الوقت- تحولت قضية اداء الحج بالنسبة للحجاج الايرانيين في هذا العام الى قضية عجيبة ومعقدة حيث لاتبعث التسريبات الاعلامية في هذا المجال على التفاؤل ابدا، وقد ارسلت ايران وفدا الى السعودية قبل ايام للتفاوض مع المسؤولين السعوديين و طرح الوفد الايراني في لقاءاته هناك قضايا تخص مؤسم الحج ملتزما بالاعراف والموازين الدبلوماسية لكن ما تسرب عن هذه اللقاءات على لسان المسؤولين الايرانيين وكذلك في الاوساط الاعلامية العربية يثبت ان هناك جوا مظلما يخيم على هذه القضية.
وفي جديد المواقف تحدث وزير الثقافة والارشاد الايراني "علي جنتي" عن مماطلة سعودية بشأن الحج قائلا ان السلطات السعودية تريد منح تأشيرات الحج للحجاج الايرانيين في دولة ثالثة وهذا ما لا يمكن ان تقبل به ايران بأي شكل من الاشكال.
واوضح "جنتي": لقد ارسلنا وفدا الى السعودية للتفاوض بشان ترتيبات موسم الحج ونبذل جهودنا بكل جدية لكن السلطات السعودية وللأسف تماطلت بشكل كلي خلال الشهور الماضية" واضاف "لقد كانت هذه المرة الاولى خلال الشهور الماضية التي تمنح السعودية تأشيرات دخول لعدد من مسؤولي منظمة الحج والزيارة الايرانية وكما علمت فإن السلطات السعودية تعاطت بسلبية مع القضايا التي طرحها وفدنا وعلى سبيل المثال يتماطل هؤلاء في مسالة نقل الطائرات الايرانية للحجاج كما يتماطلون في قضية اصدار تأشيرات الدخول للحج ونحن قد قلنا لهم بأن الجانب السويسري الذي يرعى مصالح السعودية في ايران هو الذي يجب ان يمنح تأشيرات الدخول للحجاج الايرانيين لكنهم يصرون ان هذه التأشيرة يجب ان تمنح في دولة ثالثة وهذا ما لايمكن ان نقبل به بأي شكل من الاشكال".
وتظهر تصريحات الوزير الايراني ان السعوديين الذين يخلقون الذرائع منذ فترة طويلة يريدون خداع الجانب الايراني فإنهم قد امتنعوا طوال الشهور الماضية عن منح تاشيرات دخول حتى لمسؤولي منظمة الحج والزيارة الايرانية من اجل الذهاب الى السعودية والتفاوض او انهم اطالوا قضية دراسة الطلبات وتصرفوا بسلبية مع اعضاء الوفد الايراني.
ان ما تسرب الى الاعلام عن فحوى لقاءات الجانبين الايراني والسعودي يظهر انه بدلا من قيام الجانب الايراني بطرح شروط تضمن سلامة وأمن الحجاج الايرانيين بعد الكوارث التي حصلت في موسم الحج في العام الماضي، قامت وزارة الحج السعودية بوضع شروط وقيود من اجل قبول دخول حجاج ايرانيين الى الديار المقدسة.
وافادت الوسائل الاعلامية ان وزير الحج السعودي ابلغ الوفد الايراني عدم السماح بتنظيم المسيرات أو التجمعات في الأماكن العامة أو برفع الصوت أثناء الدعاء لانه "يزعج" باقي الحجاج.
كما وضع المتحدث باسم وزارة الحج السعودية ايضا شروطا امام الوفد الايراني ومنها مشاركة الايرانيين في برامج "توعية" قبل الدخول الى السعودية والتزامهم بالمشاريع التي تنفذ لحفظ امن الحجاج.
ولاتقتصر العراقيل السعودية على ما ذكرناه فقط بل ان مسؤولي الحج السعوديين قد تحدثوا عن شروط عجيبة اخرى تثبت انهم يريدون وضع هذه العراقيل لحرمان الحجاج الايرانيين من اداء مناسك الحج، وقد طالب الجانب السعودي الايرانيين بـ "ضرورة الالتزام التام بالحصول على موافقة وزارة الاعلام السعودية في حال وجود بعض المطبوعات أو المجلات الخاصة بتوعية حجاجهم" متوعدا بفرض عقوبات على الايرانيين و"تطبيق النظام" بحقهم في حال المخالفة.
وهكذا يتوضح لنا ان السعوديين وبوضعهم هذه المقررات المشددة بالنسبة للحجاج الايرانيين يسعون الى عدم اعطاء الجانب الايراني اي ضمانات حول امن الحجاج وفرض شروط لا تراعي حقوق الطرف المقابل، وحتى اذا وافق الجانب الايراني على هذه الشروط وحدثت كوارث في موسم الحج مثل كوارث العام الماضي فإن بامكان السعوديين ان يقولوا بانهم كانوا قد ابلغوا الجانب الايراني بشروطهم وان مسؤولية الكوارث تقع على عاتق الجانب الايراني.