الوقت- بات اسم اللواء "قاسم سليماني" في الوقت الحاضر مدار حدیث العدید من التحليلات والأنباء على المستويين الإقليمي والدولي، وفي هذه الأثناء یقدم أصدقاء سليماني في إطار الثناء عليه والإشادة به، وأعداؤه في إطار الاعتراف بعظمته وعظمة ما یقوم به، صورة غامضة وخطیرة وغير مقبولة منه. ولكن "سليماني" یختلف إلی حد كبير عن الصورة التي تقدم منه، سواءً تلک التي یقدمها الأصدقاء حباً فیه، أو التي یقدمها الأعداء کرهاً فیه.
الأصدقاء والمشیدون والمعجبون یقولون إنه حالة استثنائیة و«ظاهرة»، ویجب أن لا ینسوا بأنه «رجل مناضل» تربی في أحضان الثورة الإسلامیة، وفي هذه الحلبة إن اللواء سلیماني هو واحد من المتربین والمتعلمین والسائرین علی طریق وسیرة الإمام الخمیني (ره) والإمام القائد الخامنئي حفظه الله تعالی. وطبعاً اکتسب هذا الرجل العظیم «مظهراً خاصاً» نتیجة جهوده المتواصلة المخلصة وفي ظل العنایات الإلهیة.
ویعتقد أعداء هذا الرجل وهم کثر، أن سلیماني هو الرمز الرئیس والوحید لساحات الخوف والخطر، والذي یقدم للجمهوریة الإسلامیة في إیران الدرر الثمینة من بحر هذه المنطقة المتلاطم، ویزعمون أنه إذا تمت تصفیة هذا الرجل جسدیاً أو وجهت إلیه تهم فقضت علی شخصیته، فإن الجمهوریة الإسلامیة وقیادتها سیخسران في المیادین الحساسة وستترجح کفة المیزان لصالح أمیرکا وأتباعها الإقلیمیین.
ولهذا فإن الغرب في مواجهة شخصية سليماني وأداءه المتمیز، یقوم بأمرین؛ فمن ناحية يحاول أن یقدم سلیماني علی أنه الرصاصة الوحیدة التي تمتلکها الجمهورية الإسلامية وجبهة المقاومة في الساحة الإقليمية المحفوفة بالأحداث والوقائع، وبهذا یتضح أن ثمة هدفاً شیطانياً في اعتراف العدو بعظمة سليماني.
ومن ناحیة أخری إن الغرب ومن خلال ربط إخفاقات دول مثل تركيا و السعودية والکیان الصهيوني الموشك علی الزوال والانهیار، والمجموعات والعصابات المحبطة والفاشلة التي تحاول الهيمنة على المنطقة، بأداء "اللواء سليماني" وأعماله، یسعی إلی خلق حالة غضب عارمة ضده في أوساط ملوك السعودیة وحزب العدالة والتنمية في تركيا وداعش والقاعدة وغيرها من المسؤولين والجماعات العربية وغير العربية الفاشلة والمحبطة، ویجعل هذا اللواء العظیم في مرکز انتقامهم.
وفي الحقیقة إن هذا النوع من التوصیف له هدف سلبي یتمثل في حرف الرأي العام عن أسّ البلاء في العالم الإسلامي أي الکیان الصهیوني، وسوق النضال والقتال نحو الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، وهذا یعني إراحة إسرائیل من قبضة الأمة الإسلامیة.
وهل هناك من یتردد في أن مشکة أمیرکا الأکبر هي أن الشعوب وحتی دول المنطقة تنظر إلیها بأنها عاجزة وفاقدة لإرادة مؤثرة؟! ولذلك تحاول أمیرکا من خلال تضخیم خطر اللواء سلیماني وهیبته تکوین إرادة إقلیمیة موحدة حولها لتقول إن العلاج الوحید یتمثل في إیقاف سلیماني وتجمیع الإدارات والتخلي عن الانتقادات.
اللواء سلیماني قیادة فیلق القدس، قدم کل ما لدیه من تجارب وخبرات وبذل کل الجهود والمحاولات لاعتلاء العالم الإسلامي، وواجه في هذا الطریق کل أنواع الخوف والخطر بصدر مکشوف دون وجل أو خوف، وشارك إلی جانب بقیة المسلمین المجاهدین والمقاومین الذین امتلأت صدورهم حقداً علی تدخلات الغرب، وحضر في ساحات الاشتباك المسلح وکان إلی جانبهم وفي صفوفهم في أصعب الظروف.
ومن هنا ینزل اسم اللواء سلیماني برداً وسلاماً علی قلوب الشعوب التي شهدت لسنوات طوال هیمنة أمیرکا وبریطانیا علی بلدانها وعاشت الاحتلال وذاقت مرارة الحقد الغربي بلحمها وعظمها، فیکون لها هذا الاسم مبشراً وأملاً واطمئناناً وسکینة. ولا فرق بین أن تکون هذه الشعوب سنیة أو شیعیة، حیث کان سلیماني أکثر حزناً ومساعدة لأهل السنة في البوسنة والهرسك وفلسطین وسوریا و ... منهم علی الشیعة.
والیوم الفلسطینیون أنفسهم ولتحریر بلادهم من براثن الاحتلال الصهیوني، بدل أن یعقدوا الآمال علی رؤساء وملوك العرب أو یتأملوا خیراً في المجموعات التي تزعم الدفاع عن أهل السنة مثل داعش، ینظرون إلی سلیماني وإیران نظرة الأمل کي یغیر الموازین لصالح الفلسطینیین وقضیتهم العادلة.