الوقت- مع تصاعد الهجمات الانتحارية وزيادة نشاط الجماعات الارهابية في تركيا، أصيب قطاع السياحة التركي بانتكاسة كبيرة، ادت الى انخفاض حجوزات الصيف في الأماكن السياحية التركية الى أكثر من 40%.
وفي هذه الاثناء، ذكرت "وول ستريت جورنال" أن قطاع السياحة في تركيا يتكبد خسائر فادحة نتيجة تصاعد النشاط الإرهابي في البلاد، وتوتر العلاقات مع روسيا بعد إسقاط سلاح الجو التركي قاذفة روسية في سوريا.
وترى الصحيفة الأمريكية "وول ستريت جورنال" أن عزوف السائح الروسي عن تركيا، التي كانت تعد إحدى الوجهات المفضلة لديه، وذلك بعد فرض موسكو عقوبات اقتصادية ضد أنقرة، إضافة لتصاعد النشاط الإرهابي في البلاد شكل ضربة موجعة لقطاع السياحة.
ووفقا للصحيفة الأمريكية فإن تركيا كانت إلى الاَن واحدة من الدول القليلة التي أظهر قطاع السياحة فيها ديناميكية إيجابية في النمو بالرغم من تباطؤ النمو الاقتصادي، حيث شهد قطاع السياحة التركي انتعاشا رغم تباطؤ نمو اقتصاد البلاد بما يصل إلى 3% سنويا.
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن قطاع السياحة في تركيا نما بشكل سريع في السنوات الأخيرة، بفضل تدفق السياح الروس بأعداد ضخمة إلى منتجعاتها ما أدى إلى ارتفاع عائدات صناعة السياحة في هذا البلد ما بين عامي 2001-2014 بنحو ثلاث مرات، ليصل إلى 34.3 مليار دولار مسجلة بذلك مستويات قياسية.
ووفقا لبيانات نشرها البنك المركزي التركي في الـ 10 من مارس/أذار ، فإن إيرادات السياحة في يناير/كانون الثاني من هذا العام انخفضت بنسبة 19% على أساس سنوي، وتزامن ذلك مع تراجع حجوزات الفنادق السياحية لصيف عام 2016 بنسبة 40% مقارنة بالعام الماضي، بالإضافة إلى انخفاض مستوى إشغال الفنادق إلى أكثر من النصف، وعرض مئات الفنادق للبيع.
ويشار هنا إلى أن عدد المواطنين الروس الذين قصدوا تركيا بهدف السياحة في عام 2014 بلغ نحو 4.38 مليون شخص، وذلك من أصل 42 مليون سائح، أدخلوا ما يقارب 36 مليار دولار أمريكي إلى الاقتصاد التركي.
ويلعب توتر العلاقات الروسية- التركية دورا هاما في تراجع صناعة السياحة هناك، فضلا عن زيادة نشاط المتطرفين على الأراضي التركية وقدرتهم على شن هجمات إرهابية في المدن الكبرى وتصاعد أعمال العنف والتوتر الأمني الأمر الذي سبب خوفا لدى السياح وامتناعهم عن السفر إلى تركيا.
وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع في الـ 28 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مرسوما لفرض عقوبات ضد تركيا، وذلك بعد أن أسقط سلاح الجو التركي في الـ 24 نوفمبر/تشرين الثاني قاذفة الروسية "سو 24" داخل الأراضي السورية أثناء مشاركتها في عمليات مكافحة الإرهاب.
ودخل منذ مطلع العام الحالي حيز التنفيذ نظام التأشيرات بين روسيا وتركيا، كما تم حظر رحلات الطيران غير المنتظمة "تشارتر" بين البلدين. وينص المرسوم أيضا على حظر أو تقييد استيراد بعض السلع التركية، ووقف بيع تذاكر الرحلات السياحية إلى تركيا.
وقد ارتفعت عائدات السياحة في تركيا ثلاث مرات في الفترة 2001-2014، لتصل إلى 34.3 مليار دولارا، في عام 2012، وأصبحت اسطنبول واحدة من خمسة وجهات سياحية الأكثر شعبية، وفقا لتصنيف المدن الأكثر زيارة حسب مؤشر ماستركارد العالمي.
لكن الوضع تغير بشكل كبير بعد إسقاط طائرة "سوخوي 24" الروسية من قبل مقاتلات تركية، يوم الثلاثاء 24 نوفمبر/ تشرين ثاني، ما أسفر عن مصرع أحد الطيارين الروس، وتمَّ إنقاذ الآخر من قبل القوات الخاصة الروسية والسورية.
وأسفر الحادث عن اتخاذ موسكو تدابير رامية إلى ضمان الأمن القومي وتدابير اقتصادية رداً على تصرف أنقرة العدائي، ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تلك الحادثة، بأنها كانت بمثابة طعنة في الظهر من قبل "المتواطئين مع الإرهابيين"، كما أثرت الهجمات الإرهابية المتكررة سلبيا على الوجهة السياحية لتركيا.
المرشد السياحي الأكبر في العالم "توي كروب" وجمعية السياحة الألمانية يؤكدان، أن عدد الرحلات إلى هذا البلد انخفض بنسبة 40 % مقارنة مع 2015، ووفقا لها، وضع مئات الفنادق للبيع بسبب انخفاض مستوى الحجوزات حتى خلال موسم الذروة بالصيف.