الوقت- في اعلان مفاجئ قالت كوريا الشمالية أنها أجرت اليوم الاربعاء أول تجربة لها لقنبلة هيدروجينية موضحة أنها "ستتصرف كدولة نووية مسؤولة"، متعهدة "بعدم استخدام أسلحتها النووية ما لم يحدث اعتداء على سيادتها".
وأكد التلفزيون الكوري الشمالي الرسمي أن "أول تجربة لقنبلة هيدروجينية للجمهورية أجريت بنجاح عند الساعة العاشرة في السادس من كانون الثاني الحالي" وأوضح أن "القنبلة صغيرة الحجم"، مشيداً بـ"النجاح الكامل لقنبلتنا الهيدروجينية التاريخية والتي بفضلها ننضم إلى صفوف الدول النووية المتقدمة".
وكان الزعيم الكوري "كيم جونغ أون" ألمح خلال جولة تفقدية لأحد المواقع العسكرية، أن "بلاده صنعت قنبلة هيدروجينية"، إلا أن واشنطن شككت في صحة تصريحاته.
ويستخدم في القنبلة الهيدروجينية أو القنبلة النووية الحرارية الانصهار (الاندماج) النووي. وهي تسبب انفجاراً أقوى بكثير من الانفجار الناجم عن الانشطار الذي يولده اليورانيوم والبلوتونيوم فقط. وعليه، أجرت "بيونغ يانغ" ثلاث تجارب لقنابل نووية يستخدم فيها الانشطار الذري في الأعوام 2006 و2009 و2013، وأدت إلى فرض عقوبات دولية عليها.
الاندماج النووي المستخدم في القنبلة الهيدروجينية
تولّد القنبلة الهيدروجينية باندماج عناصرها طاقة انفجارية أقوى من تقنية الانشطار النووي، تنتجها مواد اليورانيوم والبلوتونيوم.
فالقنبلة الهيدروجينية تستخدم تقنية اندماج نظائر عناصر كيميائية لعنصر الهيدروجين، وبخاصة ذرات الديوتيريوم والتريتيوم، وخلال الاندماج تتوحد الذرات وتنشئ ذرة هيليوم مع نيوترون إضافي تولد طاقة هائلة، لا تنفك تقوى كلما ازدادت عمليات الانصهار بين الذرات.
يصل الإشعاع الناتج عن انفجارها إلى مساحة قطرها مئتا كيلومتر، وقوتها التدميرية تتراوح بين عشرة آلاف إلى خمسين ألف قنبلة ذرية.
يعرف العالم المجري الأميركي "إدوارد تيلير" بأنه أبو القنبلة الهيدروجينية، حيث عمل ما بين عامي 1943 و1946 على مشروع منهاتن الذي أدى إلى صنع القنبلة النووية، ثم ساهم في تطوير القنبلة الهدروجينية.
تقاس قوة القنبلة الهيدروجينية بالميغا طن، علما بأن قوة القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما وناغازاكي بلغت ما بين 13 و18 كيلو طن فقط، غير أن الانفجار قتل بشكل مباشر وغير مباشر مئات الآلاف.
والطاقة الناتجة من التقنية الاندماجية هي أكبر من طاقة تقنية الانشطار، حيث إن الكيلوغرام الواحد من اليورانيوم ينتج طاقة تعادل 22.9 مليون كيلو واط في الساعة، بينما الكيلوغرام من الديوتيريوم ينتج 177.5 مليون كيلو واط في الساعة، أي أنها أكبر بحوالي ثماني مرات.
تعادل قوة قنبلة هيدروجينية عادية قوة انفجار نحو عشرين مليون طن من مادة "تي ان تي".
شكوك في نجاح التجربة
حتى اللحظة، لا يزال التشكيك في صحة التجربة قائماً، حيث أكد المحلل والخبير في الدفاع في مؤسسة "راند كوربوريشن"، "بروس بينيت"، أن "هذا السلاح كان على الأرجح بحجم القنبلة الأميركية التي فُجّرت في هيروشيما لكنها لم تكن قنبلة هيدروجينية، ما حدث هو انشطار"، مضيفاً أن "الانفجار الذي حصل كان يفترض أن يكون أقوى بعشر مرات".
وكانت أولى الشكوك في حدوث تجربة نووية في كوريا شمالية أُطلقت من قبل خبراء الزلازل الذين رصدوا هزة أرضية بقوة 5,1 درجات بالقرب من موقع الاختبارات النووية الرئيسي لكوريا الشمالية.
الردود الدولية
في سياق ردود الافعال اعترضت الصين "بحزم" على التجربة النووية، معتبرة أن كوريا الشمالية تجاهلت معارضة المجتمع الدولي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية "هويا شونيينغ"؛ "نحضّ بقوة كوريا على احترام التزامها بنزع السلاح النووي"، داعيةً إياها إلى "وقف أي عمل يزيد الوضع سوءاً".
وأكّدت، في مؤتمرٍ صحافيّ، أنّ "الصين ستستدعي السفير الكوري الشمالي لتبليغه اعتراضها على التجربة النووية الأولى لبيونغ يانغ منذ 2013 والرابعة منذ بدء البرنامج النووي الكوري الشمالي".
وفي واشنطن قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض "نيد برايس"، في بيان، إنّه "لا يمكننا تأكيد هذه المعلومات حالياً، لكننا ندين كل انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولية وندعو كوريا الشمالية من جديد إلى احترام التزاماتها وتعهداتها الدولية"، مضيفاً أن "الولايات المتحدة سترد بشكل مناسب على كل الاستفزازات الكورية الشمالية".
وأعلن أن "مجلس الأمن يعقد اجتماعاً الأربعاء بشأن التجربة النووية الكورية".
ودانت روسيا، بدورها، التّجربة معتبرةً أنّها "انتهاكٌ فاضح" للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
وأكّدت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أنّه إذا ما تأكّدت هذه التّجربة فستكون خطوةً جديدة من بيونغ يانغ على طريق تطوير أسلحة نووية
كما دان رئيس الوزراء الياباني "شينزو آبي" التجربة معتبراً أنها "تشكل تحدياً خطيراً لجهود العالم الهادف إلى الحد من الانتشار النووي وتهديداً جدياً لليابان". كما دانت سيول بشدة التجربة النووية معتبرةً أنها "تحد خطير للسلام العالمي"، مؤكدةً أنها "ستتخذ كل الإجراءات الضرورية لمعاقبة بيونغ يانغ".
وفي الواقع لم تمنع العقوبات الدولية بيونغ يانغ من القيام بتجربة نووية رابعة حيث يمكن القول ان كوريا الشمالية اختارت تعزيز قدراتها النووية وغير النووية بأي شكل من الاشكال وتحت أنواع الضغوط لانها تواجه تهديدا امريكا مباشرا بشن عدوان عليها في كل حين.