الوقت - منذ اندلاع الازمة فی محافظة الانبار العراقیة قبل نحو اربعة اشهر یسعی ما یسمی "تنظیم الدولة الاسلامیة فی العراق والشام" او ما یعرف اختصاراً بـ " داعش " الی تحقیق اهدافه الاجرامیة بأی وسیلة ممکنة ومنها قطع میاه نهر الفرات عن المناطق الوسطی والجنوبیة فی العراق من جانب واغراق المناطق القریبة من بغداد ومن بینها مدینة " ابو غریب" التی تبعد نحو 60 کم عن العاصمة من جانب آخر ، وذلک بعد قیام عناصره بإغلاق سد الفلوجة .
وهذه الاجراءات التی اتخذها داعش اثر هزیمته علی ید القوات العراقیة فی مدینة الانبار تسببت حتی الآن بقطع المیاه عن مناطق واسعة فی وسط وجنوب العراق الذی تسکنه اغلبیة شیعیة والذی ادی الی موت الکثیر من الاراضی الزراعیة والثروة الحیوانیة التی تعتمد بشکل اساس علی هذه المیاه من جانب، ونزوح مئات الآلاف من اهالی الفلوجة وابو غریب والمناطق القریبة منها باتجاه المدن الاخری بعد غرق منازلهم ومزارعهم جراء فتح بوابات سد الفلوجة من قبل داعش وتسلیط میاهه علی هذه المناطق . وبحسب مصادر فی وزارة الموارد المائیة العراقیة فإن العدید من مناطق بغداد تعرضت ایضا للغرق ایضا جراء وصول المیاه الیها .
ویعتقد المراقبون ان تنظیم داعش الارهابی التکفیری یسعی من خلال هذه الاجراءات الی تحقیق عدة اهداف منها :
1 - اثارة الفتنة بین السنة والشیعة تحت اعذار واهیة منها الدفاع عن السنة بزعمه الانتماء الی هذه الطائفة .
2 – فتح جبهة جدیدة باتجاه بغداد بهدف تخفیف الضغط عن عناصره المحاصرین فی الفلوجة والمناطق المحیطة بها من قبل الجیش العراقی .
3 – اخلاء المناطق التی یتواجد بها عناصر التنظیم من سکانها واجبارهم علی مغادرتها الی مدن اخری کی یتمکن من السیطرة علی مقدرات تلک المناطق .
4- السعی من خلال قطع الماء عن مدن وسط وجنوب البلاد الی الضغط علی الحکومة العراقیة وارباک خططها فی مجال الخدمات .
رئیس الوزراء العراقی نوری المالکی اعتبر ان قطع الماء عن الوسط والجنوب ینم عن مدی الاجرام وخلو عصابات داعش من ای معنی من معانی الشرف والرجولة. وقال فی بیان: اصبح لزاما علینا استخدام اقصی درجات القوة ضد داعش ومن یقف وراءه من البعثیین وایتام نظام صدام من اجل انقاذ حیاة الناس والاراضی الزراعیة وعدم السماح لهم باتخاذ مدینة الفلوجة قاعدة لاجرامهم واللعب بارواح الناس وممتلکاتهم .
ویؤکد المراقبون ان تدخل داعش التخریبی فی سد الفلوجة هدد حیاة الملایین من العراقیین وعرض مزارعهم وممتلکاتهم للخطر
وهو یمثل عملا اجرامیا ضد الانسانیة ویعاقب علیه القانون الدولی ولابد من اتخاذ اجراءات رادعة لانهاء هذه الاعمال الوحشیة واعادة الحیاة الی وضعها الطبیعی فی جمیع المدن والقری العراقیة التی تکبدت اضرارا فادحة بسبب داعش وخططه الاجرامیة الخبیثة .