الوقت - شهدت افغانستان فی الآونة الأخیرة بروز تیارات سیاسیة جدیدة علی الساحة واعلان قیادات مغمورة عن نفسها , ومن هذه التیارات السیاسیة الجدیدة المستحدثة یمکن الاشارة الی تیار أنشیء مؤخرا تحت اسم "راه نجات" أی (طریق النجاة) بقیادة شخص اسمه "سید آقا" .
وقد قضی هذا الشخص فترة طویلة فی السجون امتدت منذ عام 2002 حتی عام 2010 وقد اطلق سراحه بشکل سری علی ید الرئیس الافغانی حامد کرزای وان اعضاء التیار الذی استحدثه هذا الشخص هم فی الحقیقة ینتمون الی جماعة طالبان والذین اختاروا الانضمام الی عملیة السلام فی افغانستان , ویمکن القول فی الحقیقة ان الحکومة الافغانیة هی التی تقف وراء انشاء مثل هذا التیار .
وفی الوقت الذی بات موضوع انسحاب القوات الغربیة من افغانستان مطروحا علی الطاولة تسعی جمیع الاطراف الافغانیة الی استحصال سهم من الامتیازات السیاسیة , وان معظم هذه الاطراف الافغانیة هی من الجماعات التی حملت السلاح فی الماضی .
ویعتبر ذهاب أفغانستان نحو الاستقرار وانضمام الجماعات المتمردة الی عملیة السلام ومساهمتهم فی ارساء الاستقرار فی البلاد امرا مطلوبا لکن یجب علی الافغانیین جمیعا تجنب الوقوع فی فخ اجهزة المخابرات الاجنبیة , التی تستغل موضوع الفقر المادی لدی شرائح الشعب الافغانی وتقوم بدعم بعض الجماعات بالمال وتؤمن الغطاء السیاسی لهم وذلک من أجل جعل الافغانیین یلبون فقط أمنیات هذه الدول وینشلغون بسداد الدین السیاسی هذا , عن هدفهم الاساسی , وهو تشکیل جماعات قویة ومتماسکة تقف فی وجه "طالبان" المتطرفة التی مزقت وتمزق افغانستان وأعطت الذریعة لاحتلال هذا البلد .
وقد أقامت الدول الاقلیمیة والدول الأجنبیة علاقات مع جماعة طالبان وان هذا الامر بات مکشوفا واصبح المطلوب من الاشخاص الذین کانوا فی مناصب ومسؤولیات فی الجماعات المسلحة ان یعملوا علی جمع اشخاص وتشکیل جماعات واحزاب ویقودونهم وتقوم أجهزة الاستخبارات والامن الاجنبیة برعایتهم وتعمل علی اختیار الاشخاص والجماعات التی تراها مناسبة من أجل تنفیذ مآربها , وهذا ما یعتبر بحد ذاته سیاسة خطیرة یجب علی عموم الافغانیین الانتباه الیها وذلک اثناء سعیهم لانقاذ بلادهم من براثن الارهاب ومن ید الاحتلال .
ویتم طرح مسألة انشاء الجماعات السیاسیة والتیارات الجدیدة فی افغانستان فی وقت باتت افغانستان فی مرحلة مفصلیة من حیاتها حیث خفض الاحتلال الامریکی عدد قواته بشکل کبیر دون العمل بشعاره أی محاربة ارهاب طالبان والقضاء علی هذه الجماعة وکذلک دون العمل بوعود التنمیة فی افغانستان لکن الدول الأجنبیة تعتبر قیام الافغانیین بانشاء جماعات سیاسیة فی هذا الوقت فرصة لها لتدلو بدلوها , وقد حصلت اجهزة الاستخبارات الاجنبیة والدولیة علی فرص کثیرة فی افغانستان بالماضی واستفادت منها .
واذا أردنا ذکر أمثلة أخری فیما یتعلق بالشخصیات الافغانیة التی تسعی الی استحداث جماعات وتیارات سیاسیة مماثلة یمکن لنا الاشارة الی "قلب الدین حکمتیار" الذی دخل معترک الانتخابات الافغانیة من هذا الباب , ویسعی امثال هؤلاء الی الحصول علی الامتیازات وهذا ما یتسبب بدوره فی عدم السیطرة علی هؤلاء او ضعف السیطرة علیهم وضعف العلاقة بین هذه الجماعات وأن یعملوا علی شاکلة جزر منفصلة عن بعضها البعض .