الوقت- عادة الحرب التي لم تنطفئ نارها بين الحكومة التركية والمقاتلين الاكراد الى الاشتعال من جديد، فقد اعلنت الحکومة التركية بالامس أن الجيش شنّ عدداً من الغارات ضد 28 هدفاً لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق ليل أمس، فيما أكدت هيئة الأركان العامة للجيش التركي في بيان أن «هجوماً جوياً نفذ ليل الخميس ضد 28 هدفاً لحزب العمال الكردستاني بشمال العراق». وأشار البيان إن الجيش الترکي قصف بالمدفعية 96 هدفاً آخر في جبال قنديل، ومناطق زاب، وأفاشين باشيان، لافتاً إلى أن العمليات ستشن في داخل تركيا وخارجها بعزم وتصميم حتى القضاء على المنظمة "الانفصالية". الى ذلك اعلنت قوات الأمن التركية اعتقال 16 عنصراً من حزب العمال الكردستاني في حملة مداهمات شنت بعدة مناطق في البلاد كما أعلنت في وقت سابق أنها قتلت 4 مسلحين من حزب العمال الكردستاني في تونجلي وسيرت بشرق البلاد. وأشارت صحيفة "حرييت" الترکية عبر موقعها الإلكتروني، الى أن جنديين قتلا بهجوم شنه في وقت متأخر من ليل أمس متمردون من حزب العمال الكردستاني على حاجز في سيرت بواسطة قاذفات صواريخ وبنادق. ووقعت اشتباكات بين قوات الأمن والمتمردين حين تعرض مقر الشرطة لهجوم، ما أدى إلى إصابة 4 مدنيين بجروح. من جانبها آشارت صحيفة زمان التركية أن فرق مكافحة الإرهاب داهمت 24 موقعاً بمنطقة يوكسيكوفا في مقاطعة حكاري جنوب شرق البلاد واعتقلت 12 شخصاً، كما اعتقلت 4 عناصر من التنظيم الكردستاني في اسطنبول.
يشار الى أن الغارت التركية على مواقع حزب العمال الكردستاني والذي تصنفه انقرة "ارهابيا " قد ازدادت بشكل ملحوظ منذ 12 أكتوبر/تشرين الأول بعد توقف دام قرابة السنتين لاتاحة مجال لمباحثات السلام بين الطرفين والتي لم تفلح في الحصول على اي تقدم ملموس على الارض اوحصول المعارضين الاكراد الذين يشكلون حوالي 20 % من مجموع السكان في تركيا على بعض المكاسب ..
ويرى مراقبون للشأن التركي أن سياسة حزب العدالة والتنمية بزعامة رئيسه رجب طيب اوردغان اتجاه حزب العمال الديمقراطي الكردستاني قد باءت بالفشل ومحاولة الحكومة التركية اقناع المعارضين الاکراد باللجوء إلى المفاوضات السلمية والدبلوماسية قد اصيبت بنكسة كبيرة بسب التهور التركي في سورية وعلاقته المشبوهة مع تنظيم "داعش " التي سعى اوردغان عن طريقها لضرب الاكراد في کل من سورية والعراق وقيام السلطات التركية باستبعاد سياسيين أكراد من الساحة السياسية وحظر حزب المجتمع الديمقراطي، وقيام قوات الامن الترکية باعتقال مئات السياسيين الأكراد، بل حتى أطفال الكرد، كل هذا وذاك كانت أسباب قوية وراء كسر حزب العمال الكردستاني قرار وقف إطلاق النار الذي كان أساساً من طرف واحد.
وما زاد الطين بله سياسة أنقرة حيال الوضع في سورية وخصوصا موقفها اتجاه مدينة عين العرب التي يشكل فيها الاكراد أكثر من ثلثي السكان مما ادى الى مؤشرات عكسية لسلسلة التفاوض، وذلك في ظل الحصار المفروض على منطقة "عين العرب" من قِبل تنظيم "داعش"، وتعرض أكراد سوريا لمذابح يومية في ظل تجاهل متعمد من "أنقرة".وما رافقه من احتجاجات عمت المناطق في جنوب شرق تركيا و خصوصا مدينة ديار بكرذات الغالبية الكردية وعدة مناطق في اسطنبول وانقرة راح ضحيتها العشرات من المواطنين الاكراد.
الصراع التركي-الكردي الذي يمتد من عام 1925 وحتى عام و2014الذي يعد الأطول عبر تاريخ الشرق الأوسط ، قد بدأ بمرحلة جديدة من الصراع بدأت ملامحها، بمسألة "عين العرب"، ومعاناة الأكراد لمذبحة جديدة خارج الحدود التركية، وهو ما بدأ يظهر، في ظل تصدي الحكومة التركية لمحاولات تسلل أكراد تركيا إلى الحدود السورية لدعم أكراد "عين العرب "، ومنع دعمهم لوجستيا، ورفض إمداد الغرب لهم بالسلاح اللازم لمواجهة عناصر "داعش والاكتفاء بتعزيز التواجد العسكري على الحدود التركية مع سوريا في ظل وجود تقارير تتحدث عن الدعم العسكري واللوجستي التركي لتنظيم "داعش "، وما ابدته السلطة الحاكمة في تركيامن تعنت واستفزاز محولة الصيد في المياه العكرة السورية، ما اطاحت معها بالمفاوضات السليمة الهشة أصلا فكانت شعرة عين العرب التي قصمت ظهر الحلول الدبلوماسية بين حزب العدالة والتنمية وحزب العمال الكردستاني .