الوقت - نشرت صحيفة "بيزنس إنسايدر" الأمريكية تقريراً حول أهمية صواريخ "إس 300" الروسية المحدّثة والمطوّرة التي تسلّمت طهران الدفعة الأولى منها قبل عدة أيام، والتي أوقف بيعها عام 2010 بسبب الحظر المفروض على إيران على خلفية الأزمة النووية مع الغرب، قبل أن يسمح به مجدداً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نيسان/أبريل الماضي.
وقالت الصحيفة إن هذه المنظومة من الصواريخ إذا ما تم نصبها في السواحل الجنوبية الشرقية لإيران فإنها ستتمكن من تعقب حركة الطائرات الأمريكية أو طائرات الدول الحليفة لها حال إنطلاقها من قواعدها في المنطقة.
وأضافت أن هذه المنظومة قادرة على مواجهة الطائرات المعادية قبل وصولها إلى الشواطئ الإيرانية، وستزيد من قدرة إيران الجويّة خارج إطار حدودها، وتمكنها أيضاً من رصد حركة الطائرات الحربية غير المعادية في أجواء الدول المجاورة، فضلاً عن رحلات الطيران المدني.
وأشارت الصحيفة إلى أن صواريخ "إس 300" ستغيّر ميزان القوى وبدرجة كبيرة لصالح إيران في الشرق الأوسط، وستمكنها من إرغام أيّ طرف مهاجم على تحويل مكامن قوته نحو صدّ الدفاع الجويّ، بعيداً عن المهمة الأساسية، مثل ضرب المنشآت النووية.
ويعتبر "أس-300" من الأنظمة القديرة في العالم في مجال الدفاع الجويّ، فهو فضلاً عن قدرته على صدّ وتدمير الصواريخ الباليستية، مجهز برادارات قادرة على تتبع 100 هدف والإشتباك مع 12 هدف على مسافة 400 كلم في وقت واحد، وهذا النظام يحتاج 5 دقائق فقط ليكون جاهزاً للإطلاق، وتبلغ سرعة صواريخه خمسة أضعاف سرعة الصوت وهي لا تحتاج لأيّ صيانة مدى الحياة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المنظومة قادرة أيضاً على العمل ضمن توليفات مختلفة بما في ذلك إدخال منظومات الدفاع الجويّ الأخرى في بطاريات مشتركة والإستفادة منها في تنفيذ مجموعة معقدة من العمليات.
ويتمكن هذا النظام كذلك من رصد الطائرات المعادية على بعد 150 كم وإسقاطها على إرتفاع 27 کیلومتر. كما تتمكن الأقمار الصناعية المرتبطة بهذا النظام من تعقب الأهداف الجويّة على نطاق واسع يصل إلى مسافة 240 كم.
وبسبب قدرة هذا النظام السريعة على التنقل من مكانٍ إلى آخر، فإن الطائرات المعادية ستكون غير قادرة على التحرك بأمان في الأجواء الإيرانية، كما يصعب إستهداف هذا النظام من قبل الطائرات المزوّدة بتقنيات حديثة والقادرة على الإفلات من تتبع الرادارات كطائرة الشبح الأمريكية.
ومن الخصائص الفريدة لـنظام "إس-300" بالإضافة إلى الدفاع الجويّ، هي تأمين الحماية الذاتية، إذ بإستطاعته صدّ وتدمير جميع أنواع الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة المدى، وإعتراض القذائف والصواريخ الإنسيابية مثل "توماهوك" الأمريكية.
وبعبارة أخرى يمكن القول إن منظومة صواريخ "إس 300" ستجعل أيّ تحرك عسكري مضاد لإيران في غاية الصعوبة ومكلفاً للغاية، وهو ما يعني أن طهران ستكون قادرة على حماية منشآتها النووية من أيّ تهديد أمريكي أو إسرائيلي محتمل؛ فالتوصل لإتفاق نووي لا يعني إغلاق هذا الملف بالكامل، حسبما يرى المراقبون.
ومن الجدير بالذكر أن إيران تجري الآن مفاوضات مع روسيا لتوريد جيل جديد من منظومة الدفاع الجويّ الصاروخية "إس 300" حسبما أعلن قبل أيام المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية حسين جابري أنصاري، مشيراً إلى أن هذه المنظومة قد خضعت لتغييرات وجرى تحسين خصائصها التكتيكية التقنية. وتتوقع طهران إكمال تسليم هذه الصواريخ في النصف الثاني من العام الجاري.
وإستعرضت إيران، اليوم الأحد، وللمرة الأولى هذه الصواريخ وهي من طراز (Pmu1) خلال العرض العسكري الذي جرى بمناسبة يوم الجيش جنوب العاصمة طهران برعاية الرئيس حسن روحاني، حيث تم عرض مختلف صنوف الأسلحة للقوات البريّة والجويّة والبحريّة.