الوقت – لايخفى على احد ان حكام السعودية قد ادركوا اهمية الاعلام والوسائل الاعلامية في تحقيق اهدافهم داخليا واقليميا ودوليا ولذلك نجد بأنهم بادروا الى شراء وسائل اعلامية جديدة وقوية او اشتروا ذمم شخصيات اعلامية او دفعوا الاموال لاسكات الوسائل الاعلامية كما سعوا في بعض الاحيان الى حذف الوسائل الاعلامية المعادية لهم او الشخصيات الاعلامية فحذفوا وسائل اعلامية عن الاقمار الاصطناعية او هددوا او قتلوا بعض المراسلين الاعلاميين.
ان سيطرة آل سعود على الوسائل الاعلامية حالت دون انتشار قضية الامبراطورية الاعلامية التي يمتلكها هؤلاء وان المعلومات الموجودة في هذا الخصوص هي معلومات قديمة، وفي عام 2011 كشف موقع ويكيليكس عن 500 الف رسالة ارسلت من السفارات السعودية في العالم الى وزارة الخارجية السعودية وحينها تم الكشف عن اخطبوط اعلامي سعودي من استراليا الى كندا وكيفية عمله.
ان آل سعود قرروا في عام 1990 الخروج من حال الدفاع الاعلامي نحو الهجوم الاعلامي فاشترى امرائهم على سبيل المثال شبكة قنوات ام بي سي التي لديها 150 مليون مشاهد في العالم العربي وفي عام 2003 اسس السعوديون قناة العربية وموقعها الالكتروني وقد تركت هذه القناة اثرا كبيرا على وسائل الاعلام في المنطقة، ومن ثم افتتح السعوديون قنوات اخرى مثل الحدث و اي ار تي و الموارد واوربيت كما سعى السعوديون لشراء قناة بي بي سي العربية واشتروا قنوات ال بي سي اي اللبنانية ثم دخل الامير السعودي الثري وليد بن طلال معترك الاعلام في عام 2000 واشترى شركة روتانا الاعلامية التي تعتبر اكبر شركة اعلامية عربية وهي امبراطورية اعلامية بحد ذاتها واشترى بن طلال اسهما في صحف مثل النهار والديار وقناة ال بي سي اي وقنوات فوكس نيوز وشركة رابرت مردوخ الاخبارية وتويتر وغيرها.
ان آل سعود اشتروا ايضا جريدة الحياة اللندنية الشهيرة في 1988 واسسوا جريدة الشرق الاوسط الموالية لهم في لندن في 1978 لكن يجب القول ان ما ذكرناه يعد جزءا بسيطا من الامبراطورية الاعلامية السعودية التي تمتلك 700 قناة فضائية على الاقل.
وقد اقدم آل سعود على شراء ذمم الاعلاميين العرب في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي وبات الاعلاميون العرب يخافون في فترة من الفترات من توجيه الانتقادات الى السعودية وعند بدء الصحوة الاسلامية في الدول العربية عمد آل سعود الذين شعروا بخطر كبير الى دفع الاموال الى شركات اعلامية تونسية وعربية لحرف الرأي العام العربي وهناك وثائق تثبت دفع السعوديين للاموال الى وسائل اعلامية عربية في استراليا وكندا والمانيا ومصر والسنغال وافغانستان وجنوب افريقيا وموريتانيا والاردن والكويت وغيرها من البلدان.
وطلب السعوديون من الاعلامي المصري المعروف مصطفى بكري ايجاد شبكة اعلامية ودفعوا له الاموال لمنع الصحافيين المصريين من الاقتراب من ايران، اما في آسيا واوروبا وافريقيا وامريكيتين الشمالية والجنوبية فقد عمد السعوديون العاجزون عن ايجاد شبكات وقنوات اعلامية هناك الى شراء ذمم الاعلاميين ليسكتوا عن جرائم وسياسات وافعال آل سعود وقد جرى مثل هذا العمل ايضا في سوريا والاردن والكيت والامارات ولبنان وموريتانيا.
اما السیاسة الاخرى التي يتبعها آل سعود فهي الارهاب الاعلامي ضد الشخصيات التي تكتب ضدهم ويمكن الاشارة هنا الى ما تعرض له الاعلامي المصري الراحل حسنين هيكل الذي كان ينتقد الدور السعودي في المنطقة ويشيد بايران، كما يعرف الجميع ما فعلته السعودية من مضايقات بحق قنوات مثل العالم والميادين والمنار والمسيرة وجرائد كثيرة من الاخبار اللبنانية وشخصيات اعلامية مثل عبدالباري عطوان وكثير ممن هددوا بالقتل والتصفية.
ان آل سعود قد شوهوا صورة منتقديهم في الوسائل الاعلامية لكنهم لم ينجحوا في تجميل صورتهم عبر هذه السياسات ويمكن القول ان الوسائل الاعلامية الحرة في العالم العربي نجحت الى حد كبير في التصدي اعلاميا لسياسات آل سعود، من جهة اخرى يمكن ان ينقلب الخدام الاعلاميون الحاليون لآل سعود عليهم في حال حدوث نقص في الاموال التي تدفع اليهم اذا عانت السعودية من ازمة اقتصادية، فالاعلام هو سيف ذو حدين.