الوقت- وأخيراً وُضع الحوار بين «حزب الله» و «تيار المستقبل» على السكة السياسية والإجرائية الصحيحة، وحققت الجلسة الحوارية الأولى بينهما، على مدى أربع ساعات، مساء أمس، برعاية رئيس مجلس النواب وظيفتها السياسية الأساسية، شكلا ومضمونا، بعد قطيعة امتدت لأكثر من أربع سنوات تعود الى ما قبل الازمة السورية التي فاقمتها، بكل ما انطوت عليه هذه المرحلة من شرخ مذهبي حاد وخطير.. وكما كان مقرّراً، مثّل حزب الله وفد برئاسة المعاون السياسي للأمين العام الحاج حسين الخليل وعضوية الوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله، فيما مثّل تيار المستقبل وفد برئاسة مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري وعضوية الوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر، بحضور الوزير علي حسن خليل.
واعتبرت معلومات صحفية، ان الحوار كان جدياً وسعى الطرفان الى انتاجيته، مما سينعكس ايجابا وارتياحا في اجواء الوضع السني الشيعي فضلا عن الوضع في البلاد بشكل عام، واهم شيء هو ضرورة تخفيف الاحتقان والبعد من المناكفات، بحسب المصادر.
حوار وصل الیه الطرفان بعد مد وجزر من التجاذبات بینهما وبعد أن وصل تيار المستقبل إلى قناعة بأنه في ظل المخاطر الكبرى المتصاعدة لا بد من إيجاد طريقة لمعالجة بعض المشكلات المحددة، بشكل يساعد على تهدئة الأجواء الداخلية، بحسب من نقل عن فؤاد السنيورة رئيس كتلة نواب التيار. أما حزب الله وكما يقول الوزير محمد فنيش فيذهب لطاولة الحوار لأنه ما زال يؤمن بسياسة مد اليد التي أطلقها الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله مؤخراً والتزام الحوار من دون شروط مسبقة.
هو إذاً حوار تهدئة وتطمين وتنفيس لاحتقان شعبي، إضافة إلى توجه جدي لمنع التهديد بتفجير الحكومة الحالية وحلحلة العقد التي تعترضها، بدءاً بانتخابات رئاسة الجمهورية مروراً بقانون الانتخاب وصولاً إلى التفاهم على تثبيت الخطط الأمنية الداخلية الی ذلك عبرت قیادات سیاسیة من فریقی «8 آذار» و«14 آذار» عن ارتیاحها وترحیبها بانعقاد هذا الحوار، وأعرب البعض منهم عن اعتقاده بأن مجرد التقاء ممثلین عن الحزبین من شأنه أن ینفس کثیرًا من الاحتقان ویخفف من حالة التشنج التی تعیشها الساحة اللبنانیة منذ سنوات، إلی حد اعتبره البعض بأنه «عیدیة» یقدمها راعي الحوار إلی اللبنانیین علی أبواب عیدي المیلاد ورأس السنة المیلادیة.
فمن دون أضواء ولا صور، انعقدت جلسة الحوار الاولى برعاية الرئيس نبيه بري الذي كان حريصاً على «هندسة» كل التفاصيل ومواكبتها شخصياً، من المقدمات التمهيدية الى ولادة جلسة الأمس.
وبرغم غياب النائب وليد جنبلاط عن هذا اللقاء، إلا ان طيفه حضر عبر إشادة الحاضرين بدوره في التشجيع على الحوار وإزالة عراقيل كانت تحول سابقاً دون انعقاده، وذلك انطلاقا من شراكته الكاملة مع بري في المبادرة ومن ثم الإعداد لها. وعلى هذا الأساس، طلب الرئيس بري من معاونه السياسي الوزير علي حسن خليل، أن يزور كليمنصو اليوم، لوضع جنبلاط في اجواء الجلسة الاولى، وهي قاعدة ستكون معتمدة في كل الجلسات اللاحقة.
وقالت مصادر صحفیة ایضا" أن هذه الجلسة بین «حزب الله» و«تیار المستقبل» 'کانت انطلاقة متأنیة، لکن بخطوات واسعة'، لافتة إلی 'أنه لیس سهلاً أن یعقد لقاء أول لنحو أربع ساعات'. مشددة علی 'أن الحوار نوع من تبرید الأجواء لمصلحة الطرفین، فحزب الله یمد یده للحوار منذ أکثر من ثلاث سنوات، فی حین أن تیار «المستقبل» یری في الحوار توطئة لمد جسور مع فریق لبناني أساسي یملك حق الفیتو في القرار اللبناني.
واكتفت أوساط مقربة من «حزب الله» بالقول إن الأجواء كانت ايجابية للغاية وجاء البيان معبرا بدقة عن مجريات الحوار، «فالكل أعطى انطباعا جديا ولذلك يمكن القول إن قطار الحوار وضع على السكة الصحيحة.
وانطلاقاً من الرغبة في إعطاء مؤشرات إيجابية، كان واضحاً ان البيان الاول الصادر عن المجتمعين لم يبارح «منطقة الأمان»، مركزا على الثوابت التي تُصنف في خانة القواسم الوطنية المشتركة، مع طمأنة الحلفاء على الضفتين، لاسيما المسيحيين منهم، الى ان الحوار ليس موجهاً ضد أحد.