الوقت - قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الأحد، إن الفلسطينيين في قطاع غزة مروا بعامين كاملين من الموت والنزوح القسري، محذرة من عدم كفاية الخدمات الأساسية المتبقية لتلبية احتياجات 2.4 مليون نسمة.
جاء ذلك في كلمة مصورة لمديرة البعثة الفرعية للجنة بغزة سارة أفريلود، نشرها “الصليب الأحمر” على صفحته بمنصة “فيسبوك” الأمريكية، فيما تحل بعد غد الثلاثاء الذكرى السنوية الثانية لبدء الإبادة الإسرائيلية بغزة.
وقالت أفريلود: “على مدار عامين والسكان المدنيون يعانون من الموت والنزوح القسري والحرمان من الكرامة على نحو مروّع. لقد شهدنا تفريغا كاملا للروح الإنسانية في غزة”.
وتابعت: “آلاف الفلسطينيين فُصلوا عن عائلاتهم، ولا يزال الكثيرون في عداد المفقودين”.
وأوضحت أن آثار العامين الماضيين باتت تتجلى على “وجوه الناس المنهكة التي تحاول الصمود بشقّ الأنفس”.
وتابعت: “عامان من الكفاح من أجل البقاء على قيد الحياة، والأثر لا يوصف”.
وحذرت من عدم كفاية الخدمات الأساسية المتبقية في القطاع لتلبية احتياجات 2.4 مليون نسمة بالقطاع.
وأكدت أن الكثير من المدنيين يفتقرون “إلى الوصول الآمن والمنتظم للمياه ومرافق النظافة والرعاية الصحية”.
وعن الواقع الإنساني الصعب في غزة، “قالت أفريلود إنها “التقت بأمهات يملؤهن الذعر، ولا يدرين كيف سيُطعمْن أطفالهن أو يحافظْن على سلامتهم”.
ويعاني الفلسطينيون في القطاع من مجاعة غير مسبوقة منذ إغلاق إسرائيل للمعابر في 2 مارس/ آذار الماضي أمام المساعدات الإغاثية والإنسانية، باستثناء كميات شحيحة منها تتعرض للنهب من عصابات تحميها تل أبيب، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع.
وفي 22 أغسطس الماضي، أعلنت “المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي”، عبر تقرير، “حدوث المجاعة في مدينة غزة (شمال)”، وتوقعت أن “تمتد إلى مدينتي دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب) بحلول نهاية سبتمبر/ أيلول (الماضي)”.
وفي حديثها عن الأوضاع الصحية المتدهورة، قالت أفريلود إنها رأت “مرضى يكافحون من أجل التعافي وسط انعدام الراحة بسبب النزوح المستمر”.
ولأكثر من مرة، حذرت مؤسسات أممية وحقوقية من انهيار كامل للنظام الصحي بغزة في ظل الاستهداف الإسرائيلي المتعمد له على مدار عامين، والنقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، والتي تتزامن مع تدفق كميات كبيرة من المصابين الذي هم بحاجة لرعاية طبية طارئة.
وبشأن الهجمات الإسرائيلية المتواصلة التي تستهدف المدنيين، أفادت أفريلود بأنها “شاهدت عائلات بأكملها تخرج من مبان مدمرة، مغطاة بالغبار، وفي حالة صدمة لكنها لا تزال على قيد الحياة”.
وبشكل متكرر، زعمت إسرائيل أنها تقصف أهدافا عسكرية في قطاع غزة، إلا أن الوقائع الميدانية وشهادات العاملين في المجال الإغاثي والإنساني يؤكدن أن الأهداف مدنية وتسفر عن مقتل أطفال ونساء وكبار في السن.
وفي السياق، أكدت أفريلود أن لجنة الصليب الأحمر “تواصل استجابتها” بالشراكة مع مؤسسات فلسطينية في غزة، لافتة إلى الزيادة المتنامية لاحتياجات المدنيين في القطاع جراء الأوضاع.
وجددت الدعوة إلى وقف إطلاق النار الفوري والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق، فضلا عن اتخاذ جميع الاحتياطات لتجنيب السكان المدنيين آثار الأعمال العدائية.
وختمت قائلة: “إنقاذ الأرواح ممكن، لكن المدنيين لا يملكون ترف الانتظار. إنهم بحاجة إلى تحرّك سياسي عاجل”.
يأتي ذلك في ظل حراك جديد تقوده واشنطن، للتوصل إلى وقف إطلاق نار بغزة وتبادل أسرى، عبر خطة أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووافقت عليها حركة “حماس” وإسرائيل.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 67 ألفا و139 شهيدًا، و169 ألفا و583 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.