الوقت - منذ مدة طويلة كان مستخدمو الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) يعتقدون أن نظام ماكنتوش أو المعروف اختصاراً بـ (Mac) الذي تعتمده شركة أبل (Apple Inc.) الأمريكية لتشغيل برامجها يتمتع بقدرة أكبر على حماية المعلومات أمام أي محاولة لسرقتها أو العبث بمحتوياتها قياساً الى نظام ويندوز (Windows) الذي تعتمده شركة مایکروسوفت.
كما ساد الإعتقاد بين المستخدمين بأن نظام (Mac) لايمكن إختراقه من قبل أيّ نظام تشغيل آخر، وهو محصّن تماماً أمام جميع الفايروسات والبرامج الضارّة التي ينتجها قراصنة الحواسيب الالكترونية المعروفين إصطلاحاً باسم "الهاكر".
وتاريخياً، بقيت منصّة نظام تشغيل (Mac) بعيدة نسبياً عن منال المخربين، ولكن تحذر شركة مكافي (McAfee) الروسية والمتخصصة بأمن المعلومات من أن البرمجيات الضارة التي تستهدف (Mac) ستستمر في التزايد من ناحية تعقيدها في الأعوام القادمة.
ومع إنتشار أجهزة (آي باد) و (آي فون) في بيئة العمل إلى جانب نقص تفهم المستخدمين لمتطلبات الحماية اللازمة لهذه الأجهزة، سيؤدي ذلك إلى زيادة المخاطر المتعلقة بتسرب المعلومات وبيانات الهوية، وسيجعل من إنتاج البرمجيات الخبيثة مثل (البوتنيت) و (أحصنة طروادة) التي تستهدف أجهزة أبل أمراً متوقعاً باستمرار.
وكانت أبل تفتخر باستمرار بحصانة نظام التشغيل الذي تعتمده، وتعتبره في الوقت نفسه وسيلة دعائية ممتازة لتسويق منتجاتها، لكن الحقائق التي تمّ الكشف عنها مؤخراً من قبل متخصصين أظهرت أن هذا الأمر مُبالغ فيه، وغير مطابق للواقع، مشيرة كذلك الى أن بعض قراصنة الشبكة العنكبوتية تمكنوا من إختراق نظام (Mac) مرّات عديدة بعد أن تمكنوا من إكتشاف ثغراته الأمنية خلال السنوات الأربع أو الخمس الماضية.
ورغم الجهود التي بذلتها (أبل) للحيلولة دون إختراق نظامها، تمكن عدد من المتخصصين من تهيئة برامج قادرة على إحداث ثغرات في هذا النظام. وتحدى باتریك واردل (Patrick Wardle) المتخصص في هذا المجال شركة أبل بقدرته على إختراق نظامها في مدة لاتزيد عن 5 دقائق رغم التحصينات الجديدة التي جُهّز بها هذا النظام في الآونة الأخيرة ومنها البرنامج المعروف (Gatekeeper).
وأكد واردل إن أبل غير قادرة على حماية نظامها من الخروقات الأمنية، لأنها تعالج المشاكل التي واجهتها في السابق أو تواجهها الآن في هذا المجال فقط، ولاتتمكن من التنبؤ بالخروقات التي قد يتعرض لها هذا النظام في المستقبل، وهنا تكمن نقطة الضعف الأساسية لهذا النظام، حسب إعتقاد واردل.
ومنذ مدّة تسعى (أبل) للاستعانة بخبرات متخصصين بينهم واردل لحل هذه المشكلة رغم أنها لا تعترف بضعف برنامج (Gatekeeper) حتى الآن، وتزعم أنها تعتزم تطويره من خلال تحسين أدائه فقط.
وتجدر الإشارة الى أن أبل هي شركة أمريكية متعددة الجنسيات تعمل على تصميم وتصنيع الإلكترونيات الاستهلاكية ومنتجات برامج الكمبيوتر، وهي من أكبر وأقوى شركات التقنية الحديثة حول العالم، ويعتقد البعض أنها تتربع على قائمة الشركات في نفس مجال عملها. ويقدر الاحتياط المالي لهذه الشركة بأكثر من 180 مليار دولار، وقد حققت أعلى نسبة مبيعات مُقارنة ببقية الشركات التقنية خلال كانون الأول / ديسمبر من العام الماضي.
كما ينبغي الإشارة الى أن معظم شركات الاتصالات في داخل أمريكا تستخدم أجهزة شركة (أبل) لتسويق منتجاتها وخدماتها كشريحة الاتصال، وهذا يعني أن أي خرق لنظام (ماك) الذي تعتمده أجهزة (أبل) من قبل أنظمة تشغيل أخرى أو قراصنة الإنترنت (الهاكر) سيؤدي الى سرقة معلومات المستخدمين، وقد تنتقل التأثيرات السلبية لذلك الى قطاعات أخرى إقتصادية أو خدمية أو علمية أو غيرها من المجالات.