين في الجمهورية الإسلامية.
ولفت القائم بالأعمال الإيراني السابق في الرياض إلى أن السعودية زادت في الجولة الأخيرة من المحادثات مع الوفد الإيراني من العراقيل التي وضعتها بوجه الحجاج الإيرانيين خاصة فيما يتعلق بإصدار تأشيرة الدخول وضرورة التعهد بحفظ أمن وسلامة الحجاج الإيرانيين للحيلولة دون تمكنهم من أداء مناسك حج العام الجاري.
وفي وقت سابق أعلن رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية "سعيد أوحدي"، إن المفاوضات التي جرت مع الجانب السعودي بشأن توجه الحجاج الإيرانيين لأداء مناسك الحج لهذا العام، لم تثمر عن نتيجة حول خمسة بنود من أصل 11 بنداً في مذكرة التفاهم، بسبب تدخل الأجهزة الأمنية والسياسية السعودية في شؤون الحج.
وقال "أوحدي" إن الوفد الإيراني أكد خلال محادثاته مع الجانب السعودي على ضرورة حفظ عزّة وكرامة الحجاج الإيرانيين، وضمان أمنهم، وتقديم آلية لدعم الخدمات القنصلية للحجاج الإيرانيين، وإصدار تأشيرات لهم من داخل إيران، إلاّ أن السعوديين لم يقترحوا أيّ آلية مفيدة بهذا الشأن.
كما أشار عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية الإيرانية في مجلس الشورى الإسلامي "محمد صالح جوكار" إلى وجود مؤشرات توحي بأن الرياض لا ترغب بالتوصل إلى إتفاق مع طهران بشأن توجه الحجاج الإيرانيين لأداء مناسك الحج لهذا العام، مؤكداً في الوقت نفسه على أن الهدف من أخذ ضمانات بهذا الخصوص يكمن في أن يتم أداء هذه الفريضة بكرامة وإحترام دون أن تتعرض سلامة الحجاج الإيرانيين إلى الخطر أو التهديد.