الوقت – تعتبر الحرب مصيبة مؤلمة ابتليت بها شعوب سوريا والعراق واليمن في المنطقة ويعتقد البعض ان مأساة اللاجئين والمشردين السوريين هي اكبر من مأساة لاجئي الدول الأخرى فالشعب السوري كان يظن في بداية الاحداث التي اندلعت في عام 2011 انه يشهد ثورة، لكن بعد مرور عام من الاحداث ادرك السوريون انهم يشهدون مؤامرة أجنبية و هجوما شاملا من الجماعات الارهابية المسلحة على بلادهم.
ومنذ البداية تكفل السعوديون والقطريون بتوفير الدعم المالي للارهابيين باوامر امريكية كما باع الكيان الاسرائيلي اسلحة لتركيا لايصالها الى الجماعات المسلحة الارهابية وقد تحمل الشعب السوري الضرر الاكبر بين شعوب المنطقة جراء هذه السياسات كما تحملت الشعوب الاخرى في المنطقة ايضا صعوبات كبيرة.
ورغم النجاحات الاخيرة لمحور المقاومة في سوريا لكن اوضاع الشعب السوري يزداد سوءا خاصة مع حلول فصل الشتاء وقلة المواد الغذائية وانعدام الامن وعدم توفير وقود للتدفئة وقحط الدواء ومستلزمات الحياة الاخرى.
وتشير الاقام ان اكثر من 300 الف سوري قد قتلوا حتى الان في الحرب فيما تشير الاحصائيات غير الرسمية ان العدد يتخطى الـ 400 ألف، أما عدد المشردين فهو قرابة 12 مليون شخص بينهم 4 ملايين ومئتي الف شخص لجأوا الى خارج سوريا معظمهم في تركيا ولبنان والاردن بالاضافة الى الدول الاوروبية التي منحت الآلاف من اللاجئين اللجوء لكن الغريب ان الدول العربية في الخليج الفارسي والتي تصب الزيت على النار في سوريا لاتستضيف اللاجئين والمشردين السوريين.
مأساة اللاجئات السوريات
تؤوي تركيا اكبر عدد من اللاجئين السوريين في الخارج وهو اكثر من مليوني شخص يعتبرون تركيا منزلا مؤقتا لهم للعبور نحو اوروبا او العودة الى الوطن، لكن العديد من اللاجئين السوريين الذين يريدون اجتياز البحر للذهاب من تركيا نحو الشواطئ الاوروبية يغرقون في البحر ولم تعلن الدول الاوروبية عدد هؤلاء الغرقى خشية تداعياته السلبية، لكن النساء السوريات فمأساتهن أكبر من غيرهن فبعض منهن يرضين بالزواج الاجباري بسبب الفقر والجوع.
وقد كتبت صحيفة مليت التركية ان الرجال الاتراك كانوا يرغبون في الزواج من السوريات قبل اندلاع الازمة وكانت العروسة السورية الخيار الافضل للاتراك لكن مع بروز ظواهر مثل فتاوى جهاد النكاح وتشريد النساء السوريات فإن مكانتهن القديمة قد تضررت حيث يسعى بعض الرجال الاتراك الى الزواج منهن كزوجة ثانية او ثالثة.
وقد تراجع سن الزواج بين السوريات الى 14 أو 15 سنة كما يستغل بعض مؤجري البيوت الاتراك للاجئين السوريين غلاء اسعار تأجير البيوت التي تبلغ 400 دولار للبيت ليعرضوا على المستأجرين السوريين الزواج من بناتهم بدلا عن الايجار.
يعيش معظم اللاجئين السوريين في تركيا خارج المخيمات الرسمية دون اوراق ثبوتية ويباتون في ابنية غير مكتملة او في المعامل وتقول صحيفة مليت ان الزواج مع النساء السوريات تحول الى تجارة بالنسبة للاتراك حيث نجد في الغالب ان احدى زوجات الرجال المتعددي الزوجات هي من الجنسية السورية.
وتقول صحيفة مليت ان 90 بالمئة من الرجال الاتراك يكذبون على النساء السوريات ويقولون لهن انهم يريدون الزواج منهن لكنهم لايريدون سوى تمضية الوقت، ويضيف تقرير الصحيفة ان الكثير من النساء السوريات في المخيمات وخارجها تعرضن للتحرش والعنف الجنسي.
أين دول مجلس التعاون من معاناة الشعب السوري؟
ان الدول العربية في الخليج الفارسي التي تدعم الارهابيين في سوريا وخاصة قطر والسعودية لايساعدون اللاجئين السوريين ابدا ولا يستضيفون أي لاجئ سوري رغم ان هذه الدول صرفت عشرات المليارات من الدولارات من اجل دمار سوريا وتمويل الحرب فيها.
ويقول محلل سياسي كويتي في تصريحات غير منطقية ان أهم سبب لعدم استضافة دول مجلس التعاون للاجئين السوريين هو وجود مشاكل نفسية وعصبية لدى هؤلاء اللاجئين، ويضيف هذا المحلل السياسي الكويتي ان اللاجئين السوريين ينتمون الى بيئة اخرى اضافة الى موضوع آخر وهو غلاء المعيشة في الدول العربية ما يجعلها غير مناسبة لايواء اللاجئين.
وتعتبر تصريحات هذا المحلل الكويتي عذرا أقبح من الذنب لأن الجميع يعلمون بأن كلفة المعيشة في الدول العربية هي أقل من الدول الغربية كما ان اللاجئين السوريين في الدول الاوروبية سيعانون من الغربة.