الوقت- امريكا والغرب كانت على وشك شن عدوان على سوريا مع بداية الاحداث فيها بحجة السلاح الكيميائي، هذا العدوان كان ليكون لولا وجود محور المقاومة الذي رسم معادلة افشاله، ولهذا ذهب التوجه لدى امريكا بمخططها لمصادرة هذا السلاح تحت عنوان ان النظام السوري استخدمه بوجه الجماعات الارهابية، علماً أنه وحتى الان لا يوجد أي دليل على ذلك سواء الإدعاء في مقابل وجود ادلة ملموسة واكيدة ومن مصادر متعددة على استخدام الجماعات الارهابية للسلاح الكيميائي بحق المواطنين والجيش السوري، حتى ان بعض مصادر هذه الادلة هي من داعمي هذه الجماعات والممولين لهم أو ممن يقفون على الحياد حيال مجريات الأحداث في سوريا.
في هذا السياق فإن السؤال المطروح هنا حول الدول التي تقدم المساعدة لهذه الجماعات وتمدها بالسلاح الكيميائي فضلاً عن غيره من الأسلحة؟ ولماذا لم يتخذ مجلس الامن اجراءات في هذا الخصوص؟ ومع ازدياد التقارير حول استخدام الجماعات لهذا النوع من الاسلحة خلال الأشهر القليلة الماضية بسبب الضيق الذي تمر فيه يأتي السؤال أنه ماذا لو اصبحت الجماعات الارهابية في واقع اكثر حرجاً وضيقاً مما عليه اليوم؟
الجماعات الإرهابية والسلاح الكيماوي بالوثائق
تشير تقارير مثبتة بالوثائق ان تركية والسعودية تعملان على المتاجرة بالمواد السامة المستخدمة في صناعة الاسلحة الكيميائية، حتى ان معلومات تشير الى انهما عملا على انشاء مصانع لهذا الخصوص على الحدود التركية خلال السنوات الماضية، وكان طارق احمد في الحزب القومي الاجتماعي السوري قد اشار الى هذه المسألة في حديثه لجريدة اسبوتنيك. هذا وكانت وزارة الخارجية الامريكية قد اعترفت في 17 شباط من العام الحالي عن وجود ادلة لاستخدام الجماعات الإرهابية لغاز الخردل في بلدة مارع بريف حلب في 21 اب من العام الماضي، كما واستخدمته مرات ومرات في سوريا والعراق.
منظمة اطباء بلا حدود كانت قد اعلنت عن معالجتها لأسرة سورية تعرضت للكيميائي خلال هجوم الجماعات الارهابية على مناطق سكنيّة، ومؤخراً استخدمت الجماعات غاز الخردل لضرب مواقع الجيش السوري في محيط مطار دير الزور. كما وافادت في وقت سابق وحدات حماية الشعب الكردية عن استخدام الجماعات الإرهابية أسلحة كيميائية في حزيران، فيما أعلنت منظمات تحقق في استخدام الأسلحة الكيميائية عن ثقتها بأن الجماعات الإرهابية استخدمت عناصر كيميائية في الهجوم على قوات البيشمركة في 21 أو 22 حزيران في العراق، وضد أهداف مدنية في سورية، كما أكد البيت الأبيض أنه على اطلاع على تقارير في هذا الخصوص.
تجدر الإشارة الى ان امريكا كشفت عن وثيقة عسكرية سرية تم الحصول عليها من خلال الجيش الامريكي تؤكد أن مادة السارين قد صودرت في عام 2014 من أعضاء جبهة النصرة، وتقول الوثيقة أن مادة السارين جاءت من جماعة داعش في العراق وشقت طريقها إلى تركيا. أما الوثيقة المصنفة سرية NOFORN الصادرة من المخابرات الأمريكية الوطنية كشفت النقاب عن أن جماعة داعش في العراق قد أنتج على نطاق محدود شكل من أشكال السارين في العراق ومن ثم نقلها إلى تركيا، ومن هناك الى الأراضي السورية. وأكدت وزارة الخارجية الروسية أن الجماعات الإرهابية استخدمت غاز الخردل 3 مرات منذ بداية العام الحالي 2016 في سوريا والعراق.
الجماعات الارهابية والسلاح الكيماوي ومخطط الغرب، ارتباط وثيق
الهدف من وجود هذه الجماعات هو زعزعة أمن واستقرار المنطقة، كما الحال بالنسبة للكيان الاسرائيلي، فالتشابه بينهما أنهما وجهين لعملة واحدة، ولهذا من الطبيعي ان توضع في خدمة هذه الجماعات كل الوسائل والإمكانات المطلوبة لتحقيق الهدف، وعليه ينتفي الحديث عن دور لمجلس الأمن أو مسعى غربي في خصوص اتخاذ اجراءات بحق الداعمين، فمن الطبيعي والبديهي ان لا يكون الإنتظار من الداعم والصانع لهذه الجماعات والممول لها بأن يتخذ اجراءات بحق نفسه، ولأن استخدام هذا السلاح هو جزء من الآلية والهدف فمن الطبيعي ان يزداد مستوى استخدام هذا السلاح مع شعور الجماعات الإرهابية بالإختناق وضعف الإمكانات والخيارات، خاصة وأن الجماعات منذ أشهر لم تحقق اي تقدم في مقابل هزائم لحقت بها على كافة الصعد والمستويات، وأما الغرب فإنه يلجأ الى دفع الجماعات نحو مزيد من استخدام هذا السلاح لحفظ المعادلة التي يريدها، فالمعادلة الغربية تقتضي أن لا يحقق اي من الأطراف (اللجان الشعبية والجماعات الغربية الارهابية) تقدما على الاخر في مسعى لتعزيز مناخ وأرضية التقسيم.