الوقت - تتوالى ردود الأفعال على الجريمة التي قامت بها السعودية بحق الشيخ نمر باقر النمر ورفاقه على المستوى العالمي. حيث تتواصل بيانات الشجب والاستنكار بين الأوساط الرسمية والشعبية في العالم أجمع. وفي اليوم الرابع على التوالي أتت ردود الأفعال العالمية على الشكل التالي:
أمريكا
ففي هذا الاطار اعتبرت أمريکا (الحليف الاستراتيجي للسعودية الديكتاتورية) على لسان "إرنست" المتحدث باسم البيت الأبيض أنّه "طرحنا عدة مرات مسألة الوضع في مجال حقوق الإنسان في السعودية"، مضيفا أن "مسؤولين أمريكيين أعربوا مؤخرا عن قلقهم لمسؤولين سعوديين إزاء الآثار السلبية المحتملة لتنفيذ إعدامات جماعية، بما فيها إعدام الشيخ النمر".
وأعرب إرنست عن أسفه قائلا إن "القلق الذي عبرنا عنه سابقا للسعوديين، تأكدت صحته بالنظر إلى تبعات الإعدام".
وتناولت الصحف الأمريكية مسألة اعدام الشيخ النمر بجدّية تامة، حيث اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أن إقدام السعودية على تنفيذ حكم الإعدام بالشيخ نمر النمر "خطوة غير مبررة وحافلة بالمخاطر، وستقود إلى مزيد من تأجيج النزاع المتنامي بين السنة والشيعة في الشرق الأوسط".
وأضافت الصحيفة أن اعدامه "وحّد معظم دول العالم في إدانة النظام السعودي. ومنها وزارة الخارجية الأمريكية وعدد لا يحصى من جماعات حقوق الإنسان". وأضافت في انتقادها إلى "انزلاق النظام السعودي تحت قيادة محمد بن سلمان إلى حرب دموية خاسرة في اليمن وقمع المعارضين المحليين. وقام باتخاذ خطوات جريئة وطائشة في بعض الأحيان لتعزيز نفوذ العائلة المالكة في الداخل والخارج على السواء".
أما صحيفة "نيويورك تايمز" فقد عبرت عن قلقها من تداعيات إعدام الشيخ النمر نظراً لتفاقم "التوترات الاقليمية وما ستعنيه من استمرار حالة الفوضى وعدم الاستقرار في مختلف انحاء المنطقة .. وزيادة الإنقسامات الطائفية". وحمّلت الصحيفة الأمريكية السعودية مسؤولية التوترات وقرارها بقطع العلاقات الديبلوماسية مع ايران نتيجة "اعدامها للشيخ النمر المنشقّ السلمي".
أوروبا
على الصعيد الأوروبي توالت الادانات أيضاً، حيث أشار نائب المستشارة الالمانية ووزير الاقتصاد الألماني "زيغمار غابرييل"، أنّ بلاده تعتزم فحص صادرات الأسلحة للسعودية مستقبلا على نحو أكثر دقة. وأوضح غابرييل أنه بالنظر إلى الوراء، كان من الصائب ألا يتم توريد دبابات ولا بنادق من طراز جي ٣٦ للسعودية.
وأوضح المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت في وقت سابق أن الحكومة الاتحادية تلقت بـ"ذهول" خبر إعدام ٤٧ سجينا في السعودية. وقال زايبرت إن إعدام الشيخ نمر النمر بصفة خاصة يمكن أن يفاقم التوترات الدينية والسياسية في المنطقة. ودعا زايبرت الرياض وطهران إلى بذل كل ما في وسعهما "لاستئناف علاقاتهما".
وأعربت فرنسا عن قلقها جراء اعدام الشيخ النمر وقطع العلاقات بين ايران والسعودية وزيادة التوتر فيما بينهما، وبحسب تصريحات للمتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول، الذي اعتبر أن «تميّز فرنسا هو قدرتها على الحوار مع الجميع، وقد ذكر وزير الخارجية (لوران فابيوس) بالرغبة في وقف التصعيد.»
واعتبر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن الامين العام للمنظمة الدولية "بان كيمون" شكك بنزاهة محاكمة الشيخ نمر النمر والعشرات ممن اعدموا معه. وقال دوجاريك على لسان "بان" أن "رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر وعدداً من السجناء الآخرين الذين أُعدموا، دينوا بعد محاكمات أثارت قلقاً عميقاً في شأن طبيعة الاتهامات ونزاهة العملية،" مضيفاً ان بان كي مون شعر بـ "فزع شديد" بعد الإعدامات.
كما أدانت تركيا (الحليف الجديد للسعودية) الجريمة بحق الشيخ النمر عبر لسان وزير خارجيتها، حيث أكد أن تركيا "تعارض كل أشكال عقوبة الإعدام خاصة إذا كانت لدوافع سياسية، وفي سياق اعدام الشيخ النمر قال إنّ إعدام الشيخ نمر النمر لا يساعد على تحقيق السلام في المنطقة، وحول موضوع العلاقات الايرانية-السعودية اعتبر أنه "تربطنا صداقة بالسعودية وإيران واقتتالهما آخر شيء تحتاجه المنطقة".
أما في لندن فقد تظاهر المئات من الجاليات الاسلامية العربية وغير العربية والمدافعين عن حقوق الانسان امام سفارة السعودية بلندن منددين بإعدام الشيخ النمر.
سعت السعودية للتخلص من الشيخ النمر فقتلته، لكنها فشلت في القضاء عليه، فتحول الشيخ من مشكلة داخلية الى مشكلة دولية تلاحق السعودية أينما ذهبت وخصوصا من قبل حلفائها. وبقتل الشيخ النمر حولته من معارض صاحب كلمة حرّة، إلى رمز للحرية في العالم.