الخارجیة السوریة تطالب بوقف تسییس الملف الکیمیائی
وجهت وزارة الخارجیة والمغتربین السوریة أمس السبت رسالتین إلی رئیس مجلس الأمن الدولی والأمین العام للأمم المتحدة حول ما صدر عن اجتماع مجلس الأمن الدولی بتاریخ 6-2-2014 بعد الاحاطة التی قدمتها منسقة البعثة المشترکة لمنظمة حظر الأسلحة الکیمیائیة والأمم المتحدة "سیغرید کاغ "حول الملف الکیمیائی السوری.
وافادت وکالة الانباء السوریة ˈساناˈ انه جاء فی الرسالتین ان سوریا تعرضت لحملة ظالمة من بعض الدول الأعضاء فی مجلس الأمن وفی مقدمتها الولایات المتحدة الأمریکیة وحلفاؤها خلال مناقشة الملف الکیمیائی السوری فی اجتماع المجلس یوم 6 شباط 2014.
وأضافت الوزارة أن تلک الدول جانبت فی حملتها الحقیقة والقراءة الموضوعیة لما تم انجازه من قبل سوریا فی اطار تنفیذها لالتزاماتها بموجب انضمامها إلی اتفاقیة حظر الأسلحة الکیمیائیة وأن الولایات المتحدة الأمریکیة ومن یدعمها تتجاهل حقیقة أن سوریا لا تمر الآن فی ظروف طبیعیة بسبب الحرب الإرهابیة المستمرة ضدها بدعم اقلیمی ودولی وأطراف معروفة للجمیع.
وتابعت .. لقد ترافقت هذه الحملة الظالمة مع انعقاد مؤتمر جنیف2 والایجابیة الکاملة التی تعاملت بها سوریا مع هذا المؤتمر.. وهذا التصعید الواضح فی هذا التوقیت بالذات هو دلالة واضحة علی ممارسة مزید من الضغوط علی سوریا بهدف التأثیر علی ما یجری فی جنیف2 ولتوضیح هذه الفبرکات والتضلیل الذی مارسته تلک الدول فان سوریة تبین ما یلی..
- لقد خلا البیان الصحفی الذی صدر عن المجلس بعد مناقشته الاخیرة بتاریخ 6 شباط 2014 للملف الکیمیائی السوری من ذکر أی نقطة ایجابیة قامت بها سوریا فی هذا الاطار وتجاهل الانجازات التی تحققت خلال الفترة الماضیة والتعاون البناء والمستمر مع البعثة المشترکة والتی اشادت بها دول أعضاء فی المجلس والأمانة العامة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الکیمیائیة واخرون.
- إن الدول التی تتهم سوریا بالتقصیر لم تف بالتزاماتها بعد بتدمیر ترسانتها الکیمیائیة رغم مرور عشر سنوات علی المواعید المحددة لذلک علما انها لا تواجه الظروف الأمنیة التی تواجهها سوریا.
- وخلافا لما قیل فی حملة التشکیک تلک فقد حرصت سوریا منذ البدایة علی الالتزام الکامل بکل متطلبات عملیة الانضمام إلی هذه الاتفاقیة وقرارات المجلس التنفیذی وقرار مجلس الأمن 2118/2013 ونفذت کل ما هو مطلوب منها من التزامات فی المرحلة الأولی بکل دقة وشفافیة وقبل حلول الموعد المحدد لذلک.. وسجلات البعثة المشترکة وتقاریرها تشهد علی ذلک.
- لم تعد المخاطر التی تواجهها سوریا فی عملیة نقل المواد الکیمیائیة إلی الساحل السوری فی الاطار النظری والإعلامی بل أن المجموعات الإرهابیة المسلحة استهدفت المواقع التی تحوی المواد الکیمیائیة والشحنات التی تقل هذه المواد فی طریقها إلی مرفأ اللاذقیة وحتی البعثة المشترکة لم تسلم من تهدید تلک المجموعات الإرهابیة وما تعرضت له الشحنة الثانیة بتاریخ 27-1-2014 هو دلیل علی صحة ما تعلنه سوریا.
- إن مطالبة سوریا بتحمل مسؤولیاتها هی کلمة حق یراد بها باطل فقد حددت سوریا عند بدء المرحلة الثانیة من تنفیذ التزاماتها فی عملیة نقل المواد الکیمیائیة بکل موضوعیة وصدق التحدیات والمشاغل التی تعترض هذه العملیة.. وجمیع الدول علی اطلاع کامل علی هذه التحدیات المتمثلة بالبیئة الأمنیة الصعبة والمعقدة والنقص الکبیر فی المعدات والتجهیزات اللازمة لعملیة التغلیف والتحمیل والنقل.
- إن ما یدعو للأسف هو أن الدول التی وافقت علی البیان الصحفی إضافة إلی البعثة المشترکة تعرف تماما أن الکثیر مما وصل إلی سوریا من معدات وتجهیزات کانت من الناحیة الفنیة غیر جاهزة للعمل هذا اذا ما اضفنا التجهیزات المرتبطة بالنواحی الأمنیة التی رفضت العدید من الدول تقدیمها إلی سوریا بالرغم من الحاجة الماسة إلیها وکذلک المعدات الضروریة التی لم تصل بعد ومع ذلک اصرت سوریا بالرغم من امکانیاتها المتواضعة وعلی حساب لقمة أطفالها علی شراء بعض هذه المعدات من دولة مجاورة وبذل کل الجهود المخلصة لتنفیذ التحضیرات والاجراءات المرتبطة بعملیة نقل المواد الکیمیائیة.
وقالت الوزارة.. إن الجمهوریة العربیة السوریة تبذل جهودا مکثفة فی اطار التحضیر لعملیة نقل جدیدة لکمیة کبیرة من المواد الکیمیائیة والتسریع بها من اجل ترحیلها خارج أراضیها بطریقة منهجیة وتؤکد مجددا حرصها علی انجاز هذه العملیة باسرع وقت ممکن.. ویقوم الجانب الفنی والتقنی فی سوریا بالتنسیق المستمر مع البعثة المشترکة من اجل تذلیل العقبات والصعوبات وانجاز المطلوب ضمن المهل الزمنیة المحددة.
وختمت وزارة الخارجیة والمغتربین السوریة رسالتیها بالقول.. إن الجمهوریة العربیة السوریة تطلب وقف تسییس هذا الملف واخذ الظروف الامنیة الصعبة والمعقدة التی تمر بها بعین الاعتبار وتحمل المجتمع الدولی مسؤولیاته فی تقدیم المساعدة التی تمکن سوریا من تجاوز التحدیات الجدیة التی نتوقع ان تسهم فی التأخیر فی عملیة نقل هذه المواد لا ان یتم توجیه الاتهامات غیر الموضوعیة والتشکیک الرخیص ضد الحکومة السوریة وکلنا ثقة بانکم تعلمون مدی التزام سوریا وحرصها علی تنفیذ ما هو مطلوب منها من التزامات ضمن المهل المحددة لانجاز هذه العملیة.