الوقت- تداولت فضاءات الاعلام يوم أمس بأخبارها وتحليلاتها موضوع لقاء بعض المشيخات الخليجية في الرياض لحل الأزمة السعودية الاماراتية البحرينية مع "الشقيقة" قطر.. اللقاء الذي انتهى بتبويس اللحى والخشوم وأنقذ ـ حسب وسائل اعلام خليجية ـ مجلس التعاون من الانهيار وأعاد سفراء الدول الثلاث الى الدوحة بعد توقيع الأخيرة مرغمة على وثيقة وقائمة من التعهدات لاندري هل ستعمل بها بعد القمة الخليجية أم لا؟!
لكن اجتماع المشيخات في الرياض وحسب وسائل الاعلام التي أشرنا اليها تداول و"تدارس" أهم تحديين تواجهها هذه الدول حسب زعمها، وهما: النووي الايراني و"داعش"!!
لست هنا بصدد الحديث عن خلاصة وزبدة الفكر البدوي النجدي الذي تفتق وأبدع أغلبية النظم الخليجية وتنظيمات مثل: "القاعدة" و"طالبان" و"داعش" و"النصرة"... وكيف نشأ "داعش" ومن موله مباشرة ولايزال يدعمه بشكل غير مباشر.. فقد تكلمنا وتكلم كثيرون منا ومن خصومنا عن ذلك حتى ملّ القراء وتشبعت الجنان.. ولم تعد القضية سرية بعد أن أصبح الكلام على المكشوف والمواقف على ألسنة الاعلام.. يكفي في ذلك أن تراجع المناهج الدراسية السعودية وفتاوى الدعاة والمشايخ الوهابية والاعلام الديني في مجد وصفا ووصال و... لتعرف من اين تهب الفتن وهل غير قرن الشيطان حسب رواية البخاري!
لكن سأتحدث عن الشق الآخر، عن النووي الايراني الذي يعتبره المجتمعون في الرياض من مشيخات الخليج الفارسي مخيفاً وتحدياً وتهديداً.. فما الذي يخيف السعودية والبحرين والامارات من المشروع النووي الايراني.. وهل ايران بدون مفاعل بوشهر لانتاج الطاقة الكهربائية لاتخيف هؤلاء الجيران.. اذاً لماذا حاربوها الى جانب صدام حسين وهي في بداية ثورتها وقبل التفكير بنوويها؟!
للاجابة على هذه التساؤلات، لابد من الاعتراف بأن الخليجي (وأقصد الأنظمة) لم يتجاوز عقدة الخوف منذ نشأته.. فهو يخاف من شعبه لأنه وافد من عمق وعنف وخشونة الصحراء على أهل الساحل الأكثر منه حضارة ووداعة ورفاه، وبالتالي يشعر بعقدة الدونية والخوف الذي تحول الى نظام قمعي..
ويخاف من هوى أسياده الذين حولوا الشواطئ المتصالحة الى امارات ومشيخات، فقد يستبدل في لحظة لم يحظ فيها برضاهم، ومن رضاهم معاداة ايران الاسلامية!
ويخاف من أي تغيير يؤثر في الوضع القائم لفقدانه القدرة على مواكبة التغييرات ولخشبية أنظمة الحكم والادارة الاجتماعية لديه, لذلك هبت الأنظمة الخليجية لمعاداة ما عرف بالربيع العربي وحرفته وحولته الى مشروع فوضى خلاقة بمساعدة الأميركيين..
أعود الى الموضوع.. ما الذي يقلق الأنظمة الخليجية من مشروع ايران النووي اذا ما أقرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجموعة 5+1 ومجلس الأمن الدولي بسلميته.. واذا ما وقعت 5+1 اتفاقها النووي مع ايران؟! هل يخافون السلاح النووي الذي لا وجود له أم الطاقة النووية السلمية التي ان طلبوها من ايران ستقدمها لهم؟!
هل يخافون من ايران.. واي ايران؟ ايران الشاه والامبراطورية الفارسية أحفاد كوروش والمتغنون بأمجاده، حليفة أميركا والصهيونية، والتي كان الرجعيون العرب اتباعها واودائها والمتسابقون للركوع امام عرشها ومليكها الذي كان ينظر اليهم بالدونية الاحتقار، فقد كان رضا شاه (ملك ايران 1925 ـ 1942) عندما يطلب أمير البحرين يصيح "هاتوا لي (د...ث) البحرين"!!.. أم ايران الثورة الاسلامية التي طردت النفوذ الأميركي والصهيوني من ايران ورفعت علم فلسطين عالياً على مقر سفارة العدو وسط طهران في زمن كان بعض العرب يوقعون اوّل معاهدة خيانة علنية في كامب ديفيد،
.. يخافون ايران الصفوية المجوسية ـ كما يصفها الاعراب اليوم ـ التي جعلت اللغة العربية وبنص المادة 16 من الدستور لغة ثانية في البلاد، ايران الخميني(ره) التي جعلت يوماً عالميا للقدس واسبوعاً للوحدة الاسلامية، ايران التي حولت هزائم العرب والمسلمين أمام الصهاينة الى انتصارات في كل المعارك التي خاضتها المقاومة بعد انتصار ثورتها الاسلامية في 1979.. فمن اي ايران يخافون؟!
لماذا لا یخافون من مئات الرؤوس النوویة الصهیونیة والكیان الاسرائیلي الذي يحتل قدس الأقداس وما حولها منذ أربعینیات القرن الماضي.. فهل تحول الایراني المسلم الذي حوّل حرب الحجارة بین المقاوم الفلسطیني والمحتل الصهیوني الی حرب صواریخ ارعبت المحتلین بعد ان أمنّت "ثغورهم" جیوش العرب المهزمین في معارك الـ 48 و67 و 1973..
بالطبع لا یخافون من "اسرائیل" لأنهم وهي حلقات في سلسلة مشروع واحد.. مشروع وجه منه الهیمنة الغربیة والصهیونیة ووجهه الآخر التبعیة والانبطاحیة والاستسلام والعمالة العربیة...
انه زمن التقّزم العربي.. زمن یتحول فیه الرجعیون وملوك النفط والرمال المعروفون بتخلفهم وبداوتهم الی قادة للعرب، خلفاً لجمال عبد الناصر وأحمد بن بلا وحافظ الأسد.. قادة العرب الذین لا یحسنون قراءة سطرین بالعربیة دون سقطة نحویة ولفظة بدویة!
هذه الأنظمة تعرف جیداً أن صراعنا مع الغرب صراع وجود لن ینتهي بهدنة هنا واتفاق هناك، فقد ظلت تلعب علی وتر الاستعداء الغربي والصهیوني لایران ووقفت صراحة مؤخراً تتحدث عن مصالح مشتركة بینها وبین "الاسرائیلي" في مواجهة الجمهورية الاسلامية..
ورغم ان "الاسرائیلي" فاسق كغیره لا یعتد بنبأه! الا انه ملّ من كثرة الحدیث عن الأنظمة العربیة والخلیجیة بالتحدید التي تقیم علاقات معه في السرّ ولا ترید أن یفتضح أمرها في العلن حالیاً..!
علاقات أمنیة واستخباریة وسیاسیة واعلامیة ظهر منها في مكاتب التمثيل التجاري الاسرائلية في العواصم الخليجية، وفي قضیة اغتیال القیادي الفلسطیني محمود المبحوح في دبي وفي محاولة ضرب المقاومة الاسلامیة في لبنان خلال حرب تموز 2006 وما بعدها وخلال العدوان المتكرر علی غزة وحصارها.. وفي الاستكلاب علی سوریا انتقاماً لدورها في دعم المقاومة وهزیمة المشروع الصهیوني.. فضلاً عن اتفاقيات كمب ديفيد واوسلو ووادي عربة...
انه لمن العار أن یتخلی انسان عن أرضه لعدوه، وقد فعلتها الأنظمة العربیة.. ومن العار والخزي أن یصافح عدواً یصرّ علی قتله وقومه، وقد فعلها الحكام العرب، بل وصل الأمر الی أكثر من عناق!
ومن المخجل ان تواجه محتلاً مدجج بالنووی بمبادرة سلام من ورق!
والعار، كل العار والخزي أن تغدر وتعادي من هبّ الی نجدتك والدفاع عن حقك، فما بالك بالذين بالعرب وهم يقفون الى جانب عدوّهم في وجه من دافع ويدافع عنهم.. وقد فعلها الحكام العرب!
لذلك من الطبيعي أن يعادي هؤلاء أيّ صوت يدعو الى الكرامة، وكل كلمة حق ومقاومة باطل، وكل سلوك يرفض الذلّ والخنوع.. طبيعي أن يعادوا عواصم المقاومة ويوجهوا قطعانهم وضواريهم لتفجير أحيائها وقتل اطفالها واغتيال علمائها.. طبيعي أن يعادوا ايران الاسلامية لأن اسرائيل وأميركا تريدان ذلك.. ولأن فلسطين ايرانية لاتهم الاعراب!
لكن اجتماع المشيخات في الرياض وحسب وسائل الاعلام التي أشرنا اليها تداول و"تدارس" أهم تحديين تواجهها هذه الدول حسب زعمها، وهما: النووي الايراني و"داعش"!!
لست هنا بصدد الحديث عن خلاصة وزبدة الفكر البدوي النجدي الذي تفتق وأبدع أغلبية النظم الخليجية وتنظيمات مثل: "القاعدة" و"طالبان" و"داعش" و"النصرة"... وكيف نشأ "داعش" ومن موله مباشرة ولايزال يدعمه بشكل غير مباشر.. فقد تكلمنا وتكلم كثيرون منا ومن خصومنا عن ذلك حتى ملّ القراء وتشبعت الجنان.. ولم تعد القضية سرية بعد أن أصبح الكلام على المكشوف والمواقف على ألسنة الاعلام.. يكفي في ذلك أن تراجع المناهج الدراسية السعودية وفتاوى الدعاة والمشايخ الوهابية والاعلام الديني في مجد وصفا ووصال و... لتعرف من اين تهب الفتن وهل غير قرن الشيطان حسب رواية البخاري!
لكن سأتحدث عن الشق الآخر، عن النووي الايراني الذي يعتبره المجتمعون في الرياض من مشيخات الخليج الفارسي مخيفاً وتحدياً وتهديداً.. فما الذي يخيف السعودية والبحرين والامارات من المشروع النووي الايراني.. وهل ايران بدون مفاعل بوشهر لانتاج الطاقة الكهربائية لاتخيف هؤلاء الجيران.. اذاً لماذا حاربوها الى جانب صدام حسين وهي في بداية ثورتها وقبل التفكير بنوويها؟!
للاجابة على هذه التساؤلات، لابد من الاعتراف بأن الخليجي (وأقصد الأنظمة) لم يتجاوز عقدة الخوف منذ نشأته.. فهو يخاف من شعبه لأنه وافد من عمق وعنف وخشونة الصحراء على أهل الساحل الأكثر منه حضارة ووداعة ورفاه، وبالتالي يشعر بعقدة الدونية والخوف الذي تحول الى نظام قمعي..
ويخاف من هوى أسياده الذين حولوا الشواطئ المتصالحة الى امارات ومشيخات، فقد يستبدل في لحظة لم يحظ فيها برضاهم، ومن رضاهم معاداة ايران الاسلامية!
ويخاف من أي تغيير يؤثر في الوضع القائم لفقدانه القدرة على مواكبة التغييرات ولخشبية أنظمة الحكم والادارة الاجتماعية لديه, لذلك هبت الأنظمة الخليجية لمعاداة ما عرف بالربيع العربي وحرفته وحولته الى مشروع فوضى خلاقة بمساعدة الأميركيين..
أعود الى الموضوع.. ما الذي يقلق الأنظمة الخليجية من مشروع ايران النووي اذا ما أقرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجموعة 5+1 ومجلس الأمن الدولي بسلميته.. واذا ما وقعت 5+1 اتفاقها النووي مع ايران؟! هل يخافون السلاح النووي الذي لا وجود له أم الطاقة النووية السلمية التي ان طلبوها من ايران ستقدمها لهم؟!
هل يخافون من ايران.. واي ايران؟ ايران الشاه والامبراطورية الفارسية أحفاد كوروش والمتغنون بأمجاده، حليفة أميركا والصهيونية، والتي كان الرجعيون العرب اتباعها واودائها والمتسابقون للركوع امام عرشها ومليكها الذي كان ينظر اليهم بالدونية الاحتقار، فقد كان رضا شاه (ملك ايران 1925 ـ 1942) عندما يطلب أمير البحرين يصيح "هاتوا لي (د...ث) البحرين"!!.. أم ايران الثورة الاسلامية التي طردت النفوذ الأميركي والصهيوني من ايران ورفعت علم فلسطين عالياً على مقر سفارة العدو وسط طهران في زمن كان بعض العرب يوقعون اوّل معاهدة خيانة علنية في كامب ديفيد،
.. يخافون ايران الصفوية المجوسية ـ كما يصفها الاعراب اليوم ـ التي جعلت اللغة العربية وبنص المادة 16 من الدستور لغة ثانية في البلاد، ايران الخميني(ره) التي جعلت يوماً عالميا للقدس واسبوعاً للوحدة الاسلامية، ايران التي حولت هزائم العرب والمسلمين أمام الصهاينة الى انتصارات في كل المعارك التي خاضتها المقاومة بعد انتصار ثورتها الاسلامية في 1979.. فمن اي ايران يخافون؟!
لماذا لا یخافون من مئات الرؤوس النوویة الصهیونیة والكیان الاسرائیلي الذي يحتل قدس الأقداس وما حولها منذ أربعینیات القرن الماضي.. فهل تحول الایراني المسلم الذي حوّل حرب الحجارة بین المقاوم الفلسطیني والمحتل الصهیوني الی حرب صواریخ ارعبت المحتلین بعد ان أمنّت "ثغورهم" جیوش العرب المهزمین في معارك الـ 48 و67 و 1973..
بالطبع لا یخافون من "اسرائیل" لأنهم وهي حلقات في سلسلة مشروع واحد.. مشروع وجه منه الهیمنة الغربیة والصهیونیة ووجهه الآخر التبعیة والانبطاحیة والاستسلام والعمالة العربیة...
انه زمن التقّزم العربي.. زمن یتحول فیه الرجعیون وملوك النفط والرمال المعروفون بتخلفهم وبداوتهم الی قادة للعرب، خلفاً لجمال عبد الناصر وأحمد بن بلا وحافظ الأسد.. قادة العرب الذین لا یحسنون قراءة سطرین بالعربیة دون سقطة نحویة ولفظة بدویة!
هذه الأنظمة تعرف جیداً أن صراعنا مع الغرب صراع وجود لن ینتهي بهدنة هنا واتفاق هناك، فقد ظلت تلعب علی وتر الاستعداء الغربي والصهیوني لایران ووقفت صراحة مؤخراً تتحدث عن مصالح مشتركة بینها وبین "الاسرائیلي" في مواجهة الجمهورية الاسلامية..
ورغم ان "الاسرائیلي" فاسق كغیره لا یعتد بنبأه! الا انه ملّ من كثرة الحدیث عن الأنظمة العربیة والخلیجیة بالتحدید التي تقیم علاقات معه في السرّ ولا ترید أن یفتضح أمرها في العلن حالیاً..!
علاقات أمنیة واستخباریة وسیاسیة واعلامیة ظهر منها في مكاتب التمثيل التجاري الاسرائلية في العواصم الخليجية، وفي قضیة اغتیال القیادي الفلسطیني محمود المبحوح في دبي وفي محاولة ضرب المقاومة الاسلامیة في لبنان خلال حرب تموز 2006 وما بعدها وخلال العدوان المتكرر علی غزة وحصارها.. وفي الاستكلاب علی سوریا انتقاماً لدورها في دعم المقاومة وهزیمة المشروع الصهیوني.. فضلاً عن اتفاقيات كمب ديفيد واوسلو ووادي عربة...
انه لمن العار أن یتخلی انسان عن أرضه لعدوه، وقد فعلتها الأنظمة العربیة.. ومن العار والخزي أن یصافح عدواً یصرّ علی قتله وقومه، وقد فعلها الحكام العرب، بل وصل الأمر الی أكثر من عناق!
ومن المخجل ان تواجه محتلاً مدجج بالنووی بمبادرة سلام من ورق!
والعار، كل العار والخزي أن تغدر وتعادي من هبّ الی نجدتك والدفاع عن حقك، فما بالك بالذين بالعرب وهم يقفون الى جانب عدوّهم في وجه من دافع ويدافع عنهم.. وقد فعلها الحكام العرب!
لذلك من الطبيعي أن يعادي هؤلاء أيّ صوت يدعو الى الكرامة، وكل كلمة حق ومقاومة باطل، وكل سلوك يرفض الذلّ والخنوع.. طبيعي أن يعادوا عواصم المقاومة ويوجهوا قطعانهم وضواريهم لتفجير أحيائها وقتل اطفالها واغتيال علمائها.. طبيعي أن يعادوا ايران الاسلامية لأن اسرائيل وأميركا تريدان ذلك.. ولأن فلسطين ايرانية لاتهم الاعراب!
