بعد اشتباكات اسفرت عن مقتل 130 عنصراً على الاقل من تنظيم داعش الارهابي أحكمت القوات العراقية سيطرتها على مطار تلعفر، كما تمكنت الفرقة الذهبية التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب في القوات العراقية من اقتحام مستشفى تلعفر التعليمي.
واوضح مسؤولون إن قوات البيشمركة وبالتعاون مع الجيش العراقي سيطرت على محاور قضاء تلعفر وعلى مطاره ، مؤكدين أن أكثر من 20 قرية تابعة للقضاء أصبحت تحت سيطرة البيشمركة. وكانت القوات الكردية قد فرضت سيطرتها قبل أيام على جبل سنجار الاستراتيجي وحررت آلاف الإيزيديين المحاصرين في الجبل منذ 4 أشهر .
وبعد هذه الانتصارات بات بإمكان الإيزيديين الذين نزحوا من المنطقة الصيف الماضي، بسبب عمليات القتل والاختطاف والاحتجاز الجماعي التي ارتكبت بحقهم من قبل داعش، العودة إلى منازلهم، اعتباراً من الشهر المقبل حسبما اعلنت مصادر رسمية .
في سياق آخر أعدم تنظيم داعش العشرات من عناصره بينهم قياديون بارزون، بعد انسحابهم من مناطق سنجار وتلعفر والعياضية، عقب سيطرة قوات البيشمركة عليها، حسبما اكد زهیر الاعرجي النائب السابق عن الموصل في البرلمان العراقي ، مشيراً الى ان ثلاثة من قادة داعش ممن يحملون الجنسية السعودية اعدموا ايضاً من قبل التنظيم في تلعفر . ووفق المعلومات المتوفرة فإن الكثير من قادة هذا التنظيم أعدموا في ساحة باب الطوب وسط الموصل، فيما ينتظر آخرون الاعدام بعد اعتقالهم وايداعهم السجن اثر فرارهم من القتال في سنجار .
وفي وقت سابق من هذا الاسبوع أعلن مجلس محافظة الأنبار عن مقتل العشرات من داعش بينهم عرب الجنسية وهروب آخرين خلال عملية تحرير ناحية الوفاء غربي الرمادي .
مراقبون للشأن العراقي وصفوا العمليات الواسعة التي تشنها القوات العراقية متمثلة بالفرقة الذهبية والبيشمركة الكردية والحشد الشعبي والعشائر بأنها فاجأت داعش وأدت الى تقهقره ، حيث فرّ عناصره في كثير من المناطق التي يحتلها دون مقاومة، نافين في الوقت ذاته وجود اي دور على الارض لما يسمى بالتحالف الدولي ، ومؤكدين أن القوات العراقية هي من يحقق الانجازات.
واشار هؤلاء المراقبون الى أن التحضيرات لتحرير مناطق نينوى وصولا الى مدينة الموصل كانت تجري على قدم وساق وبسرية وفعالية تامة، بين البيشمركه مع الفرقة الذهبية التي تمركزت في دهوك، وقوات الحشد الشعبي والقوات المسلحة العراقية والطيران العراقي وايضا بالتنسيق مع العشائر العراقية التي تواجدت خاصة في تلعفر التركمانية والايزدية في منطقة سنجار وشنكال، والكردية في زمار وجلولاء، ومناطق اخرى.
من جهتهم اعرب محللون عسكريون عن اعتقادهم بأن هذه الهجمات قد تم الاعداد لها جيداً ، واصفين الضربة التي وجهت لداعش في تلك المناطق بالمفاجئة، حيث تم التوغل الى مسافات عديدة لعشرات الكيلومترات، ما ادى الى وقوع العديد من القتلى والاسرى في صفوف هذا التنظيم خلال هذا الهجوم المباغت ، مشيرين الى ان ما تشهده هذه الجبهات يؤكد أن داعش قد بان ضعفه بوضوح في الكثير من المناطق التي كان يعتبرها حصونا له، ما يعني ان انهياره بالكامل لم يعد سوى مسألة وقت ، ولهذا عمد مؤخراً الى استخدام المدنيين كدروع بشرية لمنع تقدم القوات العراقية والحشد الشعبي والبيشمركة والعشائر .
الرئيس العراقي فؤاد معصوم وخلال اتصال هاتفي مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني وصف هذه الانجازات بأنها تؤكد أن النصر رهن الإرادة الوطنية التي تدافع عن حرية المواطنين وسلامهم ، معرباً عن أمله بأن تتحقق انتصارات أخرى في كل المناطق التي توغل فيها هؤلاء الارهابيون . وأشار معصوم في وقت سابق إلى أن هذا الانتصار ضرورة يمليها حق العراقيين باختلاف أديانهم وطوائفهم.
البارزاني وخلال مؤتمر صحفي عقده عقب زيارته منطقة جبل سنجار لتفقد قوات البيشمركة هناك اكد من جانبه اهمية التنسيق بين الحكومة الاتحادية واربيل ضد تنظيم داعش، مشيراً الى ان منطقة كردستان مستعدة لضرب الارهاب ، فيما اكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في تصريح على هامش زيارته للكويت إن بلاده على وشك تحرير جميع أراضيها من داعش بعد أن حققت تقدماً كبيراً في مواجهة هذا التنظيم الإرهابي .
وبالنتيجة يمكن القول ان داعش بات يعاني من انكسارات وهزائم كبيرة على يد القوات العراقية والبيشمركة والحشد الشعبي تكبد خلالها خسائر جسيمة في الارواح والمعدات وأيقن من تبقى من عناصره بأن مصيرهم سيكون أما القتل على يد العراقيين او الاعدام على يد داعش نفسه كما حصل في سنجار وتلعفر ومناطق اخرى دخلها التنظيم تحت جنح الظلام مستفيداً من أدواته ووسائله الارهابية البشعة التي روعت النساء والشيوخ والاطفال ذبحاً وتشريداً وانتهاكاً للأعراض على مرأى ومسمع القوى السلطوية في العالم لا سيما الغربية التي لا زال الكثير منها يتفرج على هذه المأساة رغم ادعائه الدفاع عن حقوق الانسان وحقه في الحياة الحرة الكريمة .