الوقت – مرة اخری تثبت السعودیة للعالم اجمع مدی تدخلها فی الشؤون الداخلیة للیمن وذلک بتهدیدها الرئیس عبد ربه منصور هادی بالتدخل مباشرةً هذه المرة بسبب ما اسمته رفضه الانصیاع لاوامرها بتحریک الجیش الیمنی لدعم القبائل السلفیة لمهاجمة الحوثیین فی شمال هذا البلد .
ویعتقد المراقبون ان هذا الأمر لا یعدو کونه ذریعة تسعی الریاض من خلالها للتدخل من جدید فی شؤون الیمن . وهذه لیست المرة الاولی التی تحاول الریاض استغلالها لفرض ارادتها علی الحکومة الیمنیة بل قامت قبل ذلک وتحدیدا فی عام 2009 بالتدخل لدعم نظام الرئیس المعزول علی عبد الله صالح اثناء حربه ضد الحوثیین ولکنها منیت بهزیمة نکراء ولم تحقق شیئا رغم المآسی الکبیرة التی تحملها الحوثیون جراء هذه الحرب التی راح ضحیتها المئات بل الآلاف من الابریاء معظمهم من الاطفال والنساء بین قتیل وجریح.
وتسعی السعودیة الی القاء اللوم علی حکومة صنعاء وشخص الرئیس عبد ربه منصور فی الخسارة التی منی بها السلفیون اخیرا علی ید الحوثیین فی الیمن الا ان الحقیقة لیست کذلک لأن الریاض بذلت کل ما بوسعها للانتصار علی الحوثیین لکنها فشلت فشلا ذریعا فی تحقیق هذا الهدف رغم الامکانات الهائلة التی رصدتها لهذا الغرض .
وتشیر الاخبار الواردة من الیمن الی ان الرئیس عبد ربه منصور رفض الزج بالجیش لمساعدة السلفیین فی حربهم ضد الحوثیین لاعتقاده بأن هذه المعرکة لن تصب فی صالح البلاد وستلحق به الکثیر من الخسائر البشریة والمادیة وسیکون المستفید الوحید منها الحکومات والانظمة المعادیة وفی مقدمتها النظام السعودی علی حساب دماء وارواح وثروات الیمنیین .
فی هذه الاثناء تحدثت تقاریر خبریة عن ان الریاض منهمکة الآن باعداد قواتها للتدخل عسکریا وبشکل مباشر فی شمال الیمن وتسعی فی الوقت نفسه الی تشکیل جیش من القبائل السلفیة لمساندتها فی مقاتلة الحوثیین. یأتی هذا فی وقت تصاعدت فیه حدة التوتر بین جبهة " انصار الله" التی ینتمی اغلب افرادها الی جماعة الحوثیین من جهة وحزب "تجمع الاصلاح " وانصار قبیلة الاحمر من جهة اخری.
وفی وقت سابق طالب تجمع الاصلاح وآل الاحمر والقبائل السلفیة الحکومة بارسال قوات عسکریة لمساندتهم ضد الحوثیین الا انها رفضت الأمر الذی اغاض السعودیة واثار حفیظتها ضد الرئیس عبد ربه منصور وقررت التدخل بنفسها لاتمام هذه المهمة .
ویتهم الحوثیون تجمع الاصلاح وقبیلة الاحمر بمحاولة اثارة الاوضاع الامنیة فی مختلف المناطق، مؤکدین فی الوقت ذاته بأن التجمع یسعی ایضا للتأثیر علی بعض الاحزاب السیاسیة الیمنیة لمنعها من لعب دور بناء فی استباب الامن والاستقرار فی البلاد، والسعی کذلک لافشال القرارات التی تبناها الحوار الوطنی لاقرار المصالحة الوطنیة فی عموم الیمن .