الوقت- بعد سطوع شمس الثورة الاسلامية في ايران والتي رفعت شعار وحدة المسلمين ضد المستكبرين عمدت الدول الاستكبارية والصهيونية العالمية الى ايجاد جماعات ترفع كذبا شعار الاسلام ليحاربوا بهم الاسلام الحقيقي، وقد عرف هؤلاء انه لايمكن محاربة الاسلام الحقيقي الا باسم الاسلام.
وكان الامام الخميني الراحل (رض) قد اعلن اسبوع الوحدة الاسلامية في ذكرى المولد النبوي الشريف حسب روايات السنة وروايات الشيعة، وكان الامام الخميني الراحل (رض) يقول ان الذي يتسبب بالخلافات بين المسلمين جاهل ام انه يريد الايقاع بين المسلمين وضرب وحدتهم.
ويعتبر الحوار وتبادل وجهات النظر أول وأهم خطوة في سبيل ايجاد الوحدة بين المسلمين حيث يمكن ان يجتمع علماء المسلمون ويجروا حوارات علمية ويتعرفوا على المشتركات فيما بينهم وهذا يبدد سوء الفهم بينهم فقد دعا القرآن الكريم الى استماع القول واتباع أحسنه وهكذا سيكتشف المسلمون ان الخلافات في بعض الامور الفقهية لاتضر بوحدتهم.
ولایعنی التقارب بین المسلمین نفیا للخلافات او تجاهلا لها بل سعیا من اجل خلق سياسة موحدة للمسلمين في مواجهة التحديات والاخطار وافشال مؤامرات الاعداء ومن أجل ذلك يجب عدم تركيز الشيعة والسنة على الخلافات الفقهية بل الاهتمام بالمشتركات.
وتقطع الوحدة السياسية بين الشيعة والسنة أيدي الصهاينة وتمنعهم عن ايجاد التفرقة ومن أجل ذلك يجب القيام بعمل اعلامي مشترك بين الشيعة والسنة لقطع الطريق امام وسائل الاعلام الاجنبية التي يمتلك معظمها الصهاينة، ويمكن لهذه الوسائل الاعلامية المشتركة بين الشيعة والسنة ان تجيب على التساؤلات والشبهات وتقوم مثلا باشاعة الحقيقة بأن الوهابية والسلفية ليسوا من أهل السنة وان من يهين المقدسات السنية ليس من الشيعة، وهنا يركز قائد الثورة الاسلامية في ايران آية الله السيد علي الخامنئي ان ايران تدعو دوما الى الوحدة بين المسلمين وان سبب عداء الاستكبار لايران هو دعوة ايران لتوحيد المسلمين.
ويؤكد قائد الثورة الاسلامية ان من يستهدف وحدة المسلمين هو خائن لأن المسلمين بامكانهم ان يتوحدوا دفاعا عن فلسطين وعن المقدسات الاسلامية في وجه الصهاينة والجهات الغربية التي تهين المقدسات الاسلامية، ويقول قائد الثورة الاسلامية ان عالم اليوم وتحدياته يستوجب الوحدة بين المسلمين ومجتمعاتهم لأن اعداء المسلمين هم ضعفاء فالصهاينة هم قلة امام مليار ونصف المليار من المسلمين لكن الخلافات بين المسلمين يتسبب بضعفهم ويعطي الفرصة للاعداء بأن يجدوا حلفاء لهم داخل العالم الاسلامي ولذلك يجب القيام بتوعية من اجل ايقاف بث الخلافات وانهائها واصلاح ذات البين.
اما التوعية فلها طرق متعددة ومنها تبيان منافع الوحدة ومضرات الاختلاف على يد الباحثين والعلماء والخبراء والكتاب ووسائل الاعلام وعقد المؤتمرات وتأليف الكتب والمجلات والجرائد والاجتماعات العلمية وتبادل الافكار والنظريات في العالم الاسلامي وابراز الصحوة الاسلامية على الساحة الدولية.
وتلعب الفتاوى التي تدعو الى الوحدة بين المسلمين دورا هاما في هذا المجال ويمكن الاشارة الى اعلان الازهر الشريف بأن المذهب الشيعي هو مذهب من مذاهب المسلمين وكذلك الاشارة الى فتوى قائد الثورة الاسلامية بحرمة اهانة مقدسات اهل السنة وكل ذلك من اجل الوحدة بين المسلمين وابراز قوتهم على الساحة الدولية.
ويستغل اعداء المسلمين كثيرا وسائل الاعلام والفضاء الافتراضي لبث سمومهم ومن أجل الرد على ذلك يجب على المسلمين ان يستخدموا الادوات ذاتها كما يمكن للمسلمين ان يستغلوا المراسم الدينية لديهم مثل الحج ومراسم البرائة عن المشركين ويوم القدس العالمي من أجل تدعيم اسس الوحدة فيما بينهم.
وهناک مجال آخر يمكن لعلماء المسلمين ان يتصدوا لأيادي الاستكبار وهو منع اجتذاب المسلمين من قبل الجماعات الارهابية المتطرفة التي تستغل سذاجة أو عدم اطلاع بعض المسلمين على الحقائق وهنا يستطيع العلماء انارة العقول من اجل التصدي لهذه الجماعات الارهابية.
وتعتبر معرفة مكامن الخلاف بين المسلمين احد الطرق الذي يؤدي الى ايجاد حلول من أجل وحدة المسلمين حيث يمكن للعلماء والقادة ان يرتكزوا في مقابل ذلك على مكامن الاتفاق والاجماع بين المسلمين ويقوموا بنشرها لكي يجتمع المسلمون حول نقاط الالتقاء ويمكن هنا الرجوع الى الكتب التاريخية للسنة والشيعة من أجل وضع الخرافات جانبا ومنع التحريف واحياء الشعائر الاسلامية.
ویجب تعریف المسلمین بدور اهل البيت عليهم السلام وكذلك ما قام به العلماء المسلمين من اجل الوحدة بين المسلمين وقيادة الأمة وايجاد الأخوة بين كافة المسلمين تمهيدا لظهور المنجي المنتظر (عج) ولذلك يجب التأكيد على الوحدة والمداراة وتذكير المسلمين كافة بحضارتهم وتبيين مساعي الاعداء الآن للقضاء على المسلمين كافة.