الوقت- تناولت الغارديان في تقريرها العواقب السلبية للعدوان الأخير الذي شنّه النظامان الصهيوني والأمريكي على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ويشير التقرير إلى أنه بعد 50 يومًا من الهجمات الجوية والصاروخية غير القانونية التي وصفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بفخر بأنها "أعمال تاريخية"، لم تُسفر عن أي نتائج إيجابية.
وأكدت الغارديان، في إشارة إلى هذه القضايا، أنه "على عكس ادعاءات ترامب، لم تُدمر المنشآت النووية الإيرانية، ولم تتخلّ طهران عن تخصيب اليورانيوم، وعلى عكس دعوة نتنياهو إلى انتفاضة شعبية، لم تنهر الحكومة، وإذا كان هناك أي تغيير، فهو جرأة وعناد قائد الجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي".
لقد فشل الهجوم على إيران، ووفقًا للصحيفة البريطانية، فإن العواقب السلبية للهجمات الأمريكية والإسرائيلية لا تتوقف عند هذا الحد، فقد شكّلت هذه الهجمات انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي؛ وهي قضية شددت عليها أيضًا مجموعة البريكس (التي تضم دول الجنوب العالمي)، وردًا على ذلك، علّقت إيران عمليات التفتيش التي تجريها وكالة الطاقة الذرية، وقد فاقمت الهجمات الخلافات بين الولايات المتحدة وأوروبا.
كما زعمت صحيفة الغارديان في تقريرها عن العواقب السلبية للعدوان الأمريكي والإسرائيلي الأخير على الأراضي الإيرانية، "والأهم من ذلك، أنه زاد من احتمالية حصول إيران على قنبلة نووية لغرض الدفاع عن النفس"، وأضاف التقرير إن إيران تُصرّ على أنها لا تمتلك أسلحة نووية ولا تسعى إليها، ورغم مزاعم "إسرائيل" المُطوّلة بشأن قدراتها الاستخباراتية، لم يتمكن نتنياهو ولا أي شخص آخر من إثبات هذا الادعاء حتى الآن.
ثم أشارت الصحيفة البريطانية إلى هذه الحالات، مُشيرةً إلى فشل الهجوم على إيران، وكتبت: "اتُخذ قرار الهجوم بناءً على تكهنات، وبدافع الخوف والعداء. ورغم أن هذه الهجمات تسببت في أضرار مادية، إلا أنها لم تُغير أيًا من عقلية إيران، وقد صرّحت إيران بوضوح أنها ستواصل تخصيب اليورانيوم للأغراض المدنية، وقد فشل الهجوم، ويُعدّ تهديد ترامب المُتجدد بهجوم جديد تأكيدًا على هذا الفشل".
الغرب غير جدير بالثقة
وفقًا لهذا التقرير، أدى الهجوم الأمريكي على إيران، في خضم مفاوضات غير مباشرة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة، إلى زيادة موجة من انعدام الثقة بالغرب، ووفقًا لهذا التقرير، فإن ما نتج عن هذا العمل المتهور هو خلق مناخٍ لم يقتصر على اعتقاد القادة الإيرانيين فحسب، بل امتد إلى شريحة واسعة من الناس، بأن الغرب غير جدير بالثقة، وأن عليه التقرب من الصين.
أدى الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة إلى المأزق الحالي، ثم أشارت صحيفة الغارديان إلى الآثار السلبية لانسحاب إدارة ترامب الأحادي من خطة العمل الشاملة المشتركة في جزء من تقريرها، وكتبت: "في عام 2018، انسحب ترامب من الاتفاق النووي الذي أقرته الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة نفسها، وأعاد فرض العقوبات، كان هذا أحد أسوأ الأخطاء السياسية في مسيرته المهنية، وأدى مباشرة إلى المأزق الحالي، لو كان هناك المزيد من الحكمة، لكانت الأمور مختلفة تمامًا اليوم.
يجب على الولايات المتحدة و"إسرائيل" تقليص ترسانتيهما النوويتين
واختتمت الغارديان تقريرها بالقول: "إذا كانت الولايات المتحدة وإسرائيل جادّتين في منع إيران من امتلاك القنبلة، فعليهما أخذ زمام المبادرة، وتقليص ترسانتيهما النووية، وفي النهاية القضاء عليهما، يجب عليهما التوقف عن التهديد بشن المزيد من الهجمات، ودعم المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق نووي إقليمي، كما اقترح وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف".
الغارديان: الهجمات الأمريكية على إيران أتت بنتائج عكسية "مرعبة".
تناولت صحيفة الغارديان في مقالٍ لها عواقب حرب "إسرائيل" التي استمرت 12 يومًا مع إيران، وخلصت إلى أن الهجمات الأمريكية على إيران أتت بنتائج عكسية "مرعبة" على الغرب، وأكد المقال أن نظام الجمهورية الإسلامية لم يسقط ولم يتوقف تخصيب اليورانيوم فحسب، بل أطلق خامنئي أيضًا موجة جديدة من القمع وإعدام المعارضين، وتناول المقال الافتتاحي مئات الأشخاص الذين اعتُقلوا منذ يونيو/حزيران بذريعة التعاون مع إسرائيل أو التجسس، مؤكدًا أن الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على إيران، وإن تسببت في أضرار مادية جسيمة، إلا أنها لم تُغير "الأفكار" داخل النظام.
ووصف المقال عمليات الإعدام بأنها وسيلة لقمع المعارضة، وذكر أنه منذ الهجمات الإسرائيلية والأمريكية، كان غالبية ضحايا الإعدام من معارضي نظام الجمهورية الإسلامية؛ الأمر الذي يتطلب، وفقًا للكاتب، من الغرب تغيير استراتيجيته تجاه عمليات الإعدام في إيران. ويعتقد الكاتب، سيمون تيسديل، أن الهجمات الإسرائيلية والأمريكية كانت لها "عواقب سلبية واسعة النطاق" وانتهكت ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
ووفقًا للكاتب، كانت الهجمات ذريعة لطهران لتعليق عمليات التفتيش النووية التي تقوم بها الأمم المتحدة، ويؤكد الكاتب أن الهجمات أدت أيضًا إلى تفاقم التوترات بين الولايات المتحدة وأوروبا، وزادت احتمالية قيام إيران ببناء قنبلة نووية، ويتابع الكاتب موضحًا أن "هذا العمل المتهور والعدواني [العدوان على إيران] هو تشجيع لدول المارقة مثل روسيا على الاعتقاد بأنها أيضًا تستطيع مهاجمة دول أخرى دون عقاب".
ويعتقد الكاتب أيضًا أن الهجوم أظهر أن الغرب لم يعد جديرًا بالثقة وأن التحالف مع الصين ضرورة اليوم، وعلى الرغم من هذه التشاؤم بشأن الهجمات الإسرائيلية والأمريكية، يعتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المواقع النووية الإيرانية قد دمرت "بالكامل" وأن إيران ستحتاج إلى سنوات لإعادة هذه المواقع إلى دورتها التشغيلية، وكان المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون قد أعلنوا سابقًا أنهم لم يكونوا يسعون إلى تغيير النظام في إيران خلال حرب الـ 12 يومًا؛ على الرغم من أن هناك تعليقات غير رسمية صدرت أيضًا بشأن هذه المسألة.