الوقت - تراجعت أسعار النفط الأربعاء إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات قبل أن تتعافى قليلا، وذلك بعد أن أعلنت الصين فرض رسوم جمركية إضافية على السلع الأمريكية ردا على سياسة الرئيس دونالد ترامب التجارية.
وقالت وزارة المالية الصينية إن بكين ستفرض رسوما جمركية 84 بالمئة على السلع الأمريكية بداية من غد الخميس، ارتفاعا من 34 بالمئة أعلنتها في وقت سابق.
وبحلول الساعة 1600 بتوقيت غرينتش، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 2.36 دولار أو 3.76 بالمئة إلى 60.46 دولار للبرميل. ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.37 دولار أو 3.98 بالمئة إلى 57.21 دولار.
وهبط الخامان بما يصل إلى سبعة بالمئة خلال الجلسة قبل أن يعوضا بعض الخسائر.
ودخلت الرسوم الجمركية الأمريكية البالغة 104 بالمئة على الصين حيز التنفيذ في الساعة 0401 بتوقيت جرينتش اليوم الأربعاء.
وقال المحلل في يو.بي.إس جيوفاني ستونوفو إن الحرب التجارية المتصاعدة بين الصين والولايات المتحدة تُثير مخاوف من ركود عالمي.
وأضاف “في حين أن الطلب على النفط لم يتأثر على الأرجح بعد، فإن المخاوف المتزايدة من ضعف الطلب على الخام خلال الأشهر المقبلة تتطلب انخفاض الأسعار لتحفيز تعديل في العرض يمنع حدوث فائض في السوق”.
ودخلت تدابير مضادة في كندا، الحليف القريب للولايات المتحدة وشريكها التجاري الرئيسي، حيز التنفيذ اليوم الأربعاء.
واتفقت دول الاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء على فرض رسوم جمركية 25 بالمئة على مجموعة من السلع الأمريكية في جولة أولى من التدابير المضادة، لتضاف إلى أخرى اتخذتها الصين وكندا.
وقالت يي لين نائبة رئيس أسواق السلع النفطية في ريستاد إنرجي “الرد الصيني الصارم يقلل فرص التوصل إلى اتفاق سريع بين أكبر اقتصادين في العالم، مما يثير مخاوف متزايدة من الركود الاقتصادي في جميع أنحاء العالم”.
وأضافت “نمو الطلب الصيني على النفط بما يتراوح بين 50 ألف برميل يوميا و100 ألف برميل يوميا مهدد إذا استمرت الحرب التجارية لفترة أطول، ومع ذلك فإن تحفيزا أقوى لتعزيز الاستهلاك المحلي قد يخفف الخسائر”.
وانخفضت أسعار الخامين على مدى خمس جلسات متتالية منذ أن أعلن ترامب فرض رسوم جمركية شاملة على معظم الواردات إلى الولايات المتحدة، مما أثار مخاوف حيال تأثير الحرب التجارية العالمية السلبي على النمو الاقتصادي والطلب على الوقود.
وقال آشلي كيلتي المحلل في بانمور ليبيرم “أشار بعض المحللين الأمريكيين إلى أن البيت الأبيض يريد دفع أسعار النفط إلى ما يقارب 50 دولارا لأن الإدارة الأمريكية تعتقد أن قطاع النفط والغاز المحلي قادر على الصمود أمام الاضطرابات لفترة”.
وأضاف “نرى أن هذا الهدف خادع إلى حد ما… ولن يؤدي إلا إلى تقليص إنتاج الولايات المتحدة وفتح الباب أمام أوبك لاستعادة مكانتها كمنتج قادر على صنع الفارق في السوق”.
ومما زاد من الضغط على أسعار النفط، قرار أوبك+ الأسبوع الماضي زيادة الإنتاج في مايو أيار 411 ألف برميل يوميا وهي خطوة يرجح المحللون أنها ستدفع نحو وجود فائض في السوق.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة اليوم الأربعاء ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة 2.6 مليون برميل إلى 442.3 مليون برميل الأسبوع الماضي، وذلك مقابل توقعات محللين في استطلاع لرويترز بزيادة قدرها 1.4 مليون برميل.
وقال جون كيلدوف الشريك في أجين كابيتال في نيويورك “الصادرات تراجعت، وسيتعين علينا أن نرى ما إذا كنا سنفقد قدرة الوصول إلى السوق الصينية، وما إذا كنا سنشهد تراجعا في وضع التصدير مستقبلا”.