الوقت- بین 10 و15 أبریل تنعقد القمة الـ 13 لمنظمة المؤتمر الاسلامي في مدينة اسطنبول التركية وسيشارك فيها الرئيس الايراني "حسن روحاني" الى جانب قادة الدول الاسلامية وقد عقد اجتماع تحضيري للقمة في جدة، في فبراير الماضي، ولم يتمكن الوفد الايراني من الحضور في ذلك الاجتماع بسبب امتناع السعودية عن إصدار تأشيرات للوفد الإيراني.
وعقدت اجتماعات في اسطنبول بين كبار الخبراء من الدول الاعضاء يومي الاحد والاثنين بالاضافة الى اجتماعات وزارية يومي الثلاثاء والاربعاء ومن المقرر عقد قمة الرؤساء يومي الخميس والجمعة.
وتنعقد قمة دول مجلس التعاون الإسلامي هذه المرة تحت عنوان "الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام" في وقت طالبت الدول العربية في الخليج الفارسي بوضع قضية تصنيف حزب الله كتنظيم ارهابي على جدول اعمال القمة وهذا ما لم يكن يحلم به الكيان الاسرائيلي في يوم من الايام.
مصدر حكومي تركي قال من جهته إنه لا يوجد قرار تركي باعتبار حزب الله تنظيما إرهابيا٬ لكنه أشار إلى أن أنقرة مستعدة "لمناقشة الموضوع" وأضاف أن موقف تركيا واضح فيما يتعلق بمشاكل المنطقة٬ وهي لا تعتبر الحزب منظمة إرهابية رغم كل ملاحظاتها على أداء الحزب وتورطه في الحرب السورية"، حسب تعبيره.
ومن سخرية الزمن ان منظمة التعاون الاسلامي التي انشئت في الاساس لبحث الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الاقصى المبارك باتت الان تناقش مقترحا لوضع اسم حركة مقاومة شريفة استطاعت الحاق أمر الهزائم بالكيان الاسرائيلي بفعل ضغوط واموال السعودية وحلفائها في دول مجلس التعاون.
ومن المفروض ان تعيد قمة منظمة الدول الاسلامية القضية الفلسطينية الى صدر اهتمامات الدول الاسلامية في وقت ينتفض فيه الشعب الفلسطيني للمرة الثالثة لنصرة الاقصى المبارك اذا كانت الدول الاسلامية والعربية تريد فعلا اثبات انتمائها للاسلام ومناصرتها للقضايا العادلة للشعوب الاسلامية.
ولا توجد الان هناك قضية اهم من القضية الفلسطينية وقضية الاقصى المبارك بالنسبة للدول الاسلامية لكننا نجد للأسف ان المسؤولين السعوديين يكثفون لقاءاتهم العلنية مع المسؤولين الاسرائيليين للتآمر على الدول والحركات المقاومة في وجه الصهيونية كما نرى الملك البحريني يستقبل حاخامات اليهود ويدعو للوحدة مع اليهود ضد المقاومين والمرابطين المسلمين مثل حزب الله.
ومن منا لايعلم ان العالم الاسلامي تعصف به عواصف الارهاب والتطرف والتكفير وان الدول المصابة بهذا الداء ليست قليلة ويمكن الاشارة الى بعض منها مثل سوريا٬ واليمن٬ وليبيا٬ وأفغانستان٬ والصومال٬ ومالي في وقت تجتمع دول اسلامية على معاداة دولة اسلامي اخرى هي سوريا وتدعم هذه الدول الارهاب والتطرف والتكفير في سوريا ضد الشعب السوري المسلم الذي قتل منه مئات الالاف حتى الان بسبب الحرب الدائرة في بلاده منذ 5 سنوات.
ان دولا عربية مسلمة وبدلا من الوقوف في وجه داعش وجبهة النصرة والقاعدة تقف في وجه سوريا وايران واليمن وحزب الله وحماس وكأن المسلمين باتوا مجبرين على الانضمام للجبهة الامريكية الاسرائيلية لمحاربة اخوانهم الذين يقاومون امريكا والكيان الاسرائيلي.
وفي وقت كان من المفترض ان يحتج مسؤولو الدول الاسلامية على ابادة الشعب اليمني بواسطة الطائرات والصواريخ الامريكة والبريطانية الصنع على يد حكام السعودية نرى ان بعض الدول الاسلامية تكافئ الملك السعودي بالتنازل عن جزر للسعودية وتمنح هذا الملك شهادات دكتوراه و اوسمة، فهل الشعب اليمني ليس مسلما ام انه ارتكب جريمة بحق دولة او شعب آخر؟ وهنا يسأل المرء نفسه هل ان فعل دولارات النفط هو اقوى من اواصر الاسلام والايمان والأخوة والانسانية أم من المفترض ان يقف جميع المسلمين صفا واحدا حكاما وشعوبا ليقولوا للسعودية وحلفائها كفى سفكا لدماء المسلمين وحرقا لاطفالهم وتدميرا لبلادهم؟ فهل يمكن لنا ان نتوقع حدوث هذا الامر في قمة اسطنبول أم على القلوب اقفالها؟
ان الأوضاع الراهنة في سوريا٬ واليمن٬ وليبيا٬ وأفغانستان٬ والصومال٬ وجامو وكشمير٬ والبوسنة والهرسك٬ وما يجري بين أرمينيا وأذربيجان٬ وغيرها من الدول الإسلامية التي تشهد نزاعات وأوضاعا أمنية غير مستقرة تضاف الى قضية الاسلامفوبيا التي يعاني منها المسلمون في الدول الاخرى وتحديدا في الدول الغربية فإذا كان المسلمون يفتكون ببعضهم البعض فكيف يريدون التصدي للاسلامفوبيا ويتوقعون من الآخرين ان يرحموهم؟
وتعاني الكثير من الشعوب الاسلامية اليوم من الفقر وتصل بعض الحالات الى المجاعة بفعل السياسات الاستعمارية للدول الغربية المهيمنة على الاقتصاد العالمي او بفعل الحروب والنزاعات وان الاوضاع في الصومال واليمن وليبيا وغيرها من تلك الامثلة فهل يمكن للدول الاسلامية التي تخفض بعضها اسعار النفط العالمية للاضرار بدول اسلامية أخرى منتجة للنفط ان تقف وتساند فقراء العالم الاسلامي وتحل مشاكلهم؟
ان الدول الاسلامية مدعوة اليوم الى مراجعة اوضاعها وتصحيح مواقفها بدلا من اذكاء نيران الخلافات الطائفية مثل الخلاف بين الشيعة والسنة والتصدي للدول الغربية التي تذكي نيران هذه الخلافات كما يجب على الدول الاسلامية ان تحل مشاكل هامة مثل قضية سلامة الحجاج والحفاظ على ارواحهم في موسم الحج، ويمكن ان تصبح العلاقات الودية الموجودة بين بعض الدول الاسلامية أنموذجا لحل المشاكل السائدة اذا تم اتباع الحكمة والعقل والتعاليم الاسلامية ونبذ الخلافات جانبا لأن هذه الخلافات والصراعات الداخلية هي التي اضعفت المسلمين أمام اعدائهم وأذهبت ريحهم.