الوقت- حاصرت الشرطة الأسترالية يوم الاثنين 15 كانون الأول مقهى بوسط مدينة سيدني حيث يحتجز مسلحون مجموعة من الرهائن وتضاربت الآنباء حول عددهم حيث ذكرت بعض المصادر عن وجود 20 شخصا على الأقل، فيما ذكرت مصادر أخرى أن عددهم يتجاوز الـ 30 ، وذكر شهود عيان أنه شوهد على النافذة علم شبيه براية تنظيم "داعش ". فيما اظهرت مشاهد بثتها قنوات تلفزيونية علما اسود يحمل كتابات بيضاء باللغة العربية غير واضحة مرفوعا على احدى نوافذ المقهى.
توقف الحياة العامة في محيط الحادث
وأعلنت السلطات الاسترالية حالة الانذار القصوى في البلاد. حيث اغلقت الساحة المركزية في حي الاعمال المركزي بالمدينة امام حركة السير وعمد عدد كبير من عناصر الشرطة الى تطويق المقهى وأخلت قوات الأمن المكان من المارة وأغلقت مبان حكومية رئيسية مجاورة بصورة مباشرة للمقهى وطلبت قوات الشرطة من الناس مغادرة المنطقة. وتعتبر ساحة مارتن، المكان الذي وقع فيه الحادث، الوسط المالي لسيدني وتضم العديد من المباني المهمة بينها مكتب حاكم ولاية نيو ساوث ويلز مايك بيرد والبنك الاحتياطي الفدرالي الاسترالي إضافة الى مصرف وستباك ومصرف الكومنولث. حيث قالت متحدثة باسم بنك الاحتياطي الأسترالي (البنك المركزي) إن المقر الواقع في "مارتن بليس" تم إغلاقه وأن جميع الموظفين آمنون في داخله. وأغلقت جميع البنوک الأسترالية فروعها بالمنطقة التجارية المركزية في سيدني، وقال بنك ويستباك على موقع تويتر "بسبب العملية الأمنية في مارتن بليس سيدني سنغلق 12 فرعا لويسباك في المنطقة التجارية بسيدني بقية اليوم"، كما نشر كومنولث بنك ومصرف إيه.إن.ئى رسائل مشابهة.
وكانت الحكومة الاسترالية اعربت في وقت سابق عن قلقها حيال إمكانية عودة مواطنين مسلحين قادرين على شن هجمات داخل الاراضي الاسترالية بعدما قاتلوا في صفوف تنظيمات ارهابية متطرفة في العراق وسوريا.
اجتماع امني رفيع المستوى لبحث الأزمة
من جانبه رئيس الوزراء الاسترالي ( توني ابوت) دعا في وقت سابق إلى اجتماع أمني رفيع للتعامل مع هذه الحوادث، وقال "من الواضح أنه حادث يثير قلقا بالغا، ولكن على جميع الاستراليين أن يطمئنوا إلى أن أجهزتنا الأمنية مدربة ومجهزة في شكل جيد وهي تتعامل مع التطورات في شكل محترف.
و اشارمكتب رئيس الوزراء أن توني ابوت اجتمع بلجنة الأمن القومي .وقال في بيان اصدره الاثنين : "بالطبع هذا حادث مقلق للغاية لكن ينبغي على كل الاستراليين الاطمئنان بأن وكالاتنا لانفاذ القانون وحفظ الأمن مدربة ومجهزة جيدا وتتصرف بطريقة شاملة وحرفية."
أمريکا تغلق قنصليتها في سدني
الى ذلك قالت مصادر دبلوماسية، إن أمريکا أخلت قنصليتها في سيدني، التي تقع قرب المقهى المحتجز فيه الرهائن. وأصدرت القنصلية، أيضًا تحذيرًا طارئًا للرعايا الأمريكيين في سيدني وحثتهم على "البقاء في حالة يقظة قصوى واتخاذ الخطوات الملائمة لتعزيز أمنهم الشخصي." وقالت متحدثة باسم القنصلية، إن اثنين من الموظفين الأساسيين ظلوا بالقنصلية، لكن الآخرين أعيدوا إلى منازلهم.
حوادث مترافقة في استراليا
ويأتى حادث احتجاز الرهائن، عقب صدور تقارير إخبارية يوم الاثنين أشارت إلى اعتقال الشرطة لمتطرف مشتبه به في غرب سيدني بأستراليا بتهمة الإرهاب في إطار تحقيقات مستمرة عن خطط لشن هجوم داخل الأراضي الأسترالية. وقالت الشرطة إن شابا في الخامسة والعشرين من عمره اعتقل في إطار التحقيقات المستمرة حول التخطيط لهجوم إرهابي على الأراضي الأسترالية وتسهيل سفر مواطنين أستراليين الى سوريا للانخراط في القتال المسلح، فيما لم يتضح بعد ما اذا كانت كل هذه التطورات مترابطة ام لا.
وتزامنا مع ذلك أعلنت الشرطة الاسترالية أنها تنفذ عملية إثر "حادث" وقع في أوبرا سيدني من دون أن توضح ما إذا كانت على صلة بحادث احتجاز الرهائن، وقال متحدث باسم شرطة ولاية نيو ساوث ويلز التي تعد سيدني عاصمتها أن "الشرطة تتدخل في الأوبرا"، وأفادت وسائل إعلام محلية أنه تم إخلاء مبنى الأوبرا.
يشار الى انه الحادث الاول الذي يقع في استراليا منذ مشاركتها بشکل علني في التحالف الذي تقوده امريكا "لمحاربة" الارهاب في الشرق الاوسط. وكانت عدة عواصم اروبية قد عبرت مرارا في وقت سابق عن تخوفها من خطورة المسلحين العائدين من القتال في سوريا والعراق على دولهم حيث يشكل هؤلاء أكثر من نصف مقاتلي تنظيم "داعش " الارهابي .وتشير تقديرات الخبراء إلى أن عدد الأوروبيين الذين ذهبوا للقتال في سوريا والعراق يزيد على عشرة الاف شخص، فقد أشارت سابقا وزارة الخارجية الفرنسية إلى أن عدد الفرنسيين الذي توجه للقتال في سوريا يزيد عن الفي شخص.
يشار الى أن تدفق المسلحين الارهابيين العائدين الى اوروبا يثير المخاوف لدى الساسة وأجهزة الاستخبارات الأوروبية . خشية أن يفلت هؤلاء من رادارات المراقبة لدى عودتهم كما حصل مع مهدي نموش الذي قتل أربعة أشخاص في بروكسل وشارك في خطف فرنسيين في سوريا قبل أن تعتقله فرنسا و تسلمه للسلطات البلجيكية. الى ذلك أعلنت في وقت سابق عدة أجهزة شرطة من الدول الاوروبية أنها تمكنت من تفكيك شبكات لتهريب الارهابيين الى سوريا کان اخرها يوم الاثنين في منطقة تولوز جنوب غرب فرنسا. كل هذا وذاك يحصل وفق تأكيد مراقبين أن هذه الدول هي بذاتها قد دفعت بارهابييها للتوجه الى العراق وسورية في بداية الأحداث وعملت على تقوية شوكتهم هناك والى حد ما قد تغاظت عن سفرهم ، فهل يصدق المثل الذي يقول أن طباخ السم آكله؟