الوقت ـ فی تطور لافت یدل علی مدی تطویر حرکة حماس لقدراتها الحربیة فی مواجهة الاحتلال أعلنت کتائب القسام یوم الخمیس الماضی وللمرة الثانیة أنها أرسلت طائرة من دون طیار فی مهمة هجومیة إلی "عمق" الکیان الصهیونی.
وکانت کتائب القسام قد اعلنت قبل ذلک فی 14 یولیو أنها أطلقت طائرات من دون طیار تجاه الأراضی الصهیونیة، وأن مهندسیها تمکنوا من تصنیع طائرات بدون طیار تحمل اسم (أبابیل1)، وأنتجت منها الکتائب ثلاثة نماذج أولیة . وأضافت القسام أن هذه الطائرات نفذت ثلاث طلعات، وشارکت فی کل طلعة أکثر من طائرة، إحداها کانت فوق وزارة الحرب الصهیونیة التی یدار منها العدوان علی غزة.
وذکرت القسام أن نماذج الطائرات التی أنتجتها هی الطائرة أیه 1 أیه وهی ذات مهام "استطلاعیة"، والطائرة بی 1 أیه وهی ذات مهام "هجومیة - إلقاء"، وطائرة سی 1أیه وهی ذات مهام "هجومیة - انتحاریة ".
وقد نشرت حماس بعض الصور عن تحلیق هذه الطائرات التی استطاعت التقاط صور عن اهداف فی داخل العمق الصهیونی والرجوع الی قواعدها وقد اکدت حماس ان طلعات مماثلة جرت فی الماضی لکن لم یتم الاعلان عنها, وبعد ذلک عمد جیش الاحتلال الصهیونی الی نشر صواریخ باتریوت فی جنوب قطاع غزة من اجل اسقاط هذه الطائرات.
وفی اعتراف من الجانب الصهیونی قال جیش الاحتلال إن منظومة "آرو حیتس" المضادة للصواریخ البالستیة (مماثلة لمنظومة باتریوت) اعترضت طائرة دون طیار أطلقتها المقاومة الفلسطینیة من قطاع غزة، وقد تم إسقاط الطائرة علی بعد نحو ثلاثین کیلومترا بالعمق الصهیونی وفوق مدینة أسدود وأکد أن شظایا الطائرة تناثرت علی مناطق واسعة وذلک للمرة الثانیة خلال أیام .
وتأکیدا علی هذا التطور النوعی فی عمل المقاومة الفلسطینیة قال القیادی فی حرکة حماس مشیر المصری إن إطلاق المقاومة طائرات دون طیار إلی داخل العمق الصهیونی "یشکل رسالة واضحة" إلی کیان الاحتلال الذی یشن عدوانه علی قطاع غزة , موضحا أن الرسالة مفادها أن المقاومة لیست فی مرحلة الدفاع عن الشعب الفلسطینی فقط، "بل دخلت مرحلة غزو العدو، لتقول للإسرائیلیین إنه لا أمن لهم سواء فی البحر أو البر أو الجو".
هذا ویعتبر الخبراء ان خرق المقاومة الفلسطینیة للاجواء الصهیونیة وتسییر طائرات من دون طیار تجسسیة او طائرات هجومیة یدل علی ضعف منظومة الرادارات التی تغطی اراضی کیان الاحتلال وکذلک امکانیة تجاوز تلک المنظومة والقیام باعمال تجسسیة وتنفیذ هجمات علی اهداف لم یفکر الصهاینة ان بامکان الفلسطینیین الوصول الیها وضربها او جمع المعلومات عنها .
ویعتبر هذا التطور العسکری فی قدرات المقاومة الفلسطینیة هاما جدا حیث استطاعت حماس ایجاد نوع من توازن الرعب مع الجیش الصهیونی وادخال سلاح جدید فی المعرکة لم یکن الصهاینة یأخذونه فی الحسبان , کما برهنت هذه الطائرات وکذلک الصواریخ التی سقطت فی العمق الصهیونی وخاصة فی تل ابیب وحیفا ان منظومة القبة الحدیدة لتی طالما تغنی بها الصهاینة هی غیر فاعلة بل فاشلة فی اسقاط الصواریخ التی تسقط علی الاهداف الصهیونیة .
واعترافا منه بان المقاومة الفلسطینیة قد باغتت الصهاینة , قال المعلق العسکری الصهیونی أمیر أورن فی صحیفة "هارتس" انه ببساطة فان الجیش الصهیونی غیر قادرعلی تتبع وتوقع مفاجآت حرکة حماس وابداعاتها العسکریة , واضاف أن "الأمور إنقلبت رأس علی عقب، وهم الآن یلعبون الدور الذی ظل یلعبه جیشنا"، موضحا أن جیش الاحتلال بات غیر قادر علی وضع خطة عسکریة لمواجهة حماس عسکریاً وإجبارها علی وقف إطلاق النار .
وفی سیاق الاعترافات بالهزیمة ایضا , قال الخبیر الصهیونی فی هندسة الطیران والفضاء "موتی شیفر" أن "القبة الحدیدیة" هی أکبر خدعة لکیانه یشهدها العالم , واضاف أنه لا یوجد أی صاروخ یستطیع اعتراض صواریخ أو قذائف صاروخیة، والقبة الحدیدیة عبارة عن ضوء صوتی فقط والواقع أن جمیع الانفجارات التی تظهر فی الأجواء هی تدمیر ذاتی، فلا یوجد أی صاروخ خرج من القبة اعترض صاروخا واحدا علی الأقل أطلق من غزة.
واذعانا بالهزیمة والفشل فی عدوانهم علی الفلسطینیین دعا رئیس الشاباک السابق "آفی دیختر" إلی وقف الحرب علی غزة بسرعة والعمل علی إیجاد حل للصراع مع الفلسطینیین مشیرا الی "مشاعر الإحباط التی تسبق کل عملیة أو حرب وهی عبارة عن اللحظة التی تدرک فیها فی أعماق قلبک عدم جدواها وعدم فائدتها وتعلم بأنه لا یوجد منتصرین فی الحرب وطالما تصاعدت الحرب وارتفع لهیبها أدرکنا عبثیتها وعدم حاجتنا الیها والی أی مدی کان بإمکاننا أن نوفرها" .
کما کتب کبیر معلقی یدیعوت أحرونوت ناحوم بارنیاع أن کل الذین طالبوا حکومة نتانیاهو بـ "دک الفلسطینیین یدرکون الیوم أن الدکّ یکلّف ثمناً" واضاف "أن الحکومة الإسرائیلیة تخشی التورط فی غزة، وهی ترید الخروج بأسرع ما یمکن لکن فی الوقت الراهن حماس هی التی تقرر متی وکیف تنتهی العملیة".
وتؤکد کل هذه التصریحات والتعلیقات الواردة من داخل الکیان الصهیونی بأن الصهاینة قد ادرکوا ان هذه الحرب ستنتهی لصالح المقاومة الفلسطینیة واضافة الی ذلک فقد بات من الواضح ان المقاومة الفلسطینیة قد استطاعت بصمودها وثباتها علی ارض المعرکة ان تسجل انجازا آخر فی صفحات انجازات الشعب الفلسطینی المناضل بل ستقوم هذه المقاومة بالاستفادة من مجریات الحرب الحالیة من اجل زیادة قوتها وجاهزیتها القتالیة وتطویر اسالیبها الحربیة وستزید من حالة الانهزام النفسی لدی الصهاینة مستقبلا .