الوقت ـ كانت سنجار بعيدة عن جميع الصراعات والنزاعات القومية والطائفية في محافظة نينوى قبل أن يظهر تنظيم داعش الإرهابي واليوم السؤال الذي يطرح نفسه أنه كيف يمكن حل هذه المشكلة العصيبة وتحقيق الوحدة من جديد.
يمضي 15 شهرا على طرد تنظيم داعش الإرهابي من سنجار، لكن كابوس داعش لم تزل تلاحق الإيزديين منذ هجوم هذه التنظيم ضد أقلية القومية والطائفية التي تسكن شمال العراق وبقرب من الحدود السوري يوم 4 من شهر أغسطس عام 2014.
وتشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى مقتل حوالي 5 آلاف من الإيزديين وسبي 7 آلاف من الفتيات والنساء الإيزدية ورغم رفع الحصار الذي فرضه داعش على جبال السنجار عبر تحرير هذه المدينة في نوفمبر، إلا أن الخسائر التي تحملتها بعض الأسر حولت حياتهم جحيما لايحتمل رغم رجوعهم إلى المدينة وبيوتهم؛ حيث يستصعب عليهم أعادة بناء بيوتهم المهدمة وإن لم تشهد المدينة تكرار هجمات داعش وعناصرها ضدها وضد القرى المحيطة وأجبرت هذه الظروف كثير من أهالي سنجار وقراها المحيطة أن يعيشوا فوق التلال والمرتفعات بأبسط الإمكانيات ويرون تصاعد الصراع بين القوى والجماعات المتنافسة التي تزعمون ضرب داعش السبب الرئيسي في واقعهم المرزية.
وأوصلت الخلافات الجديدة بين القوات الكردية وقوات الحكومية، الإيزديين إلى قناعة أن توالي الصراعات والأزمات أصبحت مصيرهم المحتوم.
وهل تنتظر سنجار حربا جديدا؟
ولم يتم مشروع طرد داعش من سنجار نهائيا، حتى وجد أهل سنجار أنفسهم في أتون صراع جديد على السلطة وبينما كان سنجار على موعد مع التحرير وقام قوات البيشمركة بإغلاق الحدود المشتركة مع سوريا، ظهرت خلافات بين حزب العمال الكردستاني (ب ك ك) وبيشمركة كردستان العراقي وأخذت الأزمة منحى شديدة فبراير الماضي بعد محاولة الجنود في أربيل نزع أسلحة قوات ب. ك. ك في حاجز بمحيط جبال سنجار.
واشتدت المنافسة بين الفريقين بسبب القتال ضد داعش وكان يزعم كل فريق حمل لواء القضية الكردية والدعم عن فكرة مختلفة وكان أكراد العراق يرون جبال سنجار ملكا لهم فضلا عن إستياءهم من تواجد قوات ب. ك. ك بين الإيزديين وإزدياد شعبيتهم وتأثرت هذه الخلافات والمنافسة بين الفريقين الكردي في بعض الأحيان سلبيا على هدفهم المشتركة وهي القتال ضد داعش.
وطالب جماعة من الإيزيديين، قوات الغربية الداعمة للسلام أن يسيطروا على الوضع والواقع الميداني في سنجار، وبينما لا يشارك أية قوة برية أجنبية في هذا الصراع بشكل كبير، يضطر أهل سنجار أن يتحملوا الظروف والأخطار الناشئة عن هذا الحرب الباردة الصغيرة.
قامت ب. ك. ك وقوات البيشمركة بإنشاء الحواجز في فواصل معينة وتمنع كل منهما بعض الأحيان مرور قوات الطرف الآخر أو سكان المحليين فيما يحاول حكومة إقليم كردستان أن يقطع تيار الكهرباء من القوات الأمنية للحكومة المركزية في محاولة منها لإظهار قدرتها ودفعهم نحو الخروج من المنطقة.
وتعاني ألوف المتبقية من الإيزيديين في سنجار من نهب أموالهم على يد الأكراد وإتهمت حوالي 500 شخصا من أبناء هذه الجماعة، قوات البيشمركة بسرقة أموال وممتلكاتهم.
كانت سنجار بعيدة عن جميع الصراعات والنزاعات القومية والطائفية في محافظة نينوى قبل أن يظهر تنظيم داعش الإرهابي واليوم السؤال الذي يطرح نفسه أنه كيف يمكن حل هذه المشكلة العصيبة وتحقيق الوحدة من جديد.
يعيش كل من الإيزيديين، والأكراد، ومسلمي الشيعة، والعرب السنيين الذين يدعمون الجماعات المتشددة في المنطقة ولا يقبل أي منهم أن ينسحبوا منها.