الوقت - في تصريحات تكشف بعض الحقيقة عما يدور في كواليس ما يسمى بالمعارضة السورية قالت لمى عبد الحميد الاتاسي، رئيسة "الجبهة السورية" المعارضة حاليا والناطقة الاعلامية سابقا باسم "الجيش السوري الحر"، ان تنظيم داعش التكفيري الارهابي هو صناعة امريكية وقد كسر ظهر "المعارضة السورية".
وقالت لمى الاتاسي لصحيفة لبنانية: عندما أنشأنا الجبهة علمنا ان الثورة من غير الممكن ان تستمر بهذه الطريقة، اي من غير الممكن ان نتكلم عن جيش حر او تسليح او تدخل خارجي، داعش كسرت ظهرنا، لم نكن نريد تدخل احد، احرجتنا اميركا بصناعة داعش لأن اللعبة إخوانية - اميركية ليحاربوا عنهم بالوكالة.
واذا اردنا قراءة ما هو بين السطور في هذه التصريحات فأن أهم ما يستوقفنا هو اعتراف بعض الجهات في المعارضة السورية بأن الولايات المتحدة تقف ضدهم وطعنتهم في الظهر أو تخلت عنهم أو انقلبت عليهم أو تآمرت عليهم، وللوقوف اكثر على حقيقة ما فعلته امريكا وتركيا بـ "الجيش السوري الحر" نذكر مقتطفات اخرى من تصريحات الاتاسي حيث تقول : "اين هو الجيش الحر الآن؟ الاسعد يشعر ان هناك ضغوطا تركية، ووجد العسكريون انفسهم مسجونين في مخيمات على الحدود السورية – التركية، مجردين من الأسلحة، وشعروا بالخطر والضغوط كثيرة، نتواصل من حين الى آخر ليطلعنا على اوضاعهم المزرية من دون تسليح او حرية تحرك".
ان ما ذكرته الاتاسي يبين ان هناك انقلاب امريكي تركي على الجيش السوري الحر لصالح تنظيم داعش التكفيري الارهابي وهنا يتبين لنا ان تنظيم داعش التكفيري الارهابي هو الحصان الذي كان يراهن عليه الامريكيون والاتراك لتنفيذ مآربهم في سوريا والعراق لكنه تمرد على راكبه.
ان المرارة التي نراها في تصريحات هذه المعارضة السورية (التي سعت وراء المال في عدة جبهات معارضة في سوريا الى ان انتهى بها الامر في "الجبهة السورية") تدل بأن الولايات المتحدة والدول الغربية وتركيا والسعودية وقطر والامارات وغيرهم من اعراب امريكا كانوا يسعون منذ البداية الى استغلال بعض الاحتجاجات الشعبية التي حصلت في سوريا لكسر سوريا وتمزيقها انتقاما منها لموقفها من الكيان الصهيوني ومن محور ما يسمى بـ "الاعتدال" في المنطقة.
وكانت الحكومة السورية تقول دوما ان الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في البلاد تختلف عما يسمونها بالربيع العربي والثورات التي حدثت في ليبيا وتونس ومصر وان هناك جهات أجنبية تتآمر وتستغل الاضطرابات لجر سوريا نحو الهاوية والانتقام منها وان تصريحات لمى الاتاسي تؤكد صحة كلام الحكومة السورية.
ان الدعم الكبير الذي تقدمه تركيا لتنظيم داعش التكفيري الارهابي لايمكن ان يكون الا بموافقة امريكية لأن تركيا لايمكنها ان تتمرد على سيدها الامريكي وتدعم جهة تحارب امريكا ومصالحها في المنطقة ولذلك نرى كيف تقدم تركيا اراضيها لداعش ليتحركوا فيها بسهولة وتكون ممرا لكل الارهابيين الذين اتوا من بلدان عدة نحو سوريا، كما تقدم تركيا لهم الدعم الوجستي وتزودهم بالاسلحة والعتاد وتداوي جرحاهم وتقدم لهم شتى انواع التسهيلات وهذا بالاضافة الى الدعم الذي يتلقاه داعش من الكيان الصهيوني باعتراف الصهاينة انفسهم.
ان بيت القصيد في كل تحركات الدول الغربية وتحركات عرب امريكا والتحركات التركية هو اسقاط النظام في سوريا وتغييره وقد اختارت امريكا وتركيا تنظيم داعش لتنفيذ هذا المأرب لكن تمرد داعش على اسياده وفتح الجبهة في العراق خرب المخططات الامريكية والتركية وتبين للجميع بأن داعش تنظيم لايمكن السيطرة عليه ولذلك نرى الان بأن واشنطن وحلفائها يشنون غارات على داعش ويريدون مقايضة القضاء على داعش باسقاط النظام السوري.