الوقت ـ توقفت الحرب الشاملة الثالثة التی شنها الکیان الصهیونی علی الفلسطینیین العزل فی قطاع غزة والتی استمرت 51 یوما , مساء الثلاثاء 26 أغسطس بعد التوصل الی اتفاق حول هدنة لامحدودة بین فصائل المقاومة الفلسطینیة والکیان الصهیونی. ورغم ان الصهاینة قاموا بارتکاب مجازر وحشیة وجرائم حرب راح ضحیتها الآلاف من الاطفال والنساء والشیوخ الفلسطینیین لکنهم لم یحققوا الاهداف التی اعلنوها لحربهم، والتی قاموا بتغییرها عدة مرات بسبب هزائمهم المیدانیة، بل علی العکس من ذلک منی الصهاینة بهزیمة مدویة فی هذه الحرب التی شهدت انجازات هی غایة فی الاهمیة للمقاومة فی المنطقة، واضافة الی هذا یعتقد الخبراء ان التصریحات الفلسطینیة والصهیونیة التی صدرت حول اتفاق الهدنة تشیر بأن هناک حرب رابعة ستقع بین الجانبین مستقبلا ولایمکن تجنبها.
هناک نقطتان بارزتان فی هذه الحرب اولها ان الصهاینة لم یستطیعوا تحقیق الاهداف التی کانوا ینوون تحقیقها وهی وقف الصواریخ الفلسطینیة وانهاء المقاومة المسلحة فی غزة ضد کیانهم وهذا أصبح جلیا وواضحا أمام الجمیع، وان أهم اثبات علی ذلک هو استمرار اطلاق الصواریخ الفلسطینیة حتی الیوم الاخیر من الحرب ومن جهة أخری تظهر البیانات التی صدرت من الفصائل الفلسطینیة المختلفة ان هذه الفصائل تؤمن بالمقاومة المسلحة ولن تتخلی عنها.
اما النقطة البارزة الثانیة، وهو امر هام یجب الانتباه الیه، هو ان نص اتفاق الهدنة یشیر الی ان نطفة الحرب الرابعة قد انعقدت، وذلک حینما اعلن الفلسطینیون بأنهم سوف یعاودون بناء مطار غزة من دون الاکتراث بعدم موافقة الصهاینة أو موافقتهم، واکد الفلسطینیون بأنهم سوف یهاجمون المطارات الصهیونیة اذا هاجم الصهاینة مطار غزة حین افتتاحها، وقال الفلسطینیون ایضا بأنهم سیبنون الموانئ واذا هاجم الکیان الصهیونی هذه الموانئ فانهم سیهاجمون الموانئ الصهیونیة، وهذا ما یؤکد بأن الحرب الرابعة بین الجانبین ستقع حتما.
ولایصدق أحد کلام رئیس وزراء الاحتلال الصهیونی بأنه تمکن من اخراج الصهاینة من تحت رحمة الصواریخ الفلسطینیة لأن الحقائق تشیر بأن الجانبین یجهزون نفسهم للحرب المقبلة.
ویتجه الفلسطینیون الآن نحو تحریر فلسطین بالکامل وان الحرب المقبلة اذا وقعت فانها ستقرب الفلسطینیون من هذا الهدف، فی حین ینشغل الصهاینة الآن بتثبیت مواقعهم وان وقوع الحرب المقبلة تهدد تثبیت مواقع الصهاینة.
من جانب آخر تشیر الاحصائیات الموجودة ان 40 بالمئة من سکان فلسطین المحتلة یحملون فقط الجنسیة الصهیونیة، وان الباقین یحملون ایضا جنسیات أخری ویعیشون فی الخارج وان ظروف حیاتهم افضل بکثیر من الصهاینة التی یعیشون داخل فلسطین المحتلة، کما ان ملیون ونصف الملیون من سکان فلسطین المحتلة هم من فلسطینیی 48 ویجب الاشارة الی ان عدد الفلسطینیین یبلغ الان 11 ملیون نسمة ولذک فان الکیان الصهیونی یخسر ایضا "حرب السکان" امام الفلسطینیین .
وهناک قضیة غایة فی الاهمیة ایضا تم طرحها ابان الحرب التی جرت مؤخرا فی غزة، وهی قضیة مد الفلسطینیین فی الضفة الغربیة بالسلاح، وقد أکد أحد الخبراء المختصون فی هذا المجال ان عملیة تسلیح الضفة الغربیة قد بدأت فعلیا وان توجه فلسطینیی الضفة نحو التسلیح قد اشتد بشکل کبیر ابان حرب غزة الاخیرة، وهذه تعتبر کارثة حقیقیة للصهاینة المحتلین ویهدد مصیرهم بالکامل وسیواجهون الزوال بالتأکید .