الوقت – في ختام جولته في الدول العربية توجه الرئيس الامريكي "باراك اوباما" الى بريطانيا لاجراء مباحثات مع المسؤولين البريطانيين تمحورت حول قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي نظرا الى وجود طيف واسع من البريطانيين يؤيدون هذا الخروج، لكن اوباما ابدى في لندن بوضوح رغبته في بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي.
وقد حذر "اوباما" البريطانيين بان بلادهم ستصبح في آخر صف المتعاملين التجاريين مع امريكا في حال خروجهم من الاتحاد الاوروبي لكن المواطنين البريطانيين الذين ينتظرون استفتاء بهذا الشأن في 23 يونيو ادانوا هذا التدخل من قبل "اوباما".
ورغم وجود مؤيدين لكلام "اوباما" في بريطانيا لكن معارضيه قد اتهموا اوباما بالتدخل والنفاق، ويستند مؤيدو البقاء في الاتحاد الاوروبي الى دراسة اجراها البنك البريطاني تقول ان العضوية في الاتحاد الاوروبي تتسبب بازدهار الاقتصاد البريطاني، كما يقول صندوق النقد الدولي ان خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي سيكلف هذا البلد مئة مليار جنيه استرليني ويهدد فرص عمل مليون بريطاني، كما تحدث صندوق النقد الدولي عن انخفاض نسبة نمو الاقتصاد البريطاني ايضا.
وتشير دراسة اخرى اجرتها مؤسسة سي بي آي (المنظمة الرئيسية لاصحاب العمل البريطانيين) ان خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي سيشكل صدمة جدية لاقتصاد هذا البلد ويتسبب بضرر مقداره مئة مليار جنية استرليني لقطاع الانتاج البريطاني، وتقول الدراسة انه في هذه الحالة سيخسر البريطانيون 950 الف فرصة عمل وهذا يعني ان البطالة في بريطانيا في عام 2020 ستكون مرتفعة بنسبة 2 او 3 بالمئة اكثر من معدلات بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي.
وتقول مجلة ايكونوميست ان مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي يعتقدون ان قسما كبيرا من الاستثمارات الاجنبية وخاصة في قطاع الخدمات المالية وصناعة السيارات هو ناجم عن عضوية بريطانيا في الاتحاد الاوروبي، ويقول هؤلاء ان احد نتائج الخروج من الاتحاد الاوروبي سيكون قوانين اقل تشددا واحتواء قضية المهاجرين.
ولكل من مؤيدي الخروج من الاتحاد الاوروبي ومؤيدي البقاء فيه منطقهم الخاص بهم لكن الشيء الآخر الذي يهدد وحدة التراب البريطاني هو التهديد الذي اطلقه قادة اسكتلندا الذين يعتبرون من دعاة البقاء في الاتحاد الاوروبي فهؤلاء اعلنوا انه في حال خروج بريطانيا عن الاتحاد فان اسكتلندا ستنهي وحدتها مع بريطانيا ايضا.
وتشير الاستطلاعات التي جرت حول قضية الاستفتاء بشأن البقاء او الخروج عن الاتحاد الاوروبي ان نسبة مؤيدي الخروج من الاتحاد الاوروبي في بريطانيا قد ازدادت منذ تاريخ 6 مارس ففي ذلك التاريخ كان 58 بالمئة من البريطانيين يؤيدون الخروج من الاتحاد لكن الان فإن 85 بالمئة منهم باتوا يؤيدون الخروج من الاتحاد كما ان هناك 9 بالمئة من المواطنين لم يحددوا بعد توجهاتهم.