نبدأ التقرير بذکریة من الشهيد حسن طهراني مقدم ، الذي أوصی أن یکتب علی صخرة قبره : "هنا قبر من أراد تدمير إسرائيل".
هذه الذکریة یرویها أحد زملاء أب الصواريخ الايرانية المقربین کما یلي :
« في أیام الدفاع المقدس ، کان لدینا النظام الصاروخي إسکود B الذي کان مستورداً ، وأیضاً صاروخ النازعات الذي لم یصل بعد إلی مرحلة الاستخدام .
وفي هذه الظروف صمم القائد مقدم برنامجاً کان بالنسبة إلینا وإلی کثیر من الإخوة بمثابة حلم .
وبعد أن مضت أشهر ، قال الشهید مقدم إن أملي الذي سأجد الراحة عند تحقیقه ، هو أن نحصل علی نظام صاروخي یمکّننا من استهداف إسرائیل .
هذا في الوقت الذي کنا نمتلك صاروخ سکود 300 کم المستورد ، وحتی امتلاك صاروخ سکود C کان یمثل لنا هدفاً کبیراً بحیث کنا نعتبر الحصول علیه إنجازاً عظیماً .
وهنا یأمل القائد مقدم بامتلاك صاروخ یصل مداه إلی 1200-1300کم لیتمکن من الوقوف بوجه الکیان الصهیوني بشکل جاد .
وفي تلک الفترة ، وبمحاذاة صاروخ الزلزال الذي یعمل بالوقود الصلب ، حصلنا علی صواریخ شهاب1 وشهاب2 أیضاً .
وبعد تصمیم وإنتاج هذه الصواريخ، أصبحت تلك الصواریخ من الإنتاج المحلي بشکل کامل . ما یعني إن هذه الخطوات کانت تحقق النجاح واحدة تلو الأخری بفعل تلك المحاولات المتواصلة التي کانت تتم .
وفي أواخر السبعينات وبداية الثمانينات ، عندما انتهی مشروع شهاب 3 بنجاح علی ید الخبراء المحليين بشکل کامل ، تحققت إحدی أحلامه القدیمة .
أنا نفسي کنت أتصور بأنه بعد حصولنا علی صاروخ شهاب3 الذي یصل مداه إلی مسافة مناسبة ویستطیع تغطیة إسرائیل ، قد تحقق الهدف الکبیر وانتهی الأمر ، ولکن الأمر لم ینته بعد بالنسبة إلی الحاج حسن .
نتذکر جیداً کیف نزل نبأ حصول الجمهوریة الإسلامیة في إیران علی صاروخ شهاب3 ، صاعقة علی معسکر العدو .
وكلما كانت تكنولوجيا أنظمة الصواريخ تتطور ، كان الخوف في قلب العدو یزداد أکثر فأکثر » .
الصواريخ الإيرانية الأکثر شهرة من شهاب إلی قدر
یجب وصف فئة "شهاب" بالجيل الأکثر شهرة بین الصواريخ الإيرانية ، حیث تم إنتاجها في ثلاث مجموعات هي شهاب 1و2 و 3 .
وفي الواقع أنتجت جمهورية إيران الإسلامية في أولى خطواتها لإنتاج الصواريخ ، شهاب 1 بمدی 300 كم وذلك علی غرار صاروخ سكود B ، وبعد عامين تقريباً ، تم إنتاج صاروخ شهاب 2 الذي یصل مداه إلی 500 كم .
وبعد ذلك ، وعلى غرار صاروخ سكود C ، أنتج أول صاروخ لجمهورية إيران الإسلامية تحت عنوان "شهاب 3" بهدف ضرب الأراضي المحتلة . وكان مدی هذا الصاروخ یصل إلی حوالي 1150كم ، ولضرب الأراضي المحتلة کان يجب أن یطلق من الحدود الغربية للبلاد مثل جيلان غرب .
وبعد اختبار صاروخ شهاب 3 في عام 1377 للهجرة الشمسیة، والإعلان عن مواصفاته مثل المدی الذي یبلغه ، تغيرت نظرة الأعداء تجاه القدرات الصاروخية الإيرانية ، لأن عرض نماذج أبلغ مدی وأكثر دقة من صواريخ شهاب ، يدل على أن إيران قد وصلت إلی مستوى عال من تكنولوجيا الصواريخ ، الأمر الذي یبشّر بإنتاج صواریخ أکثر إرعاباً في المستقبل .
وقد تم إنتاج نماذج مختلفة من شهاب 3 ، ودخلت في خدمة القوات المسلحة الإیرانیة ، وکانت قد تطورت من حیث المدی والنظام ، ولكن كلها کانت من نوع الوقود السائل ذات المرحلة الواحدة ، وتتمتع بنظام التوجيه بالقصور الذاتي.
ویمکن الإشارة علی سبیل المثال إلى النموذج الأكثر تقدماً من شهاب 3 تحت عنوان "القدر" القادر على الاستفادة من مخاريط Multi War Head (الماطرة) حیث تم إنتاج هذا الصاروخ وتسليمه إلی الفئات التشغيلية ، ویتمتع هذا الصاروخ بالقدرة على إصابة الهدف حتی ألفین كم .
وقد تم إنتاج هذا الصاروخ في نوعین هما قدر F و قدر H ، والمدی الذي یبلغه النوع الثاني یصل إلی حوالي 1650 كم.
والصواريخ ذات الوقود السائل بالنظر إلى حاجتها لإعادة شحن الوقود في الخزانات قبل الإطلاق، تستغرق وقتاً کثیراً لتستعد للانطلاق. وفي هذه الحالة ، هنالك احتمال للكشف عن الصاروخ قبل إطلاقه . ولإزالة هذه المشكلة ، صنعت منذ سنوات صوامع تحت الأرض في جميع أنحاء البلاد لإطلاق الصواريخ الباليستية ، حیث یمکن أن نحتفظ فیها بالصواريخ المشحونة والجاهزة للإطلاق لبضعة أشهر.
جدول مقارنة مواصفات شهاب 3 و قدر F |
||||||||
الاسم |
المدی |
الطول |
وزن المسلح |
وزن الرأس الحربي |
نوع الوقود |
القطر |
الفصل |
المهام |
شهاب3 |
1150 کیلومتر |
15.54 متر |
15360 كيلوغرام |
670 كيلوغرام |
سائل |
125 سم |
مرحلة واحدة |
أرض أرض |
قدرF |
1950 کیلومتر |
15.86 متر |
17460 كيلوغرام |
650 كيلوغرام |
سائل |
125 سم |
مرحلة واحدة |
أرض أرض |
ومع حصول إيران على الصواريخ ذات الوقود السائل البالغة ألفین كيلو متر - التي حددها قادة القوات المسلحة باعتبارها السقف المحدد لصواريخ أرض-أرض الإيرانیة حتى الآن - تمت تلبية هذا النوع من الاحتياجات الصاروخية . ولكن بما أن تأثیر عاملي "الدقة" و"القدرة" في هذه الصناعة ، لا یقل عن تأثیر "المدی" ، فإن تكنولوجيا الصواريخ ومن خلال إجراءات الشهيد طهراني مقدم ، قد سلکت مجدداً طریق الماضي ولكن هذه المرة، بهدف توفير الدقة والتدمير الأکثر .
أحد الأهداف في أجيال ما بعد الشهاب والقدر ، کان استخدام "الوقود الصلب" في الصواریخ البعیدة المدى . وهذه الوقود قد استخدمت في صواريخ فاتح القصيرة المدى ذات 300 کیلومتر أیضاً ، ولكن یجب الآن أن تحقن هذه الوقود في الصواريخ التي تكون مهمتها الرئيسية تدمير العدو الأکبر للثورة الإسلامية في المنطقة.
وطبعاً ينبغي أيضاً الإشارة هنا إلى أن استخدام الوقود الصلب على الرغم من أنها ستزید القدرات في مختلف المجالات مثل القوة والسرعة ، لكنها تتسم بمخاطر عالیة ومستویات کبیرة من المجازفة أیضاً .
السجيل ، العملاق الإيراني ذو 23 طناً لتدمير إسرائيل
لقد تم عرض صاروخ "السجيل" مثل صاروخ القدر (النسخة المتطورة والمتقدمة لصاروخ شهاب 3 الذي يبلغ مداه حوالي ألفین كيلومتر) في النصف الثاني من العقد الشمسي الثامن ، والذي يعتبره البعض أفضل الصواريخ الباليستية الإيرانية .
هذا الصاروخ (منتج مشروع عاشوراء) هو أول صاروخ بالستي إیراني یعمل بالوقود الصلب ، وسیکون جاهزاً للإطلاق بسرعة وخلال بضع دقائق فحسب ، وبعد إطلاقه أیضاً ، يترك المطلق المكان بسرعة . وهذه الميزة تقلل من خطر تدمير الصاروخ قبل إطلاقه .
کذلك ، نظراً لتسارع سجيل العالي جداً ، فإن احتمال تتبعه في المراحل الأولى من الإطلاق ضعيف جداً ، الأمر الذي یجعل فرصة العدو لتدمير الصاروخ أثناء الرحلة ضئیلة جداً .
ذكر أن مدی سجیل یصل إلی 2000 کیلومتر ، وقد تم عرض نموذجین منه حتی الآن هما سجیل 1 و 2 .
هذا الصاروخ من نوع الصواریخ ذات المرحلتین ، وبعد انتهاء وقود المرحلة الأولى ، ینفصل هذا الجزء من الصاروخ وتبدأ المرحلة الثانية بالتشغیل . وبهذا ، جزء من حجم الهیکل الذي فرغ وأصبح حملاً إضافیاً ، ینفصل عن الصاروخ ويساعد على زيادة المدی .
صاروخ سجيل من خلال ترك الغلاف الجوي والسیر في مثل هذا الارتفاع ، یعود مرة أخرى إلی الجو ویسیر نحو الهدف بسرعة تصل إلی حوالي 13 ماخ (حوالي 4300 متراً في الثانية) ، الأمر الذي یجعل تدميره "مستحيلاً" لجميع أنظمة الدفاع الجوي الموجودة .
إن تكنولوجيا الوقود الصلب المرکبة التي استخدمت في هذا الصاروخ ، بالإضافة إلى خصائص القيادة المطلوبة ، تزید من فترة التخزين بشکل کبیر .
وقد وفرت أنظمة الاستهداف الملاحي والتوجيه ، دقة کبیرة جداً لصاروخ السجیل ، الأمر الذي أوجد قيمة تشغيلية كبيرة لهذا الصاروخ .
يستخدم صاروخ سجيل 2 الوقود الصلب أیضاً ، والذي یعتبر الجیل الأکثر حداثة من وقود الصواریخ . کما یتمتع هذا الصاروخ بمزيد من السرعة والدقة في ضرب الأهداف ولها أداء فرید من نوعه في نظام الملاحة الجوية بخلاف بقیة صواريخ أرض أرض الإيرانیة .
مواصفات صاروخ سجيل |
||||||||
الاسم |
المدی |
الطول |
وزن المسلح |
وزن الرأس الحربي |
نوع الوقود |
القطر |
الفصل |
المهام |
سجیل |
2000 کیلومتر |
17.9 متراً |
23540 كيلوغرام |
650 كيلوغرام |
الصلب |
125 سم |
ذو مرحلتین |
أرض أرض |
وبالتالي، وفقاً للأنباء والتقارير الرسمية للقوات المسلحة، یجب اعتبار ثلاثیة "شهاب"، "قدر" و "سجيل" المرشحين الرئيسيين حتی یومنا هذا لتدمير إسرائيل .