الوقت- 19 ايلول 2014 تاريخ طبع في اذهان العديد من الدول ، هذا هو اليوم الذي بدا فيه " التحالف الدولي" حربه ضد ما عرف بتنظيم داعش ، وبعد شهرين من التحالف قال وزير الدفاع الاميريکي " تشاک هيغل" : داعش يشكل تهديدا حقيقيا على الأمن القومي الأميركي وأوروبا والشرق الأوسط و لن نخدعكم حيال هذا الأمر" ، و اضاف :" الکل ضد داعش ، و انا اعتقد ان کل دول الشرق الاوسط تريد التخلص من هذا التنظيم الارهابي" و "ستعمل الولايات المتحدة بکل امکاناتها لمحاربة هذا التنظيم الارهابي". کلام معقول فکل الشرق الاوسط يريد التخلص من داعش و لکن اين هي "کل امکانات" الولايات المتحدة للقضاء علی "داعش"؟ وهل فعلا يجهد الاميريکيون اليوم للتخلص من "التنظيم الارهابي" ؟
لم يکن خطر هذه التنظيمات وأهدافها قد تعدی، قبل عدة سنوات، الحدود الجغرافية لسوريا والعراق وبالتالي لم يكن على طاولة الاهتمام الاميريکية، فعاث تنظيم "داعش" قتلا وتدميرا في الوطنين العراقي والسوري بفضل ما وفرته له الحدود والخزائن الاميريکة المفتوحة من إمكانيات لوجستية لإعداد وتجهيز الغزاة و الاف المقاتلين من مختلف بقاع الأرض وأهمهم القادمون من البقاع الأوروبية و الأمريكية و الذين أظهروا من وحشية في التعامل مع من يقع بين أيدهم أو تحت رحمة حرابهم ما لم يظهره غيرهم.
و لکن بعد إقدام داعش على تهديد المصالح الأمريكية في العراق وذبح المواطنين الأمريكيين ذهبت الولايات المتحدة الأمريكية إلى مجلس الأمن الدولي ونجحت في استصدار قرار من المجلس يلزم الدول بمنع دخول المقاتلين الأجانب إلى الأراضي السورية والعراقية، هذا القرار الملزم، و إن لم يسم دولا بأسمائها، فأن مهندسيه يعرفون الدول التي تسهل دخول المقاتلين إلى العراق وسوريا، و يعرفون ايضا المنابع المالية التي يتغذى منها هذا التنظيم وغيره، بل إن واشنطن وحلفائها الأوربيين والإقليميين كانوا يشجعون علنا تدفق المقاتلين ويتغاضون عن الينابيع المالية التي تنهل منها هذه التنظيمات.
و اليوم نشهد اضخم ماكنة اعلامية عالمية تحاول إقناعنا بأن العالم "المتحضر" سينقذنا من الارهاب، وأن علينا السجود له شاكرين. و لكن ما لا يقوله لنا هذا العالم " المتحضر" ، وما لم يرد في كل المؤتمرات التي عقدت، ولا في الحملات الاعلامية، ان اهداف الحملة الدولية لا تقتصر على محاصرة التنظيم الارهابي وضربه فحسب، بل سيكون هناك مزيد من الدماء البريئة. و يسود محاولة فهم الأولويات الأمريكية ضباب غامض، فبينما يزعم محللون أن أهمها هو صد أو احتواء الخطر النووي الإيراني، يرى الآخرون أنه معالجة للمشكلة الجهادية بشكل رئيسي، و تتصاعد أصوات اخری تتحدث عن إعادة التقييم الحالية لموقع المنطقة في السياسة الأمريكية. و في حين يبدا الحديث في الحرب علی الارهاب يؤکد المسؤولون الاميريکيون ان الهدف الأساس لأميركا هو حماية مصالحها الاستراتيجية.
يمکن القول ان الحرب على "داعش" من قبل التحالف الدولي، ليست حرباً بالفعل على هذا التنظيم و إنما هو تعديل في المخطط الأمريكي الرامي إلى القضاء على الحركة الجهادية الاسلامية الاصيلة التي ظهرت في الثورة الاسلامية الايرانية فالذي يحدث لا تقبله العقول ولا يقبله المنطق، ف "داعش" تتقدم على الأرض والتحالف الدولي المزعوم لم يحقق أي انتصار يذکر حتى الآن، و لم نسمع على سبيل المثال وقوع خسائر تذکر بالتنظيم الإرهابي. فهل هناك ما يفسر سقوط أسلحة متطورة في يد «داعش» مؤخراً. و هل هناك ما يفسر قول أمريكا إن الأسلحة الأمريكية وصلت الى التنظيم الإرهابي بالخطأ.
فالمخطط اذا هو القضاء على النهضة الاسلامية الاصيلة اضافة الى تقسيم و تفتيت الدول العربية. و الدليل علی ذلک ما يحدث في العراق و سوريا و ليبيا و اليمن و التي باتت على وشك التقسيم إن لم يكن بالفعل قد تحقق ذلک فيها، بعد القتال العنيف بين الفصائل و المذاهب العرقية فيها، و بعدما اشتعلت فيها حرب النعرات الطائفية التي تحتاج الى زمن طويل لإخمادها.
و يری محللون سياسيون ان اميركا تسعى من خلال إعلان التحالف الدولي ضدّ "داعش" إلى رسم علاقات دولية جديدة في المنطقة و ان واشنطن تتحجّج بمبرّر ضرب "داعش" لتكرار ما حصل عام 2001 عندما قرّرت استهداف الحركات المتشدّدة في أفغانستان و شنّت حرباً بقيادة الحلف الاطلسي. فالولايات المتحدة الاميريکية تريد إرضاء الرأي العام العربي والغربي تحت شعار ضرب "داعش" إلا أنها في الوقت نفسه تريد قصف سوريا وصولاً إلى ضرب التحالف المضادّ للقوى الكبرى التي تتزّعمه روسيا وسوريا و إيران إضافة إلى باكستان والهند.
و يظهر من خلال القرار 2071 ،الذي ينصّ على ضرب "داعش"، ان الهدف الاساسي هو إعادة برمجة الخطة الأميركية في المنطقة وسيطرة واشنطن على ثرواتها وإعادة تركيب الشرق الأوسط في نظام إقليمي جديد.
و لا شک ان الخطيئة الأميركية المستمرة في المنطقة، مشروع فتنة وامتداد للحرب ، لأن من درّب جماعات "النصرة" و"داعش" يجلس اليوم مجدّداً لقيادة المنطقة إلى الدمار. فالقرار بحسب محللين سياسيين محاولة لضبط المجموعات المسلحة في سوريا بعدما انحرفت عن مسارها بما لا يصبّ في مصالح اميركا وحلفائها الخليجيين في المنطقة ورغم أن "داعش" مصدر تهديد للعالم بأسره، إلّا أن التحرك الأميركي الأخير لا يخدم مصلحة كلّ دول المنطقة لأنه منحاز فقط بشكل فاضح ضدّ محور المقاومة. فالتحالف مزيّف، وفق ما يؤكده الباحثون في الشأن الأميركي، لأن المطلوب هو محاربة الفكر "الداعشي" المتغلغل في المنطقة وهو ما لم يتمّ حتى الآن، ولا يكفي ضرب أهداف في سوريا أو العراق لهذه المجموعات الإرهابية حتى يتم القضاء عليها.
هذا هو الواقع الحالي، وهذا هو الفيلم الأمريكي الغربي، لتدمير الأمة الاسلامية ، وهذا هو السبيل لضمان حياة أفضل للکيان والصهيونية العالمية، فيلم انتجته الادارة الاميريکية باخراج الکونغرس والعرض خاص في الدول العربية...
لم يکن خطر هذه التنظيمات وأهدافها قد تعدی، قبل عدة سنوات، الحدود الجغرافية لسوريا والعراق وبالتالي لم يكن على طاولة الاهتمام الاميريکية، فعاث تنظيم "داعش" قتلا وتدميرا في الوطنين العراقي والسوري بفضل ما وفرته له الحدود والخزائن الاميريکة المفتوحة من إمكانيات لوجستية لإعداد وتجهيز الغزاة و الاف المقاتلين من مختلف بقاع الأرض وأهمهم القادمون من البقاع الأوروبية و الأمريكية و الذين أظهروا من وحشية في التعامل مع من يقع بين أيدهم أو تحت رحمة حرابهم ما لم يظهره غيرهم.
و لکن بعد إقدام داعش على تهديد المصالح الأمريكية في العراق وذبح المواطنين الأمريكيين ذهبت الولايات المتحدة الأمريكية إلى مجلس الأمن الدولي ونجحت في استصدار قرار من المجلس يلزم الدول بمنع دخول المقاتلين الأجانب إلى الأراضي السورية والعراقية، هذا القرار الملزم، و إن لم يسم دولا بأسمائها، فأن مهندسيه يعرفون الدول التي تسهل دخول المقاتلين إلى العراق وسوريا، و يعرفون ايضا المنابع المالية التي يتغذى منها هذا التنظيم وغيره، بل إن واشنطن وحلفائها الأوربيين والإقليميين كانوا يشجعون علنا تدفق المقاتلين ويتغاضون عن الينابيع المالية التي تنهل منها هذه التنظيمات.
و اليوم نشهد اضخم ماكنة اعلامية عالمية تحاول إقناعنا بأن العالم "المتحضر" سينقذنا من الارهاب، وأن علينا السجود له شاكرين. و لكن ما لا يقوله لنا هذا العالم " المتحضر" ، وما لم يرد في كل المؤتمرات التي عقدت، ولا في الحملات الاعلامية، ان اهداف الحملة الدولية لا تقتصر على محاصرة التنظيم الارهابي وضربه فحسب، بل سيكون هناك مزيد من الدماء البريئة. و يسود محاولة فهم الأولويات الأمريكية ضباب غامض، فبينما يزعم محللون أن أهمها هو صد أو احتواء الخطر النووي الإيراني، يرى الآخرون أنه معالجة للمشكلة الجهادية بشكل رئيسي، و تتصاعد أصوات اخری تتحدث عن إعادة التقييم الحالية لموقع المنطقة في السياسة الأمريكية. و في حين يبدا الحديث في الحرب علی الارهاب يؤکد المسؤولون الاميريکيون ان الهدف الأساس لأميركا هو حماية مصالحها الاستراتيجية.
يمکن القول ان الحرب على "داعش" من قبل التحالف الدولي، ليست حرباً بالفعل على هذا التنظيم و إنما هو تعديل في المخطط الأمريكي الرامي إلى القضاء على الحركة الجهادية الاسلامية الاصيلة التي ظهرت في الثورة الاسلامية الايرانية فالذي يحدث لا تقبله العقول ولا يقبله المنطق، ف "داعش" تتقدم على الأرض والتحالف الدولي المزعوم لم يحقق أي انتصار يذکر حتى الآن، و لم نسمع على سبيل المثال وقوع خسائر تذکر بالتنظيم الإرهابي. فهل هناك ما يفسر سقوط أسلحة متطورة في يد «داعش» مؤخراً. و هل هناك ما يفسر قول أمريكا إن الأسلحة الأمريكية وصلت الى التنظيم الإرهابي بالخطأ.
فالمخطط اذا هو القضاء على النهضة الاسلامية الاصيلة اضافة الى تقسيم و تفتيت الدول العربية. و الدليل علی ذلک ما يحدث في العراق و سوريا و ليبيا و اليمن و التي باتت على وشك التقسيم إن لم يكن بالفعل قد تحقق ذلک فيها، بعد القتال العنيف بين الفصائل و المذاهب العرقية فيها، و بعدما اشتعلت فيها حرب النعرات الطائفية التي تحتاج الى زمن طويل لإخمادها.
و يری محللون سياسيون ان اميركا تسعى من خلال إعلان التحالف الدولي ضدّ "داعش" إلى رسم علاقات دولية جديدة في المنطقة و ان واشنطن تتحجّج بمبرّر ضرب "داعش" لتكرار ما حصل عام 2001 عندما قرّرت استهداف الحركات المتشدّدة في أفغانستان و شنّت حرباً بقيادة الحلف الاطلسي. فالولايات المتحدة الاميريکية تريد إرضاء الرأي العام العربي والغربي تحت شعار ضرب "داعش" إلا أنها في الوقت نفسه تريد قصف سوريا وصولاً إلى ضرب التحالف المضادّ للقوى الكبرى التي تتزّعمه روسيا وسوريا و إيران إضافة إلى باكستان والهند.
و يظهر من خلال القرار 2071 ،الذي ينصّ على ضرب "داعش"، ان الهدف الاساسي هو إعادة برمجة الخطة الأميركية في المنطقة وسيطرة واشنطن على ثرواتها وإعادة تركيب الشرق الأوسط في نظام إقليمي جديد.
و لا شک ان الخطيئة الأميركية المستمرة في المنطقة، مشروع فتنة وامتداد للحرب ، لأن من درّب جماعات "النصرة" و"داعش" يجلس اليوم مجدّداً لقيادة المنطقة إلى الدمار. فالقرار بحسب محللين سياسيين محاولة لضبط المجموعات المسلحة في سوريا بعدما انحرفت عن مسارها بما لا يصبّ في مصالح اميركا وحلفائها الخليجيين في المنطقة ورغم أن "داعش" مصدر تهديد للعالم بأسره، إلّا أن التحرك الأميركي الأخير لا يخدم مصلحة كلّ دول المنطقة لأنه منحاز فقط بشكل فاضح ضدّ محور المقاومة. فالتحالف مزيّف، وفق ما يؤكده الباحثون في الشأن الأميركي، لأن المطلوب هو محاربة الفكر "الداعشي" المتغلغل في المنطقة وهو ما لم يتمّ حتى الآن، ولا يكفي ضرب أهداف في سوريا أو العراق لهذه المجموعات الإرهابية حتى يتم القضاء عليها.
هذا هو الواقع الحالي، وهذا هو الفيلم الأمريكي الغربي، لتدمير الأمة الاسلامية ، وهذا هو السبيل لضمان حياة أفضل للکيان والصهيونية العالمية، فيلم انتجته الادارة الاميريکية باخراج الکونغرس والعرض خاص في الدول العربية...