الوقت- تتوالى تداعيات الإشتباكات التي حصلت فجر الأحد الماضي في طوزخورماتو إثر الإشتباكات التي إندلعت بين الحشد الشعبي وقوات البيشمركة حيث شهدت الساحتين السياسية والعسكرية تطورات جديدة في المنطقة المتنازع عليها بين حكومة إقليم كردستان والحكومة المركزية في بغداد.
آخر التطوّرات
ورغم بدء سريان الهدنة بين قوات البشمركة الكردية وقوات الحشد الشعبي التركماني، التي تقاتل عدواً مشتركا هو تنظيم "داعش" الإرهابي، قال محمد قوجة، معاون محافظ صلاح الدين حيث تقع طوزخورماتو( على بعد نحو 175 كيلومترا شمالي العاصمة): "مواجهات متفرقة اندلعت في طوز لكن ليس كتلك التي دارت الأحد، وهذه الاشتباكات تخللها إطلاق قذائف هاون وصواريخ، ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة 4 آخرين بجروح".
في السياق ذاته، أكّدت مصادر من الشرطة العراقية الثلاثاء أن أربعة من عناصر الحشد الشعبي التركماني ومدنيين قتلوا وأصيب ستة آخرون بعد تجدد الاشتباكات المسلحة مع قوات البيشمركة في قضاء طوز خورماتو شمال بغداد.
وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية إن “عنصرين من الحشد التركماني قتلا وجرح ستة آخرون خلال الاشتباكات التي تجددت مع قوات البيشمركة الليلة بحي الزراعة والشارع الرئيسي”.
وأضافت أنه خلال الاشتباكات احترقت سيارة إسعاف ما أدى إلى مقتل اثنين من طاقمها، وذلك رغم التنسيق بين البيشمركة والحشد على مرورها.
من جانبه، أفاد رئيس مؤسسة إنقاذ التركمان علي أكرم بمعاودة القوات الكردية استهدافها للتركمان في قضاء طوز خورماتو بالدبابات والمدفعية فضلا عن قذائف الهاون والقناصات ما أدى إلى مقتل امرأة في منطقة ملة صخر وشاب في حي الزراعة.
هذا وتحدّثت مصادر عراقية في القضاء أن قوات البيشمركة الكردية أقدمت على إنزال الأعلام العراقية من الأبنية والشوراع في طوزخورماتو بسبب توتّر الوضع الأمني. وذكر مصدر من داخل القضاء أن "قوات البيشمركة الكردية أنزلت الرايات والأعلام العراقية في طوز خرماتو، ورفعت بدلاً عنها أعلام أقليم كردستان".
آخر ردود الأفعال
لم تكن الإشتباكات الأخيرة في المنطقة التي يشكّل الأكراد نسبة 55% من سكانها والعرب 15% والتركمان 30 % من السكان هي الأولى من نوعها، بل تأتي بعد فترة على الإشتباك بين القوّتين في نوفمبر الماضي، إلا أن ما حصل يوم الأحد الماضي دفع بوفود رفيعة المستوى من الجانبين للوصول إلى طوزخورماتو في مسعى لحل النزاع الأخير، حيث أكد الأمين العام لمنظمة بدر والقيادي في الحشد الشعبي هادي العامري، عقب اجتماع امني رفيع عقد في طوزخورماتو ضم محافظي كركوك وصلاح الدين وقيادات بالحشد الشعبي والبيشمركة، أن المعركة الاساسية اليوم مع تنظيم "داعش" الإرهابي ولا يمكن القبول بـ"معركة جانبية".
وفي سياق ردود الأفعال المتواترة على إنهاء الأزمة في الطوز، وصف القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عادل عبد المهدي ، معارك قضاء طوز خرماتو بين البيشمركة وفصائل من الحشد التركماني وخسائرها بانها "جوائز مجانية تقدم على صحن من ذهب لـداعش".
من جانبه، استقبلَ السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وزير الدفاع خالد العبيدي، واكد على ضرورة انهاء ازمة الطوز عبر الحوار.
إلى ذلك، طالب حزب الدعوة الاسلامية كل الاطراف في قضاء طوز خرماتو بالالتزام بالتهدئة وتغليب صوت الحكمة والعقل، وداعيا الحكومة الى التدخل الفوري وفرض الأمن بواسطة قوات من الجيش العراقي، منعا لسقوط المزيد من الضحايا
وذكر بيان للحزب اليوم " يدين حزب الدعوة الاسلامية عمليات التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي والاعتداء على السكان الامنين في طوزخرماتو، واستخدام السلاح الثقيل من قبل قوات منظمة من البيشمركة الكردية التي قصفت احياء في قضاء طوزخرماتو ، وقتلت وجرحت العديد من اهالي المنطقة اضافة الى تدمير البيوت السكنية الاهلة بالسكان ومحلات المواطنين التركمان، وهي انتهاكات مخالفة للدستور والقوانين العراقية وقوانين حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة اضافة الى مخالفتها الى القوانين الدولية.
البارزاني يطالب بالحوار
من جانبه، طلب رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني من المسؤولين في الإقليم وقادة قوات “البيشمركة” الكردية الحوار والتشاور مع من وصفهم "العقلاء في الحشد الشعبي" الذين يقفون ضد الفتنة في "طوز خورماتو" بصلاح الدين شمالي العراق, لمنع الأشخاص الذين يريدون إشعال نار الحرب والفتن وزعزعة طمأنينة أهالي ومكونات القضاء.
وقال رئيس إقليم كردستان- في رسالة بخصوص التوترات في قضاء طوزخورماتو أمس الثلاثاء- إن أحداث قضاء طوزخورماتو في الايام الماضية أصبحت سببا لتوتر وعدم استقرار القضاء, معربا عن قلقه من عودة الفتنة تحت مسمى جديد التي تستهدف خلق التفرقة والتسبب في حرب بين أهالي ومكونات المنطقة.
مطالبات برلمانية لإيقاف المعارك الدائرة في طوزخورماتو
إلى ذلك، طالب نواب عراقيون اليوم الحكومة العراقية التدخل لإيقاف المعارك الدائرة بين البيشمركة وقوات الحشد الشعبي في طوز خورماتو التابعة لمحافظة صلاح الدين، حيث عقد النائب نيازي معمار اوغلو النائب عن المكون التركماني مؤتمر صحفي في داخل مبنى مجلس النواب العراقي في بغداد لمطالبة الحكومة العراقية التدخل لأيقاف المعارك الدائرة بين قوات الحشد الشعبي وقوات البيشمركة في مدينة طوز خورمارتو منذ عدة ايام, والتي اسفرت عن مقتل واصابة العشرات من الجانبين اضافة الى دمار واسع في ممتلكات المدنيين من سكان المنطقة .
وتنذر التوترات في طوزخورماتو بالمزيد من تمزيق العراق الذي يعاني من إرهاب تنظيم داعش، خاصّة أن هذه "المعارك الجانبية" تؤثر بشكل كبير على المواجهة الكبرى والمشتركة للعراق ضد تنظيم داعش الإرهابي الذي يسيطر على مدينة الموصل.